اخبار فلسطين
موقع كل يوم -فلسطين أون لاين
نشر بتاريخ: ١١ أب ٢٠٢٥
تتداول وسائل إعلام عبرية مقترحا عنصريا يستهدف قبر الشيخ المجاهد الشهيد عز الدين القسام داخل الوقف الإسلامي الواقع في قرية بلدة الشيخ قضاء حيفا المحتلة عام 48م.
ويُنسب المقترح لرئيس لجنة الداخلية في الكنيست الإسرائيلي (البرلمان) يتسحاق كرويزر من حزب (القوة اليهودية)، ويطرح خلاله قضية نقل قبر الشيخ القسام من المقبرة التاريخية التي تضم رفات مئات الشهداء الذين قاتلوا الاحتلالين البريطاني والإسرائيلي.
ويحاول 'كرويزر' تبرير مقترحه كانتقام من حركة المقاومة الإسلامية حماس وجناحها العسكري الذي يحمل اسم الشيخ السوري الذي قاتل واستشهد على أرض فلسطين وأدى استشهاده لاندلاع ثورة 1936م ضد الاحتلال البريطاني، كما تحمل القذائف الصاروخية التي تطلقها حماس صوب المستوطنات الإسرائيلية 'اسم القسام'.
وقال: 'مطلبنا نقل قبره (الشيخ القسام)، أو استخدامه ورقةَ تفاوض من أجل استعادة الأسرى الإسرائيليين المحتجزين في غزة، أو أن يُدفن في مقبرة مخصصة' للمقاومين.
ومن المقرر أن يشارك، غدا الثلاثاء، النائب المتطرف في الكنيست وممثلون عن جهاز (الشاباك) وشرطة الاحتلال وجهات حكومية إسرائيلية في جلسة خاصة لمناقشة المقترح الذي يأتي ضمن سلسلة مقترحات ومخططات تستهدف أول مقبرة شهداء أقيمت فـي فلسطين فـي القرن العشرين فـي عهد الاحتلال البريطاني.
محاولات مستمرة
وبحسب لجنة متولي وقف الاستقلال فؤاد أبو قمير فإن المقترح الإسرائيلي ليس الأول الذي يستهدف مقبرة القسام بل سبق ذلك مخططات ومحاولات لمصادرة أراضي المقبرة البالغة مساحتها الإجمالية 44 دونما.
واستعرض أبو قمير في حديثه لصحيفة 'فلسطين' محاولات إسرائيلية لاستهداف المقبرة منذ النكبة 1948 ثم محاولة مصادرة أجزاء من أراضيها عام 2014م، والنيل من رفات الشيخ القسام عبر النبش عام 2016، ومحاولة أخرى عام 2018 لنقل قبور المسلمين من المقبرة تمهيدا لبناء مجمع تجاري إسرائيلي على أراضيها.
وأشار إلى أنه في عام 1995 قُدّم التماس إلى محكمة الاحتلال العليا من قبل مستوطنين متطرفين للمطالبة بهدم أو تعديل النقش الموجود على شاهد قبر الشيخ القسام؛ بذريعة 'أنه يشجع على' المقاومة.
وأكد أن المحاولات الإسرائيلية (الحكومية والاستيطانية) المتكررة ضد مقبرة القسام، واقتحام النائب المتطرف 'كرويزر' أراضي المقبرة الأسبوع الماضي بمثابة محاولات فاشية وعنصرية لمحو تاريخ المقبرة الإسلامية التي يمتد عمرها لأكثر من قرن وتضم مئات رفات الشهداء العرب والفلسطينيين.
وشدد أبو قمير على أهمية الحراك الجماهيري والقانوني للتصدي للمحاولات الإسرائيلية التي تستهدف الوجود الإسلامي والتاريخي داخل الأراضي المحتلة.
وعز الدين القسام هو شيخ سوري، غادر مسقط رأسه في بلدة جبلة قضاء اللاذقية في مطلع العشرينات من القرن الماضي فارا من ملاحقة الاحتلال الفرنسي لبلاده فسكن حيفا وعمل فيها مدرسا في مدرسة البرج ومأذونا وإماما لمسجد الاستقلال وسرعان ما نال ثقة ومودة أهل فلسطين.
وخلدته الذاكرة الفلسطينية كأسطورة الشيخ المجاهد الذي جاءت شهادته إيذانا ببدء الثورة الفلسطينية الكبرى عام 1936 والمعروفة باسمه أيضا، ولاحقا أطلقت حركة حماس اسم (عز الدين القسام) على جناحها العسكري الذي لا يزال يقاوم الاحتلال ويسير على درب القسام حتى اللحظة.
'غير قانوني'
ومن وجهة نظر، المحامي خالد دغش فإن المقترح الإسرائيلي لا يزال غير رسميا حتى اللحظة ولم تتلقى لجنة متولي وقف الاستقلال أي دعوة أو أمر حول ما تتداوله وسائل الإعلام العبرية.
وذكر أن الكنيست (البرلمان) لا يزال حاليا في عطلته الصيفية، فيما تراقب الهيئة التحركات الإسرائيلية وتستعد لأية طارئ، واصفا في الوقت ذاته المقترح بـ'الفاشي' الذي يستهدف المقبرة وتاريخها وشهداءها.
وأشار إلى أن المقبرة التي تضم رفات الشيخ القسام منذ استشهاده عام 1935 تعود لفترة ما قبل النكبة الفلسطينية (أي قبل الاحتلال) الإسرائيلي، رافضا ربط إسرائيلي بين موقع القبر والظروف السياسية أو الأمنية.
ونبه إلى أن حزب (القوة اليهودية) يحاول استغلال الظروف القائمة في المنطقة، وحرب الإبادة الجماعية في غزة لفرض قرارات وقوانين عنصرية ضد الأماكن التاريخية والوقف الإسلامي.
وقانونيا، أكد دغش أن مقترح 'كرويزر' غير قانوني وغير أخلاقي بل يأتي ضمن مخططات النيل من المقبرة الإسلامية في حيفا.
يشار إلى أن مؤسسة ميزان لحقوق الإنسان في الناصرة، أصدرت صيف 2022 كتاب 'مقبرة القسّام - الوقف المسلوب: كشف عملية الاستيلاء على الوقف بقوانين التحايُل والقضاء المُجيّر'.
وسبق أن تصدر المركز الحقوقي إلى العديد من المحاولات الإسرائيلية الرامية إلى مصادرة أراضي المقبرة الوقفية والتي تعد من أكبر المقابر الإسلامية داخل الأراضي المحتلة.
وبعد النكبة الفلسطينية، منعت سلطات الاحتلال استمرار الدفن فيها، واستولت على الأراضي الوقفية والوثائق الّتي حازوها وأخفت معظمها، ورغم ذلك حافظ الأهالي على استمرارية وجودها ولم تتمكّن سلطات الاحتلال من السّيطرة الكلّيّة عليها، وتصنيفها تحت 'أملاك غائبين'.