اخبار فلسطين
موقع كل يوم -ار تي عربي
نشر بتاريخ: ٦ تشرين الأول ٢٠٢٥
في حين أن هناك ما يدعو إلى التفاؤل الحذر في الأيام المقبلة، لكن المأساة ستظل قائمة ما لم يأتي أحد ليغير السيناريو في غزة بشكل حاسم. واشنطن بوست
في فيلم 'يوم جرذ الأرض' لعام 1993، يُحكم على رجل ساخر بالاستيقاظ كل صباح في نفس المدينة ليعيش أحداث اليوم نفسه. وقد يبدو الشرق الأوسط مشابهاً بعض الشيء، ولكنه أكثر دموية ومأساوية.
لقد قبلت حماس، مساء الجمعة، اقتراح الرئيس ترامب للسلام المكون من 20 نقطة لإنهاء الحرب في غزة، بإجابة متوقعة: 'نعم، ولكن!'. ووافقت على إطلاق سراح جميع الرهائن الإسرائيليين الناجين (ورفات القتلى)، ولكن 'بطريقة تضمن إنهاء الحرب والانسحاب الكامل من القطاع'. وأضافت الحركة أنها مستعدة للدخول في مفاوضات 'لمناقشة التفاصيل'.
في محاولات سابقة لوقف الحرب، وافقت حماس أيضاً على وقف إطلاق النار من حيث المبدأ، لكنها رفضت شروطاً محددة. ونصّت خطة ترامب بشكل قاطع على ضرورة نزع سلاح حماس وحلّها. ولم يتطرق قبول حماس المشروط بإعادة الرهائن إلى نزع السلاح، وأصرّت على أنها تعتزم المشاركة في 'إطار وطني فلسطيني شامل'.
وكما في فيلم 'يوم جرذ الأرض'، لا يتكرر السيناريو نفسه في كل مرة. فقد استغل ترامب، ليلة الجمعة، بيان حماس كمقدمة، وطالب إسرائيل بوقف قصف غزة. ومع ذلك، أمر نتنياهو، الذي اعتبر رد حماس رفضاً لمقترح ترامب للسلام، بوقف الهجوم الإسرائيلي على مدينة غزة. وتراجع القصف بشكل ملحوظ يوم السبت.
لقد كان الاقتراح نفسه مختلفاً نوعياً هذه المرة أيضاً. فبدلاً من المطالبة بتبادل جزئي للأسرى مقابل وقف إطلاق نار مؤقت، كما اتُفق عليه في نوفمبر 2023 ويناير 2025، جاءت خطة ترامب أكثر شمولاً. لذا حتى قبول حماس المشروط للاقتراح جدير بالملاحظة.
ومن المقرر استئناف المفاوضات يوم الاثنين، حيث سيتوجه مبعوث ترامب الخاص ستيف ويتكوف وصهره جاريد كوشنر إلى القاهرة للمشاركة. وبعد إقناع إسرائيل بوقف هجماتها، غيّر ترامب موقفه فوراً محذراً حماس من أنها 'يجب أن تتحرك بسرعة، وإلا ستفشل كل التوقعات'.
قد يكون هناك سبيل لتحقيق اختراق أوسع، لكن العقبات المحتملة كبيرة. فبالنسبة لنتنياهو، الذي سيخوض الانتخابات العام المقبل، يتضمن اقتراح ترامب للسلام 3 انتصارات يأمل في تحقيقها: إعادة جميع الأسرى، وإنهاء قاطع لحماس كتهديد عسكري لإسرائيل، وإنهاء لحماس ككيان سياسي على الساحة السياسية الفلسطينية.
لقد تدهورت حماس بشدة وقُتل جميع نظرائها من الضباط. لكن الحركة لا تزال قادرة على إطلاق الصواريخ على إسرائيل. وما تبقى من حماس لا يريد نزع سلاحه، لكن إسرائيل لن تقبل بأقل من ذلك.
وبالمثل، فإن مطالبة حماس بالمشاركة في السياسة الفلسطينية في المستقبل تُعدّ على الأرجح تجاوزاً للحدود، وخاصةً بالنسبة للعناصر اليمينية المتطرفة في ائتلاف نتنياهو، وإن كان هناك مجال للمناورة في هذا الشأن. حيث يقدم اقتراح ترامب 'عفواً' عن أعضاء حماس الراغبين في إلقاء أسلحتهم. وقد يعود هؤلاء إلى الساحة السياسية، بل قد يتمكنون من العمل في 'اللجنة الفلسطينية التكنوقراطية غير السياسية' المؤقتة التي تتصورها خطة ترامب لحكم غزة، تحت إشراف مجلس دولي.
لا شك أن الضغط من قطر وتركيا لعب دوراً كبيراً في وصول حماس إلى هذا الحد، ولكن خلف الكواليس، يُقال إن الأتراك ومعظم الدول العربية لديهم تحفظات. والعمل الحقيقي في القاهرة سيشمل تجسير هذه الانقسامات، وزيادة عزلة العناصر المتعثرة في حماس.
إن المهمة المتوازنة التي يواجهها الوفد الأمريكي المتوجه إلى مصر هي إيجاد طريقة لإنهاء القتال بما يرضي إسرائيل دون إثارة غضب القادة العرب. وإذا كان من الممكن تحقيق نتيجة جيدة، فعلى نتنياهو إيجاد طريقة لعدم جعل الكمال عدواً للخير. فبعد عامين من هجمات 7 أكتوبر، يتوق جنود الاحتياط الإسرائيليون إلى عودة الأمور إلى طبيعتها. وتُظهر استطلاعات رأي جديدة أن 72% من الإسرائيليين يؤيدون خطة ترامب، وقد حان الوقت لتحقيق النصر.
وفي حين أن هناك ما يدعو إلى التفاؤل الحذر في الأيام المقبلة، فإن الساعة ستظل تدق الساعة السادسة صباحاً في غزة حتى يأتي أحد ليغير السيناريو بشكل حاسم.
المصدر: واشنطن بوست
المقالة تعبر فقط عن رأي الصحيفة أو الكاتب