اخبار فلسطين
موقع كل يوم -فلسطين أون لاين
نشر بتاريخ: ١٣ تشرين الأول ٢٠٢٥
«إذا كان أبطال نفق الحرية حرروا أنفسهم هذه المرة من تحت الأرض، فإننا نعدهم ونعد أسرانا الأحرار بأنهم سيتحررون قريبًا بإذن الله من فوق الأرض'.. كان هذا وعد أبو عبيدة الناطق باسم كتائب القسام للأسرى الستة 'ابطال نفق الحرية' ليكتمل الوعد بعد أربع سنوات من تلك الحادثة التي عبرت عن إرادة المعتقل الفلسطيني وشوقه للحرية متحديا صلف السجان الإسرائيلي محاولا حفر نفق بأدوات بسيطة.
وقد بدأت حكاية الرفاق الستة عندما اجتمعوا في زنزانة واحدة في سجن جلبوع الذي يعتبر سجنا إسرائيليا محصنا خاصة بعد محاولة أسرى فلسطينيين انتزاع حريتهم منه في عام ٢٠١٤، لكن ذلك لم يقف عائقا أمام ارادة الأسرى الست الذين فكروا مطولا بطريقة لانتزاع الحرية، ليهتدوا لحفر نفق من أحد مراحيض السجن وتكون فتحته الخارجية تحت برج حراسة السجن.
وفي السادس من سبتمبر عام ٢٠٢١ انتزع الاسرى الستة حريتهم وهم محمود العارضة ومحمد العارضة ويعقوب قادري وثلاثتهم محكومين بالسجن مدى الحياة بالإضافة لـ أيهم كممجي ومناضل نفيعات وزكريا زبيدي، ما اثار حالة استنفار كبيرة في صفوف جيش الاحتلال وشرطته وصولا لإعادة إلقاء القبض عليهم تباعا ليتم إيداعهم في السجن من جديد ولتفرض إدارة سجون الاحتلال الإسرائيلي تشديدات أمنية كبيرة على المعتقلين الفلسطينيين.
وظل الأسرى الستة حبيسي المعتقل مع إجراءات أمنية مشددة إلى أن اندلعت عملية طوفان الأقصى في قطاع غزة واستطاعت المقاومة أسر العشرات من جنود ومستوطني الاحتلال لتؤكد أن أسرى نفق الحرية سيكونون على قائمة المفرج عنهم ضمن صفقات التبادل وهذا ما كان بتحرر الأسير محمد العارضة ضمن الدفعة الثانية من صفقة التبادل بين الاحتلال الإسرائيلي والمقاومة في يناير من العام الحالي ليوجه كلمته إلى أهل غزة 'لن تلد الأرض منذ نشأتها وحتى يوم الدين بلدا أطهر ولا أعز ولا أشجع ولا أوفى من أهل غزة، الكل يريد منا الحديث عن غزة، والله لو جمعنا كل مقولات وأشعار ورثاء وكل حروف اللغة لن تصف غزة'.
أما القائد في كتائب شهداء الاقصى زكريا الزبيدي فقد أفرج عنه ضمن الدفعة الثالثة من طوفان الاحرار في يناير الماضي أيضا، ليقول عن محاولة انتزاع حريته من سجن جلبوع: “كان من المستحيل أن أكون سجينًا ولا أبحث عن الحرية. الأسير الذي لا يفكر في الهروب من السجن لا يستحق الحرية”.
وفي إطار الجولة الأخيرة من صفقة طوفان الأقصى فإن القسام استكملت الوفاء بعهدها مع أسرى نفق الحرية ليتحرر محمود العارضة أقدم أسرى عملية انتزاع الحرية من جلبوع والعقل المدبر لها، إذ اعتقل عام 1996 قبل إنهائه الصف الثالث الثانوي، ليقضي 29 عامًا في الأسر بتهمة الانتماء للجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي. واشتهر العارضة بدوره في محاولات انتزاع الحرية من السجن، حيث برز اسمه في محاولة حفر نفق عام 2014، وشارك في تنفيذ عملية انتزاع الحرية الناجحة عام 2021.
وتنسم الحرية أيضا الأسير أيهم كممجي، فهو أحد أعضاء حركة الجهاد الإسلامي، اعتقل عام 2006 بتهمة أسر وقتل جندي إسرائيلي، وحُكم عليه بالسجن المؤبد، أمضى منها 20 عامًا شارك خلالها في عملية انتزاع الحرية من جلبوع. وتعرض كممجي بعد إعادة اعتقاله لتعذيب قاسٍ تسبب له بضعف في البصر وكسور في الكتف والإبهام.