اخبار فلسطين
موقع كل يوم -فلسطين أون لاين
نشر بتاريخ: ٢٨ تموز ٢٠٢٥
استشهد 10 مواطنين وأصيب 30 آخرون بجروح متفاوتة، بينهم حالات حرجة، جراء استهداف مباشر نفذته طائرات وآليات الاحتلال الإسرائيلي، مساء اليوم الإثنين، ضد عناصر تأمين قوافل المساعدات الشعبية في منطقة السودانية شمال غرب مدينة غزة.
وأفادت مصادر محلية أن الطائرات المسيّرة والزوارق البحرية والآليات العسكرية الإسرائيلية شاركت في الهجوم، الذي استهدف فرق تأمين المساعدات التابعة للعشائر، وأسهم في تسهيل سرقة محتويات بعض الشاحنات الغذائية.
وتم التعرف على عدد من الشهداء، بينهم: حسين أبو شرخ، جهاد الأدغم، محمد زغرة، محمد حسن نمر أبو علي، حسين عوض حسين عبد العاطي، وعبد محمود إبراهيم البلعاوي.
من جهته، روى أحد الناجين من مجزرة السودانية شمال غرب غزة استهداف قوات تأمين قوافل المساعدات التي كانت تعمل بنية صادقة لخدمة السكان، حيث جمع شباب التأمين كلمة واحدة قبل استشهادهم: 'يا رب استخدمنا في خدمة الناس وتأمين حاجاتهم'. كان هؤلاء الشباب يتفقدون وجود لصوص بالقرب من المنطقة، وبينما كانوا يسيرون أمام أعين الناس، فجأة أُصيبوا بقذيفة دبابة إسرائيلية في منتصف شارع السودانية، مما أدى إلى سقوط عدد منهم شهداء.
بعد ذلك، تحولت المنطقة إلى ساحة معركة اشتدت فيها المواجهات، مع إطلاق نيران كثيفة من الآليات الإسرائيلية والزورق البحري الذي أطلق النار على الجميع. في الوقت نفسه، استغل اللصوص الغطاء الناري للجيش الإسرائيلي، متجاوزين جثث الشهداء، وتوجهوا مباشرة إلى منطقة زيكيم لسرقة المساعدات، ما يؤكد وجود تنسيق واضح بين الاحتلال واللصوص في هذه العملية.
ويأتي هذا التصعيد في وقت حذّر فيه التجمع الوطني للقبائل والعشائر والعائلات الفلسطينية من محاولات الاحتلال زعزعة الجهود الشعبية لإيصال المساعدات إلى المنكوبين في القطاع، مؤكدًا أن قوافل الإغاثة التي تدخل من منطقة 'زيكيم' ستخضع لإشراف مباشر من وجهاء العشائر والمخاتير، ولن يُسمح بالاعتداء عليها أو عرقلتها.
وقال التجمع في بيانه إن الاحتلال 'يواصل ارتكاب المجازر بحق طالبي المساعدات في جنوب قطاع غزة، ويستهدف في الوقت ذاته عناصر تأمين الشاحنات في شمال القطاع، في محاولات واضحة لزرع الفوضى، وعرقلة وصول المساعدات، والإبقاء على مشهد الدم والمجازر قائمًا'.
وأكد البيان أن هذه الجرائم المتكررة تعكس 'رغبة واضحة في ذبح وإبادة شعبنا، وفرض سياسة تجويع ممنهجة كأداة للإخضاع والتهجير'، داعيًا المجتمع الدولي، خاصة الدول العربية والإسلامية، إلى تحمّل مسؤولياتهم الإنسانية والتدخل العاجل لوقف هذه الانتهاكات.
وشدد التجمع على ضرورة ممارسة كافة أشكال الضغط لرفع الحصار، وفتح المنافذ الإنسانية، وإنهاء الوضع الكارثي الذي يعانيه سكان القطاع المحاصر منذ أشهر، في ظل تصاعد معدلات الجوع وسوء التغذية، واستمرار استهداف المدنيين وقوافل الإغاثة.
وجدد البيان التأكيد على أن حماية المدنيين والمساعدات الإنسانية هي مسؤولية جماعية، محذرًا من أن صمت المجتمع الدولي يشجع الاحتلال على المضي في جرائمه دون محاسبة.