اخبار فلسطين
موقع كل يوم -فلسطين أون لاين
نشر بتاريخ: ١١ حزيران ٢٠٢٥
في مقال جديد نشرته صحيفة نيويورك تايمز، أعرب الكاتب الأميركي الشهير توماس فريدمان عن قلقه العميق من النهج الذي تتبعه الحكومة الإسرائيلية في حربها على قطاع غزة، مشيرًا إلى أن هذا النهج قد يغيّر جذريًا نظرة العالم ليس فقط إلى (إسرائيل)، بل إلى اليهود عامة.
فريدمان يرى أن الصورة العالمية لإسرائيل تتدهور، وأن التداعيات قد تشمل تضييقًا أمنيًا متزايدًا على المؤسسات اليهودية خارج إسرائيل، وتحولًا في مشاعر كثير من يهود العالم تجاه الدولة التي طالما نظروا إليها كملاذ آمن. وحذر من أن بعض 'العقلاء' في (إسرائيل) بدأوا يخططون لمغادرتها، وهو تحول لافت مقارنة بالماضي عندما كانوا يدعون نظراءهم في الشتات للهجرة إليها.
ورغم سوداوية هذا التوقع، يعتقد فريدمان أن هناك فرصة لتدارك الوضع، غير أن مؤشرات خطيرة باتت تتراكم. ويشير في مقاله إلى موجة من الرفض داخل الأوساط العسكرية والأمنية الإسرائيلية، حيث أعلن عدد من الطيارين وضباط الاحتياط والمتقاعدين رفضهم للصمت أو الانصياع لسياسات رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو، التي وصفوها بالعدمية واللاأخلاقية.
شعور بالخزي
ويقول فريدمان إن أصواتًا إسرائيلية بدأت بالفعل تناشد يهود أميركا للتدخل والضغط على الحكومة الإسرائيلية قبل أن تتحول الأزمة إلى وصمة لا يمكن محوها. وحذّر من أن استمرار الحرب دون أفق واضح، كما يخطط لها نتنياهو، سيقود إلى واقع جديد يعيش فيه اليهود في ظل شعور بالخزي بدلاً من الفخر بإسرائيل.
وأضاف أن العالم سيشهد، عاجلًا أو آجلًا، ما خلفته الحرب في غزة من دمار هائل، خصوصًا عندما يُسمح لوسائل الإعلام الأجنبية بالدخول بحرية إلى القطاع. وحينها، كما يقول، ستكون ردة الفعل العالمية قاسية، ليس فقط تجاه إسرائيل ولكن تجاه اليهود في أماكن عدة.
وأكد فريدمان، وهو يهودي يؤمن بحق إسرائيل في الوجود ضمن حدود آمنة جنبًا إلى جنب مع دولة فلسطينية، أن تجاهل الحكومة الإسرائيلية لحياة المدنيين في غزة، وتزايد نزعتها السلطوية في الداخل، يشكل خطرًا وجوديًا على مستقبل اليهود.
الحرب أهداف شخصية
وانتقد الكاتب ما وصفه بانزلاق الحرب إلى خدمة أهداف شخصية وسياسية للحكومة، متجاوزة الأهداف الأمنية، محذرًا من أن الطابع الانتقامي للعمليات العسكرية بات يطغى على ما تبقى من مبرراتها الأخلاقية.
كما أشار إلى تصريحات صادمة أدلى بها بعض المسؤولين الإسرائيليين الذين تحدثوا بفخر عن 'معدلات القتل' اليومية في غزة، دون أن تثير هذه التصريحات موجة استهجان في الداخل، ما يعكس تغيرًا خطيرًا في القيم.
وفي ختام مقاله، شدد فريدمان على أن اعتداءات 7 أكتوبر لا تبرر التخلي عن المبادئ الأخلاقية أو الإفراط في استخدام القوة، داعيًا أفراد الجيش، ولا سيما الطيارين، إلى التحلي بالشجاعة في مساءلة ما يُطلب منهم تنفيذه، لأنهم، كما يقول، من سيتحمل تبعات هذه الأفعال على المستوى الأخلاقي طوال حياتهم.
وذكر فريدمان أنه تلقى رسالتين من نمرود نوفيك، المستشار السابق لشمعون بيريز، تنقلان نداء من منظمة 'قادة أمن إسرائيل'، والتي تضم مسؤولين أمنيين سابقين، يحثون فيها يهود الشتات على الوقوف بوضوح ضد ما يحدث في غزة قبل أن تتسع الكارثة لتطالهم أيضًا.