اخبار فلسطين
موقع كل يوم -فلسطين أون لاين
نشر بتاريخ: ١٩ حزيران ٢٠٢٥
يقضي الجريح محمد النجار أيامه مستلقيًا على ظهره في مستشفى ناصر الطبي بمدينة خانيونس، بعدما أصيب بشظايا صاروخ إسرائيلي أفقدته القدرة على الحركة.
كان النجار رياضيًا محبًا للحياة والنشاط، اختار تحكيم مباريات كرة القدم مهنةً له، يركض في الملعب متنقلاً بين الخطوط، يلاحق الهجمات والمخالفات، لكنّه اليوم عاجز عن الحركة، لا يغادر سريره.
منذ عشرين يومًا، لم يفارق النجار سريره الطبي، وخضع خلالها لعدة عمليات جراحية في محاولة لاستخراج الشظايا التي اخترقت جسده. تمكّن الأطباء من إزالة بعضها، فيما لا تزال أخرى عالقة في مواضع حرجة.
أصيب النجار في 25 مايو الماضي، عقب استهداف طائرة حربية إسرائيلية لمنزل عائلته في منطقة بني سهيلا شرق مدينة خانيونس، ما أسفر عن استشهاد عدد من أفراد عائلته، وإصابة آخرين بجراح متفاوتة.
ويبلغ النجار من العمر 35 عامًا، وهو متزوج وأب لثلاثة أطفال، يعيلهم وحده. وبعد إصابته، أصبحت أسرته بلا معيل، ما فاقم معاناتها النفسية والمادية.
يقول بصوت مثقل بالحزن لصحيفة 'فلسطين': 'كنت أجلس مع عائلتي داخل المنزل، وفجأة سقط الصاروخ علينا دون سابق إنذار. كل شيء تحوّل إلى ركام وأشلاء. تعالت الصرخات، وعمّت نداءات الاستغاثة، إلى أن وصلت سيارات الإسعاف وانتشلتنا من بين الأنقاض.'
الشظايا اخترقت أجزاء متفرقة من جسده، إلا أن أخطرها تلك التي استقرت في رقبته وأسفل ظهره، وتسببت له بشلل نصفي. وهي في مواضع دقيقة يصعب على الأطباء التعامل معها دون توافر تجهيزات وتقنيات طبية متقدمة.
وقد أبلغه الأطباء بأنه بحاجة ماسة للسفر والعلاج في الخارج، نظرًا لحالته الخطيرة، ولعدم توفّر الإمكانيات الطبية والكادر المتخصص داخل القطاع.
لكن معاناة النجار لا تقتصر على الألم الجسدي فحسب، بل تتضاعف يومًا بعد يوم في ظل تدهور أوضاعه المعيشية، وغلاء الأسعار، وغياب الدعم. تقول زوجته إنهم عاجزون عن توفير مستلزماته العلاجية اليومية، ولا يجدون من يعينهم أو يحتضن وجعهم.
ويضيف النجار: 'حتى الغذاء الصحي لا أتناوله، فإمّا أنه غير متوفر أو لا أملك ثمنه. كيف سأتحسن صحيًا وأنا بهذا الحال؟ أعيش على الأمل بأن يأتي الفرج، وأسافر للعلاج قبل فوات الأوان.'
قصة النجار ليست استثناءً، بل واحدة من مئات القصص التي تحتضنها أروقة المستشفيات في غزة، لجرحى ينتظرون فرصة للعلاج في الخارج. إلا أن نقص الإمكانات، والحصار المستمر، يقفان حاجزًا صلبًا يحرمهم من أبسط حقوقهم الإنسانية: الحق في الحياة.