اخبار فلسطين
موقع كل يوم -وكالة شمس نيوز
نشر بتاريخ: ١٠ نيسان ٢٠٢٥
مع دخول الحرب على غزة شهرها الثامن عشر يتبدّد الأمل شيئًا فشيئًافي عيون جيل كامل من الشباب، كان يحلم بمستقبل واعد في وطن لا يعرفالسكون. من الجامعات المدمّرة إلى فرص العمل المنعدمة، يقف شباب غزةاليوم على مفترق طرق لا تؤدي إلى أي مكان سوى مزيد من الانتظاروالغموض.
في مدينة أصبحت أنقاضها أكثر من أبنيتها، تحوّلت الجامعات إلى أهدافعسكرية، فتوقّفت العملية التعليمية بالكامل في معظم المؤسسات الأكاديمية. وتقول هيا الشيخ خليل 22 عامًا، وهي طالبة في كلية الهندسة بجامعةالأزهر: “كنت على بعد فصل واحد فقط من التخرج، والآن لا أعلم إن كنتسأعود للجامعة يومًا، أو إن كانت جامعتي ستبقى أصلًا.”
وفي ظل غياب بيئة تعليمية آمنة، يفكر الكثير من الشباب في الهجرة رغمالمخاطر، بحثًا عن فرص تعليمية وحياتية أفضل.
لم يكن الوضع الاقتصادي في غزة قبل الحرب مثاليًا، لكنه اليوم في أسوأحالاته. فقد دمّرت آلاف المنشآت التجارية والمصانع الصغيرة، ما أدى إلىارتفاع غير مسبوق في معدلات البطالة، خاصة بين الشباب. وبحسب تقاريرصادرة عن مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (OCHA)، فإنأكثر من 80% من سكان غزة باتوا يعتمدون كليًا على المساعداتالإنسانية.
ويقول محمد مهنا ، 24عامًا، وهو طالب في كلية االطب : “كنت أبحث عنعمل بجانب دراستي لمساعدة عائلتي، والآن لا يوجد عمل ولا حتى وسيلةللتنقل. نشعر أننا نُعاقب لمجرد أننا وُلدنا هنا.”
ورغم كل شيء، يتمسك بعض الشباب بخيوط الأمل. ظهرت مبادرات شبابيةصغيرة عبر الإنترنت، تهدف لتعليم مهارات العمل الحر، أو تقديم الدعمالنفسي لمن فقدوا أحبّاءهم. كما تحاول بعض المنظمات الدولية تقديمتدريبات عن بُعد، لكنها تبقى محدودة جدًا مقارنة بحجم الأزمة.
يطالب نشطاء ومؤسسات حقوقية المجتمع الدولي بتحمّل مسؤولياته تجاهحماية مستقبل جيل بأكمله في غزة. ويؤكد الخبراء أن “إعادة الإعمارالمادي” لا تكفي، بل يجب الاستثمار في الإنسان، وتوفير بيئة آمنة ومستقرةتضمن له حق التعليم والعمل والعيش بكرامة.