اخبار فلسطين
موقع كل يوم -فلسطين أون لاين
نشر بتاريخ: ٢٠ حزيران ٢٠٢٥
كشفت الضربات الصاروخية الأخيرة، فضائح مدوية وسقوط أخلاقي جديدة لجيش الاحتلال 'الإسرائيلي'، حول دمجه منشآت عسكرية واستخباراتية داخل مؤسسات مدنية مثل الجامعات، شركات التقنية، وحدائق التكنولوجيا، مستشفيات، مراكز تسوق وحدائق.
ووفقًا للتقارير الأخيرة، فإنَّ 'إسرائيل' تستخدم الغطاء المدني في أنشطته العسكرية بهدف تجنّب الاستهداف العسكري المباشر، وإخفاء النشاط العسكري عن الرقابة الدولية، واستغلال الحصانة القانونية للمدنيين وفق القانون الدولي الإنساني.
سُلِّط الضوء بشكل واضح على هذه الفضيحة عقب القصف الصاروخي الإيراني الذي استهدف قاعدةً عسكرية قرب مستشفى سوروكا المخصَّص لعلاج الجنود 'الإسرائيليين'.
وأكدت وكالة الأنباء الإيرانية (إرنا) أن 'الهدف الرئيسي' للغارة التي ألحقت أضرارًا بمركز سوروكا الطبي كان مجمعًا تكنولوجيًا قريبًا، يستخدم لأغراض عسكرية تحت إشراف جيش الاحتلال.
وأضافت الوكالة: 'كان الهدف الرئيسي للهجوم قاعدة القيادة والاستخبارات الواسعة 'للجيش الإسرائيلي' (IDF C4i) ومقر استخباراته العسكرية، الواقع في مجمع غاف يام التكنولوجي، بجوار مستشفى سوروكا في بئر السبع'.
ويعتبر موقع الحديقة التكنولوجية 'مركز البحث والتطوير الأكثر تطورًا في 'إسرائيل'... بجوار حرم جامعة بن غوريون وفرع C4i التابع للجيش الإسرائيلي'.
وكشفت منصات عبرية ردًّا على مزاعم بنيامين نتنياهو ووزير حربه يسرائيل كاتس حول قصف مستشفى 'سوروكا' بالقول ' الجيش الاسرائيلي يختبئ خلف المدنيّين في وسط مدينة تل أبيب، ثم يلوم الإيرانيّين على إطلاق الصواريخ تجاه السكان ،أنا وأطفالي مجرد ضرر جانبي بالنسبة له'.
وأرفقت إحدى المستوطنات صورة وخريطة لمبنى وزارة الحرب 'كرياه' الموجود بالقرب من مرافق مدنيّة وسط 'تل ابيب'.
وفي هذا السياق، أكد وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، اليوم الجمعة، أن إيران 'تستهدف فقط المراكز العسكرية في الأراضي المحتلة. مضيفًا 'بعد أن هاجم الكيان المراكزالاقتصادية، أضفنا المراكز الاقتصادية التابعة له إلى قائمة الأهداف. نحن لا نستهدف المناطق السكنية ولا المدنيين، وخاصة المستشفيات، وهذا الأمر نراعيه بدقة كاملة'.
وختم تصريحاته بالقول، إنَّ 'الهجمات التي تنفذها صواريخنا مصممة بدقة، ومراعية تمامًا للمعايير الأخلاقية والقانون الدولي. والنقطة الأخرى هي أن سماع هذا البكاء والتباكي من كيان استهدف بنفسه المستشفيات في غزة عمدًا، وأدخل قواته المسلحة إلى داخل المستشفيات وأطلق النار على المرضى، ثم يأتي اليوم ليتقمص دور الضحية، هو أمر مثير للسخرية حقًا'.
ويقع 'سوروكا' في مدينة بئر السبع جنوب الأراضي الفلسطينية المحتلة، ويُعدّ أحد أكبر مستشفيات البلاد، وثالثها من حيث الحجم، ويشكل مركزاً أساسياً لعلاج جنود الاحتلال المصابين خلال العدوان المتواصل على غزة. وقد عالج المستشفى منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول أكثر من 4189 جندياً إسرائيلياً مصاباً.
من سوروكا إلى المبنى 4
لم تتوقف فضيحة 'إسرائيل' عند استخدام منشآت عسكرية بالقرب من مستشفى، بل كشف القصف الصاروخي الإيراني الذي سقط في بئر السبع أنه استهدف مقرًا يعمل في المجال السيبراني ويتعاون مع الجيش الإسرائيلي'.
وصباح اليوم، أعلن الحرس الثوري الإيراني، استهداف 'حديقة الفضاء السيبراني'، في بئر السبع، بالصواريخ، وتحديدًا مبنى شركة 'غاف-يام 4'، مشيرا إلى أن الضربة ألحقت أضرارًا جسيمة بالموقع.
وذكر الحرس الثوري في بيان، أن 'الصاروخ الإيراني الذي سقط في بئر السبع استهدف مقرًا يعمل في المجال السيبراني ويتعاون مع الجيش الإسرائيلي'.
وأضاف أن 'الهجوم جاء لكون الموقع جزءًا من منظومة دعم العدوان، وليس مجرد كيان مدني، إذ يشمل أنشطة سيبرانية متقدمة'. مشيرًا إلى أن 'الهجوم طال مساكن لأشخاص يعملون في مجالي التجسس والذكاء الاصطناعي، ويتعاونون بشكل مباشر مع الجيش الإسرائيلي وأجهزته الأمنية'.
وفي ذات السياق، أفادت وسائل إعلام إيرانية بأن 'الهجوم الصاروخي الباليستي من إيران استهدف منطقة (CyberSpark) في بئر السبع، وأن المبنى المتضرر هو المبنى رقم 4، الذي يُعد جزءًا من الحديقة السيبرانية'.
وأفادت مصادر مطلعة بأنَّ المبنى رقم 4” أُنشأ عام 2022 في بئر السبع، وتدار من قيادة وحدة C4i التابعة للجيش، ويقع داخل مبنى “مدني ظاهريًا” يُعرف بـ Gav-Yam 4 ضمن حديقة التكنولوجيا CyberSpark، والحقيقة أنه يُستخدم لتدريب ضباط ومجندين في البرمجة، الحوسبة، والتجسس السيبراني، ويعتبر المبنى ”قاعدة تأهيل عسكري” للوحدات السيبرانية، رغم غطائه المدني.
وأما ما يتعلق باستهداف حديقة غاف-يام، فإنها تقع قرب جامعة بن غوريون ومستشفى سوروكا، وتضم مراكز أبحاث وشركات عالمية مثل مايكروسوفت، و تنقل إليها آلاف من جنود ووحدات الجيش وخاصة الوحدة 8200 وقيادة الاستخبارات الرقمية.
يروَّج الاحتلال للمكان كمركز “مدني للابتكار”، لكن القصف الصاروخي الإيراني صباح اليوم، كشف أنه مقر استخبارات تقني موسّع.
لم تكن الجامعات بعيدة عن الاستخدام العسكري أيضًا، فالتقارير العبرية أكدت أن الجامعات الإسرائيلية مثل العبرية، تل أبيب، وبن غوريون، تستخدم برامج خاصة لتدريب الجنود، حيث يجري دمج الجنود في وحدات سايبر داخل المساقات الأكاديمية، وتُستخدم هذه البرامج لتجنيد عناصر استخبارات وتطوير تقنيات التجسس.
كشفت الضربة عن أحد أنماط تمويه البنية التحتية العسكرية لدى الاحتلال، وهو إخفاء مشاريع أمنية في منشآت مدنية أو واجهات جامعية وتجارية، ومن أبرز الأمثلة: - “هاكيرزون” – رمات غان: مشروع تدريبي إلكتروني تديره وحدة 8200 تحت غطاء الابتكار. - Gav-Yam Negev Park – بئر السبع: يضم شركات برمجيات وتجسس إلكتروني تعمل لصالح وزارة الأمن، بالإضافة إلى وحدات احتياط. -الحرم الجامعي للمركز الأكاديمي المفتوح – رعنانا: يُستخدم لتدريب عناصر على التحليل السيبراني الاستخباراتي.
التجاوز القانوني: الجمع بين المدني والعسكري
تُعدّ اتفاقيات جنيف أن “أي منشأة مدنية تُستخدم لأغراض عسكرية تفقد حصانتها و تصبح هدفًا مشروعًا.
وتحظر قواعد القانون الإنساني، استخدام المدنيين كدروع بشرية، ودمج الأهداف العسكرية بالمنشآت المدنية، أو تحويل المؤسسات التعليمية أو الصحية لأغراض عسكرية.
وتوثِّق منظمات مثل “هيومن رايتس ووتش” و”مركز مراقبة الاستخدام العسكري للتكنولوجيا” تورط إسرائيل في تغليف منشآت عسكرية بطابع مدني لتقليل احتمالية استهدافها أو للمراوغة القانونية.
ووفقًا لقواعد القانون الإنساني، فإنَّ ما يقوم به الاحتلال يمثل خرقًا واضحًا، حيث يحوّل المدارس والجامعات لمراكز تجنيد وتدريب عسكري، ويضع قواعد عسكرية قرب أو داخل منشآت مدنية حساسة (كالمستشفيات)، ويُعرّض حياة المدنيين للخطر أثناء الحروب.