اخبار فلسطين
موقع كل يوم -وكالة شمس نيوز
نشر بتاريخ: ١٩ أيلول ٢٠٢٥
شهدت منصات التواصل الاجتماعي في الأردن خلال الساعات الماضية موجة واسعة من التفاعل عقب العملية المسلحة التي نفذها المواطن الأردني عبد المطلب القيسي يوم الخميس الماضي عند معبر الكرامة، والتي أسفرت عن مقتل عنصرين من جيش الاحتلال الإسرائيلي.
وتنوّعت ردود الفعل بين من اعتبر العملية 'بطولية' تعبّر عن فخر واعتزاز وطني، وبين قراءات سياسية حذّرت من تداعياتها الإقليمية المحتملة.
على منصة 'إكس'، عبّر العديد من المستخدمين عن فخرهم بما وصفوه بـ'الشهامة الأردنية'، معتبرين أن القيسي جسّد قيم النخوة والشرف في مواجهة الاحتلال. وكتب أحد النشطاء أن القيسي 'ذهب شهيدًا مقبلاً غير مدبر'، فيما أشار آخر إلى رمزية المكان كونه يحمل اسم 'جسر الملك حسين'.
وكتبت الناشطة ساجدة القيسي: 'ربح البيع، وطبتم في الشهداء الأحياء'، بينما غرّد الدكتور عبدالله الربابعة قائلاً: 'نحن الكرامة ونحن أبناؤها' في إشارة إلى اسم المعبر. كما استُحضرت رموز سابقة من الذاكرة الوطنية، حيث ذكّر بعض المعلقين بعملية الشهيد ماهر الجازي قبل عام في الموقع ذاته.
على منصة 'فيسبوك'، اتخذت النقاشات طابعاً تحليلياً أعمق. فقد اعتبر نقيب الصحفيين الأردنيين السابق، راكان السعايدة، أن 'نقد هذه البطولة هو انفصال كامل عن الواقع والمنطق والضمير'، محذراً من أن الانقسام الداخلي قد يشكل ثغرة يستفيد منها الاحتلال.
أما الكاتب والإعلامي باسل الرفايعة، فقد قدّم قراءة سياسية معمقة، منتقداً من وصفوا العملية بأنها 'تخدم إسرائيل'.
مشددا على أن 'إسرائيل' قالت للأردنيين إنها تريد بلادهم جزءًا من خرافتها، وعليها أنْ تسمعَ الصدى، كما يجب' وفق تعبيره.
وتعكس ردود الفعل الشعبية حالة غضب متراكم تجاه الاحتلال، وشعوراً متزايداً بالعجز أمام ما يحدث في غزة والضفة الغربية.
وتأتي العملية في سياق رمزي قوي، نظراً لارتباط معبر 'الكرامة' بذكريات تاريخية في الوجدان الأردني والفلسطيني.
وبحسب وزارة الخارجية الأردنية، فإن المنفذ عبد المطلب القيسي (56 عاماً) يعمل سائقاً لنقل المساعدات إلى غزة منذ نحو ثلاثة أشهر. بينما أفادت وسائل إعلام عبرية بأن القيسي أطلق النار من مسافة قريبة قبل أن يتم استشهاده.
يُذكر أن معبر 'الكرامة' – المعروف إسرائيلياً باسم 'اللنبي' وفي الأردن باسم 'جسر الملك حسين' – يشكّل نقطة عبور رئيسية للتجارة وحركة الأفراد بين الأردن والأراضي الفلسطينية المحتلة.
وقد شهد المعبر قبل عام عملية نفذها سائق الشاحنة الأردني الشهيد ماهر الجازي، أدت إلى مقتل ثلاثة جنود إسرائيليين، ما أدى حينها إلى إغلاق المعبر لمدة يومين.