اخبار فلسطين
موقع كل يوم -سما الإخبارية
نشر بتاريخ: ١٤ حزيران ٢٠٢٥
قال رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو إنالهجومالذي سُمي بإحالة توراتية بعملية “الأسد الصاعد” يهدف للحيلولة دون حيازة إيران قنبلة نووية زاعما أنه لم يبق أمام إسرائيل أي خيار سوى واجب العمل لـحماية مواطنيها متوعدا بالمزيد من الضربات. وعلل نتنياهو شن الحرب الخطيرة على إيران بالقول في تسجيل متلفز إنه على مدار الأشهر الأخيرة توفرت معلومات استخبارية مختلفة تثبت قيام النظام الإيراني بالاقتراب من نقطة اللاعودة. مشيرا إلى جهود النظام الإيراني في إنتاج كيلوغرامات من اليورانيوم المخصب إلى جانب قدرته في التخصيب بشكل منتشر ومبطن تحت الأرض تسمح للنظام لتخصيب اليورانيوم بمستوى عسكري ليتمكن من امتلاك سلاح نووي على المدى الزمني الوشيك. وتابع”كما تم رصد خلال السنوات الأخيرة وخاصة منذ بداية الحرب أن هناك تقدما ملحوظا في جهود النظام الإيراني لإنتاج نوع السلاح الملائم لـحمل السلاح النووي. ويعمل النظام الإيراني لامتلاك سلاح نووي على مدار عقود حيث حاول العالم ثني النظام عن ذلك عبر جميع الطرق الدبلوماسية لكن النظام رفض التوقف. في نطاق محاولة شيطنة إيران قال نتنياهو أيضا إن الجيش يكشف لأول مرة قيام النظام الإيراني بالدفع بخطة سرية للتقدم التكنولوجي في جميع محاور إنتاج السلاح النووي. وأضاف دون تقديم أي دليل ملموس على مزاعمه”في إطار الخطة عمل علماء ذرة في إيران بشكل سري لتطوير كافة الأجزاء المطلوبة في بناء سلاح الجو. وأن الأشهر الأخيرة شهدت تسريعًا في الخطة التي تقرب النظام الإيراني بشكل ملموس من امتلاك نظام إيراني”.
هناك غايات غير معلنة خلف الحرب المباشرة على إيران منها محاولة إسقاط النظام الحاكم وتحفيز الإيرانيين على التمرد عليه حيث تدلل ملامح الغارات على رغبة إسرائيلية بتوجيه ضربة قاتلة للنظام الحاكم، وحض الإيرانيين على التمرد عليه وإسقاطه
غير أن هناك غايات غير معلنة خلف الحرب المباشرة على إيران منها محاولة إسقاط النظام الحاكم وتحفيز الإيرانيين على التمرد عليه حيث تدلل ملامح الغارات الإسرائيلية على رغبة إسرائيلية بتوجيه ضربة قاتلة للنظام الحاكم، وأنها تحض الإيرانيين على التمرد عليه وإسقاطه والتخلص منه وإبعاد طهران عن دائرة العداء إن لم يكن دفعها نحو الخلف لفترة التحالف والصداقة التي سادت حتى الثورة الإسلامية عام 1979.
ولا شك أن نتنياهو يتطلع لتحقيق مآرب شخصية ومحاولة الظفر بـانتصار معنوي وتسجيل نقاط سياسية شخصية علها تدفع الإسرائيليين للصفح عنه عن عار السابع من أكتوبر. وقد استبطن خطابه المدكور إشارة لهذه المآرب بقوله إنه طالما تنبه للمساعي الإيراني ولعمله الدؤوب لمجابتها كيف لا وهو يرى بنفسه “سيد الأمن” و”تشرتشل الإسرائيلي” والمسكون بـ “الأنا المتضخمة” الجريحة مند شن عملية طوفان الأقصى والفشل في تحقيق أهداف الحرب المعلنة على غزة. في محاولة للتأكيد على المكسب الكبير في الضربات الافتتاحية من الحرب على إيران اختار نتنياهو لها اسما توراتيا، “الأسد الصاعد “، ضمن مساعيه لإسباغ مسحة تاريخية مصيرية وجودية على مبادرته العسكرية الخطيرة متحدثا عن حيويتها الوجودية لـ عيش الأولاد والأحفاد اليهود في البلاد مستقبلا.
وتستمد الضربات الإسرائيلية نجاحها من عملية تضليل وتعمية شارك فيها الرئيس الأمريكي في الأيام الأخيرة علاوة على إعداد وتخطيط ومبادرة لـضرب القيادات والمقرات العسكرية وإنتاج حالة إرباك وشلل وفوضى واستغلال فرصة تراجع قوة إيران غير أن إخفاقات الأخيرة سمحت بـاختراق الأولى لها وتمكينها من القيام بنجاح بعنصر المباغتة وإحداث الصدمة والترويع.
ةرغم التهديد والوعيد الأمريكي والإسرائيلي المتكرر في الأيام الأخيرة إضافة لـمؤشرات حقيقية تكاثرت بوضوح في الأيام الأخيرة، بقيت إيران مستكينة مكتفية بتهديدات تبدو فارغة حتى الآن برد الصاع صاعين وبرد مزلزل غير مسبوق بحال هاجمت إسرائيل. وقد تجلت إخفاقات بعدم اتخاد تدابير الأمن والحيطة وببقاء العلماء والقيادات العسكرية داخل بيوتهم ومقراتهم بدلا من تغييرها والعمل بسرية. ومن هده الناحية تكبدت إيران خسائر موجعة ربما عطلت قدرتها على الرد ولا يقل أهمية أنها جاءت مهينة كما يتمثل في صور النار والدخان والدمار وفي القدرة الإسرائيلية على المباغتة واغتيال شخصيات إيرانية وازنة في عقر دارهم.
وهناك من يطرح أن إيران من المفترض استفادت من تجربة العراق عندما دمرت إسرائيل مفاعل تموز قريبا من بغداد عام 1981 بهجمات شاركت فيها ثماني طائرات مقابل 200 طائرة في الهجوم على المدن الإيرانية اليوم تحتاج كل طائرة للتزود بالبنزين مرتين إلى ثلاث مرات لقطع نحو 1500 كم تستغرق نحو الساعتين ونصف الساعة وكان يمكن رؤية أسراب الطائرات بالعين المجردة وهي تتجه نحو إيران من خلال الأراضي الأردنية والسورية.
ومن المفترض أن إيران استفادت من التجربة العراقية فبنت منشآتها النووية في عدة مناطق إيرانية بدلا من مكان واحد وتثبيتها في باطن الأرض غير أنها يبدو أنها استخفت بـتهديدات إسرائيل المدعومة من الإدارة الأمريكية المشاركة بشكل غير مباشر في الحرب الجديدة المباشرة ولم تتعلم من دروسها وتجاربها وتجارب الغير خاصة بـما يتعلق باغتيال اسماعيل هنية في قلب طهران وحسن نصر الله في لبنان وما يتعلق بـ الحرب المبنية على الخديعة والتضليل والمباغتة.
ورغم أن الوقائع على الأرض تدلل على نكسة إيرانية في حزيران 2025 وعلى وقوع “سابع من أكتوبر إيراني” غير أن الحدث متدحرج وما زالت إيران تحتفظ بأكثر من خيار والامتحان هو الآن بمدى قدرتها بالاحتفاظ بدرة تاج مشاريعها المشروع النووي الإيراني أو معظمه وأيضا بـقدرتها على حفظ ماء الوجه والثأر لكرامتها وهيبتها الجريحة برد حقيقي يتجاوز هجماتها في الأول من أكتوبر/تشرين أول الماضي.