اخبار فلسطين
موقع كل يوم -وكالة شهاب للأنباء
نشر بتاريخ: ٢٤ تموز ٢٠٢٥
خاص _ شهاب
في ساحةٍ ظنّها العدو آمنة، وفي ركامٍ لم يترك فيه الاحتلال حجراً على حجر، دوّى صدى عملية بيت حانون المركبة لتوجه ضربة جديدة إلى جيش الاحتلال المهزوز ووحداته الإجرامية.
إنها معركة استنزافٍ يومية يخوضها مقاتلو المقاومة الأشداء من شمال القطاع إلى جنوبه، يذيقون فيها العدو الخسائر المتراكمة ويؤكدون أن صمود شعبنا وبسالة مقاومينا هما وحدهما من يصنعان المعادلات الجديدة ويرسمان ملامح المرحلة المقبلة.
وفي خضم هذه المواجهة المستمرة، يبدو قرار الاحتلال بالإبقاء على قواته داخل القطاع قراراً غبياً سيدفع ثمنه باهظاً، فالميدان لا يرحم، والمعركة لم تنته بعد.
أما مواقع التواصل الاجتماعي ضجت فيها عبارات الفخر والكرامة من قبل النشطاء ورواد المنصات بعد عملية كتائب القسام التي نفذتها في بلدة بيت حانون شمال قطاع غزة.
بيت حانون إلى الواجهة
الصحفي الفلسطيني مصطفى البنا قال إن بلدة بيت حانون شمال قطاع غزة عادت إلى واجهة الأحداث بعد تنفيذ كتيبتها هجومًا استثنائيًا وعنيفًا ضد قوات الاحتلال وآلياته، في وقت يترقب فيه الجميع إعلان اتفاق هدنة مؤقت جديد.
وأوضح البنا خلال بوست له على موقع 'فيسبوك'، أن بيت حانون تحمل رمزية خاصة في الحرب، إذ كانت أولى نقاط العدوان البري على غزة في 27 أكتوبر 2023، مبينًا أنها تعرضت منذ ذلك الحين لأكثر من عشرة اجتياحات متتالية، تخللها قصف ونسف وتجريف دمر كافة مباني البلدة، وسط زعم الاحتلال المتكرر بالقضاء على كتيبة بيت حانون بالكامل.
وبين أنه رغم كل ما حدث في بيت حانون على مدار الحرب، لم تتوقف العمليات القوية في البلدة، حيث عاد أهلها بعد كل انسحاب إلى أرضهم ينصبون الخيام ويبيتون فيها، فيما ظهر قائد كتيبة بيت حانون حسين فياض مرتين علنًا بعد ثمانية شهور من إعلان الاحتلال اغتياله، متحديًا كل محاولات الاحتلال لتعقبه واغتياله مجددًا منذ عودة العدوان في مارس الماضي.
وأشار البنا إلى أن كتيبة بيت حانون نفذت خلال الحرب عدة كمائن وعمليات نوعية ضد قوات الاحتلال، قبيل هدنة يناير، وها هي اليوم تعود لتؤكد حضورها الميداني القوي، وسط استمرار العدوان والحصار الخانق على قطاع غزة.
أما الصحفي ابن مدينة بيت حانون محمد الزعانين علق على عملية المقاومة في بيت حانون قائلًا: 'هؤلاء الرجال الذين يقاتلون في بيت حانون ويصنعون المعجزات والملاحم، قضوا شهورًا طويلة في رباطهم بعقدهم القتالية، عانوا خلالها من الفقد والقصف والجوع وقلة الحيلة وكل ما يعيشه أهل غزة من صعوبات ومعاناة، ورغم كل ذلك، يظلون متمسكين بإيمانهم العميق بأن ما تسطره أيديهم قادر على إيذاء هذا الاحتلال الذي يواصل ممارسات الإبادة بلا رحمة'.
وفي تغريدة له على موقع 'اكس' قال الصحفي جمال شعيب، إن عملية بيت حانون قضت على فكرة 'القضاء على المقاومة'، وأهمية العملية اليوم تكتيكياً وعسكرياً وجغرافياً أنها تنسف كل سرديات 'محور التطبيع' حول هزيمة فكرة المقاومة وجدواها، والتي أثبتت بعد مرور 640 يوماً (استخدم خلالها العدو الاسرائيلي كل مخزون 'القنابل والصواريخ' على مساحة 365 كيلومترًا مربعًا) وبسلسلة من العمليات النوعية والمركبة خلال الأشهر الأخيرة، أنها لم تصمد فقط بل طورت منظومتها القتالية وتكتيكاتها وباتت تستطيع توجيه ضربات قاسية لجيش العدو المتخبط في رمال القطاع.
وأوضح شعيب أنه بالأرقام أطلق جيش العدو أكثر من 70,000 طن من القنابل على قطاع غزة حتى أبريل 2024، وهو ما يتجاوز إجمالي القنابل المستخدمة في قصف دريسدن وهامبورغ ولندن خلال الحرب العالمية الثانية مجتمعة، متابعًا أن 'إسرائيل' استخدمت أنواعًا شديدة التدمير، بما في ذلك قنابل بوزن ألف رطل (مثل BLU‑109 وMark 84)، إذ أُسقط منها مئات في مناطق مأهولة مثل مخيم جباليا، ونفذ العدو عشرات الآلاف من غارات جوية — بما يقارب 40,000 غارة جوية على الأقل بحلول أكتوبر 2024.
وأشار شعيب إلى أنه بعد كل هذا القصف والتدمير، تقوم المقاومة الفلسطينية بتنفيذ عملية نوعية ضد قوات العدو في أقصى شمال القطاع وبمحاذاة مستوطنات غلاف غزة أدت حتى الآن إلى مقتل 5 جنود وإصابة أكثر من 10 آخرين، هذا أمر نسف السرديات بأكملها.
توقيع الكتيبة المفككة
الدكتور براء ريان نشر تغريدة له على منصة 'اكس' معلقًا على عملية بيت حانون قائلًا: ' قبل عام ونصف بالتمام والكمال أعلن الناطق باسم الجيش المخزيّ الانتهاء من تفكيك المقاومة في شمال غزة!'.
وتابع الدكتور تغريدته 'بيت حانون تقول له مرة بعد مرة: خذ في عينك يا بعيد!'
أما الناشط الفلسطيني محمد العيلة علق على حسابه في منصة 'اكس' قال إن العملية البطولية الجارية في شمال غزة، والتي لم تتضح تفاصيلها بعد سوى أنها موجعة للغاية للعدو، حيث تملأ دماء جنوده الميدان، وتشتعل النيران لديهم، وتهبط الطائرات لإجلاء جرحاهم، لا تكتفي بمنح المقاومة الفلسطينية قوة سياسية، بل هي وقعت قبل ساعات قليلة فقط من لقاء ترامب-نتنياهو، وستفرض نفسها بقوة على طاولتهما، لتعزز الرأي الذي يدفع نحو الوصول لصفقة، وستضعف موقف نتنياهو الذي سيحاجج بالمقاربة العسكرية لتحقيق أهداف الحرب.
العملية البطولية الجارية في شمال غزة، والتي لم تتضح تفاصيلها بعد سوى أنها موجعة للغاية للعدو، حيث تملأ دماء جنوده الميدان، وتشتعل النيران لديهم، وتهبط الطائرات لإجلاء جرحاهم، لا تكتفي بمنح المقاومة الفلسطينية قوة سياسية، بل هي وقعت قبل ساعات قليلة فقط من لقاء ترامب-نتنياهو،…
من جانبه أكد مبارك العسالي، مدير تحرير صحيفة المصير اليمنية، في تعليقه على العملية، أن 'بيت حانون تكتب فصلًا جديدًا من المجد في تاريخ المقاومة، وتعيد تشكيل موازين القوة في الميدان، في رسالة واضحة بأن المقاومة ما تزال تمسك بزمام المبادرة والردع رغم كل الظروف'.
وشدد العسالي على أن هذه العملية لم تكن مجرد رد على العدوان، بل تأكيد أن أرض غزة عصية على الانكسار، وأن المقاومة ستبقى خيار الشعب وإرادة الأمة في مواجهة الاحتلال حتى التحرير.
يشار إلى أن بلدة بيت حانون تشهد مواجهات مستمرة منذ أيام، في ظل محاولات متكررة لقوات الاحتلال بالتوغل في المناطق الحدودية، وسط مقاومة عنيفة من الفصائل الفلسطينية التي تؤكد استمرار تصديها لأي عدوان على القطاع.
ونفذت المقاومة الفلسطينية صباح اليوم عملية نوعية مركبة في بلدة بيت حانون شمال قطاع غزة، أسفرت عن سقوط عشرات القتلى والجرحى في صفوف قوات الاحتلال، في كمين محكم أكدت تقارير صحفية أنه يمثل صفعة قوية للاحتلال ودليلًا جديدًا على جاهزية المقاومة واستمرار فعاليتها الميدانية.