اخبار فلسطين
موقع كل يوم -فلسطين أون لاين
نشر بتاريخ: ٢١ أيلول ٢٠٢٥
كشفت تقارير إسرائيلية جديدة تفاصيل عملية استخبارية معقّدة نفذها عملاء الموساد في قلب الضاحية الجنوبية لبيروت، حيث زُرعت أجهزة متطورة في المقر السري للأمين العام لحزب الله حسن نصر الله، قبل أيام من اغتياله في هجوم جوي استهدف موقعه.
وبحسب تحقيق نشرته وسائل إعلام عبرية، فإن عملية الاغتيال التي نُفذت في 27 سبتمبر/أيلول 2024، سبقتها عملية ميدانية، زُرعت خلالها معدات تقنية متطورة داخل مجمع تحت الأرض كان يُستخدم كمقر سري لاجتماعات نصر الله وقيادات بارزة من حزب الله وفيلق القدس الإيراني، بينهم الجنرال عباس نلفروشان والقيادي علي كركي.
نفذ العملية فريق صغير من عملاء الموساد، تسللوا ليلاً إلى منطقة حارة حريك، وسط إجراءات أمنية مشددة لعناصر حزب الله، وفي ظل قصف جوي مكثف هدفه تشتيت انتباه الحراسة وتوفير غطاء للحركة.
واستُخدمت أجهزة دقيقة لتحديد المواقع داخل المخبأ، ما مكّن سلاح الجو الإسرائيلي من توجيه ضربات مباشرة بأكثر من 80 قنبلة خارقة للتحصينات، أودت بحياة نصر الله ومرافقيه.
القرار باغتيال نصر الله اتخذته القيادة الإسرائيلية في اللحظات الأخيرة، بينما كان رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو في طريقه إلى نيويورك. وجاءت الموافقة بعد تلقيه رسالة من رئيس الموساد ديدي برنياع، طالب فيها باستغلال 'فرصة ذهبية' للقضاء على نصر الله قبل الانتخابات الأميركية، حين تكون الظروف الدولية أكثر ملاءمة.
ورغم اعتراضات بعض القادة العسكريين الذين حذروا من اندلاع حرب إقليمية، مضى القرار قُدماً، ونُفذ الهجوم دون إبلاغ الإدارة الأميركية مسبقاً، بحسب التقرير.
واعتمدت العملية، وفق التقارير، على تكنولوجيا تم تطويرها في وزارة جيش الاحتلال، بالتعاون مع شركات 'رافائيل' و'إلبيت'، لتمكين الذخائر من اختراق تحصينات عميقة تحت الأرض. واستخدمت طائرات F-15 وF-16 قنابل خارقة من نوع BLU-109، زُودت بأنظمة توجيه دقيقة لضمان إصابة الهدف بشكل مباشر.
وأفادت المصادر بأن دقة التنفيذ منعت نصر الله من النجاة، رغم التحصينات المعروفة للمقر. وبلغت خسائر حزب الله نحو 300 عنصر، إضافة إلى تدمير بنى تحتية عسكرية مهمة.
التقرير يشير أيضاً إلى 'خطة خداع' استخبارية نفذها الجيش والموساد قبل تنفيذ الاغتيال، تمثلت في عمليات تمويه إلكتروني وهجمات محدودة، أُريد بها طمأنة نصر الله بأن (إسرائيل) لا تخطط لهجوم شامل، ما شجعه على الاجتماع في المخبأ السري.
رغم الضربات، لا يزال حزب الله يمتلك قدرات هجومية شمال لبنان، لكنّه يواجه ضغوطًا داخلية وخارجية، ومطالب متزايدة لنزع سلاحه، وسط عزوف دولي عن دعم لبنان اقتصاديًا ما دام الحزب يسيطر على القرار الأمني والسياسي، ويختم التقرير بأن 'نهاية نصر الله لا تعني نهاية حزب الله.