اخبار فلسطين
موقع كل يوم -فلسطين أون لاين
نشر بتاريخ: ١٥ أذار ٢٠٢٥
حذر اتحاد الموظفين في وكالة 'أونروا' من أبعاد وتداعيات الإجازة الاستثنائية 'دون راتب' التي فرضها المفوض العام للوكالة على الموظفين النازحين إزاء 'حرب الإبادة الإسرائيلية'، الذين توجهوا خلالها إلى مصر، مهددًا باتخاذ خطوات تصعيدية نقابية الأيام القادمة رفضًا للقرار.
وأوضح عضو الاتحاد عبد العزيز أبو سويرح أن قرار الإجازة الاستثنائية في هذا التوقيت يحمل أبعادًا خطيرة وسط المحاولات الرامية إلى إلغاء دور الوكالة الأممية الشاهد على النكبة الفلسطينية.
وشكك أبو سويرح في تصريح لصحيفة 'فلسطين'، أمس، في صحة 'مبرر' الأزمة المالية كسبب رئيسي لقرار الإجازة الاستثنائية لأزيد عن 600 موظف نزحوا داخل غزة وسافروا خلال الحرب إلى مصر.
واستدل بحديثه بوقف 'أونروا' عقود عمل نحو 1900 موظف على بند المياومة منذ بداية الحرب على غزة وحتى اللحظة، بالإضافة إلى تقاعد نحو 500 موظف خلال الفترة الماضية، دون استبدالهم بموظفين جدد، وذلك في إشارة لتوفر الأموال من وراء رواتبهم الشهرية.
وأشار إلى دليل آخر بتوقف بعض مؤسسات 'أونروا' وموازناتها التشغيلية طوال 15 شهرا من الحرب، 'فأين ذهبت هذه الأموال والموازنات؟'.
وتطرق إلى نحو آخر من خطورة القرار ولا سيما أن غالبية هؤلاء الموظفين هم من قطاع التعليم، الأمر الذي يطرح تساؤلات مشروعة حول القرار، ومدى حاجة الجيل الفلسطيني للتعليم والانتظام بمقاعد الدراسة والمدارس التي دمرتها آلة الحرب الإسرائيلية.
وبداية مارس/ آذار الجاري، بدأ سريان قرار المفوض العام لوكالة 'أونروا' فلييب لازاريني القاضي بفرض إجازة استثنائية من دون راتب على موظفيها النازحين الذين يعملون عن بُعد والذين يتواجدون حاليا في مصر.
وتضمّن القرار تبريراً يوضح أن سببه يرتبط بالأزمة المالية المستمرّة التي تعاني منها الوكالة والانعكاس السلبي لنقص التمويل المالي على البرامج التي تنفّذها.
وبيّن أبو سويرح أن هؤلاء الموظفين وعائلاتهم خرجوا من غزة إما بهدف البحث عن الأمان من الحرب أو العلاج من الإصابات والأمراض، ورغم انشغالهم هناك، انتظموا في عملية التعليم عن بعد للفصول الافتراضية التي أطلقتها 'أونروا' لطلبة مدارسها.
ونبه هنا إلى 'الأداء الرائع' الذي أداه هؤلاء المدرسين خلال عملهم طوال الشهور الماضية؛ نظرا لتوفر الكهرباء والانترنت والأمان أيضا في الخارج على عكس الظروف السائدة داخل غزة.
وعاد عضو الاتحاد للتساؤل مجددا: 'ما الهدف وراء هذا القرار؟ أليس التعليم حق للأطفال؟ لماذا استهدف القرار موظفي التعليم دون غيرهم؟'.
وبعد انتهاء مدة 'نزاع العمل' التي بدأها الاتحاد في 22 فبراير/ شباط الماضي وتنتهى بعد أيام، هدد النقابي بلجوء الاتحاد مجددا لخطوات تصعيدية أكثر الأيام القادمة.
وفي بيان مشترك، أعلن المؤتمر العام لاتحادات العاملين في وكالة الغوث الدولية قرار المفوض العام انتهاكاً صارخاً لحقوق موظفي الوكالة الذين قضوا سنوات في خدمة اللاجئين.
وحذر من تداعيات القرار اقتصاديا وانزلاق أسر الموظفين في دوامة الفقر والتشرد، إضافة إلى احتمال تعرضهم لمخاطر قانونية؛ بسبب عدم قدرتهم على تسديد الالتزامات المالية مثل الإيجارات والديون وفواتير العلاج.
وتقول وكالة 'أونروا' إنها تواجه حملة إسرائيلية غير مسبوقة في محاولات القضاء على دورها في الأراضي الفلسطينية المحتلة، مشيرة إلى أن قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الأسابيع الماضية بوقف تمويلها أدى لتفاقم أزمتها المالية التي كانت تعانيها أصلا.
وطوال 15 شهرا من 'حرب الإبادة'، أحصت 'أونروا' تضرر 88% من مدارسها في غزة بفعل القصف والعمليات البرية الإسرائيلية ما أدى لحرمان نحو 660 ألف طفل من فرصة تلقي التعليم، عدا عن استشهاد أكثر من 14500 طفل.
