اخبار فلسطين
موقع كل يوم -فلسطين أون لاين
نشر بتاريخ: ١٤ حزيران ٢٠٢٥
قال الباحث في الشأن الإسرائيلي عادل شديد إنَّ الهجوم الإيراني الواسع، الذي استهدف العمق 'الإسرائيلي' خلال الليلة الماضية برشقات صاروخية متعددة، أحدث 'تغييرًا جذريًا' في المزاج العام داخل فلسطين المحتلة، وخلق صدمة عميقة داخل المجتمع والنخبة السياسية والعسكرية على حد سواء.
وأوضح شديد، أن 'إسرائيل' انتقلت خلال ساعات من حالة نشوة وغرور بعد الضربات التي وجهتها إلى طهران، إلى حالة من الذهول والارتباك مع توالي الصواريخ الإيرانية التي أصابت أهدافًا حساسة ومراكز تعد رموزًا لهيبة 'الدولة الإسرائيلية'.
وأشار إلى أن النقاش العام في 'إسرائيل' خلال الساعات التي سبقت الرد الإيراني كان مفعما بالتفاخر بقدرة 'إسرائيل' على الوصول إلى العمق الإيراني، وتنفيذ عمليات نوعية شملت اغتيال قادة بالحرس الثوري وتدمير مواقع إستراتيجية، دون أن تتعرض لرد مؤلم.
لكن ومع حلول الليل، يضيف شديد، 'انقلبت الصورة تماما'، وأصبح الحديث في الإعلام العبري يتركز على الفشل الأمني واهتزاز صورة إسرائيل وعجز منظوماتها الدفاعية عن التصدي لصواريخ دقيقة ضربت قواعد مركزية مثل 'رمات ديفيد' و'نيفاتيم' و'مجمع الكرياه' الأمني.
وكان الحرس الثوري الإيراني قد أعلن تنفيذ 'عملية الوعد الصادق 3' بإطلاق مئات الصواريخ البالستية على 'إسرائيل'، مستهدفا عشرات المواقع العسكرية، في أعنف رد إيراني مباشر على الأراضي المحتلة منذ تأسيس دولة الاحتلال العبرية.
وشدد شديد على أن الحدث غير مسبوق في ذاكرة 'الإسرائيليين'، خاصة أن هذه المرة الأولى منذ عام 1948 التي يجد فيها الإسرائيليون أنفسهم محاصرين بالصواريخ في مدنهم، ويضطرون للتعامل مع قتلى تحت الأنقاض، ومصابين عالقين في المباني المنهارة.
ولفت الباحث الفلسطيني إلى أن رمزية الضربات التي طالت عمق فلسطين المحتلة كانت قاسية نفسيا على الجمهور الإسرائيلي الذي لم يكن يتوقع هذا الكم من الدمار ولا دقة الصواريخ الإيرانية، التي قُدّر بعضها بأنه يحمل رؤوسا حربية تزيد عن 600 كيلوغرام.
وقال، إن المشهد الصباحي داخل 'المجتمع الإسرائيلي' كان مشبعا بالهلع والارتباك، مشيرا إلى أن وسائل الإعلام العبرية تحولت بالكامل لتغطية مشاهد المصابين وأخبار العالقين وتقييم حجم الخسائر، بدلا من خطاب القوة والردع الذي ساد أمس.
وأشار إلى أن المتابع للنقاشات داخل أستوديوهات القنوات العبرية يلاحظ تغيرا جوهريا، إذ انتقل التركيز من خطاب النصر والردع إلى الحديث عن تفاصيل المصابين، والدمار في الشارع، والمباني التي انهارت، والأسَر التي شُرّدت، والانهيار المعنوي العام.
وكانت 'نجمة داود الحمراء' قد أفادت بارتفاع حصيلة الضحايا إلى 90 مصابا، و3 قتلى، وأشارت إلى وجود عالقين تحت الأنقاض في مناطق مختلفة من تل أبيب ومحيطها، في حين أعلنت بلدية رمات غان أن نحو 100 شخص باتوا بلا مأوى.