×



klyoum.com
palestine
فلسطين  ٢ تموز ٢٠٢٥ 

قم بالدخول أو انشئ حساب شخصي لمتابعة مصادرك المفضلة

ملاحظة: الدخول عن طريق الدعوة فقط.

تعبر المقالات الموجوده هنا عن وجهة نظر كاتبيها.

klyoum.com
palestine
فلسطين  ٢ تموز ٢٠٢٥ 

قم بالدخول أو انشئ حساب شخصي لمتابعة مصادرك المفضلة

ملاحظة: الدخول عن طريق الدعوة فقط.

تعبر المقالات الموجوده هنا عن وجهة نظر كاتبيها.

موقع كل يوم »

اخبار فلسطين

»سياسة» فلسطين أون لاين»

العين في خاصرة الفولاذ: حجارة داود وسيناريو الضرب في النقطة العمياء

فلسطين أون لاين
times

نشر بتاريخ:  الثلاثاء ١ تموز ٢٠٢٥ - ٢٢:٢٥

العين في خاصرة الفولاذ: حجارة داود وسيناريو الضرب في النقطة العمياء

العين في خاصرة الفولاذ: حجارة داود وسيناريو الضرب في النقطة العمياء

اخبار فلسطين

موقع كل يوم -

فلسطين أون لاين


نشر بتاريخ:  ١ تموز ٢٠٢٥ 

بعد نحو عشرين شهراً من العدوان المتواصل وفي ظل مقاومة فلسطينية لا تزال تحارب على جبهات مكشوفة، لم تُنجز 'إسرائيل' إنجازاً استراتيجياً يضاهي ما حققته في جبهات مثل لبنان وإيران، إذ إن 'حجارة داود' قد قلبت الطاولة بإطلالة مفاجئة على قلب المنظومة الأمنية الصهيونية، أُسقطت دبابات، دُمّرت مدرّعات، وسقط جنود في مناطق اعتُبر فيها الفولاذ الكامن حصناً لا يُخترق.

في مواجهة هذه الهزائم المتتالية، بدأ صوت الخبراء الصهاينة يتردّد بمنتهى الصراحة من تحذير يديعوت أحرونوت برفض 'التشتت والانجرار إلى تصعيد غير مخطط له'، إلى قول إيال بركوفيتش إن أداء نتنياهو الصحفي مجرد صدى لجنود يسقطون في غزة، هذه الأصوات لم تقطع الصمت بل كسرت الخوف من الاعتراف بأن المقاومة صنعت من النقطة العمياء نقطة قوة، ومع هذه الدينامية، يبرز سؤال قاسٍ: كيف استطاعت غزة رغم الحصار، وفي ظل أجهزة استخبارات معنية بالإبادة، وتفوق صهيوني هائل في الأسلحة أن تمنح نفسها عيناً داخل خاصرة الفولاذ الصهيوني؟

لم تعد ضربات المقاومة في غزة مجرد ردود فعل آنية على عدوان الاحتلال، بل باتت تعبيراً عن هندسة عملياتية واعية تقلب معادلة الردع وتحفر في خاصرة المنظومة الصهيونية فجوة تتسع يوماً بعد يوم، في العمليات الأخيرة ضمن سلسلة 'حجارة داود'، لم يكن التوقيت مصادفة، ولا الزاوية بلا حساب، بل اختيرت نقاط التنفيذ لتُصيب ما يمكن وصفه بالنقطة العمياء داخل منظومة الاحتلال العسكرية، فعمليات الضرب من الخلف، القنص من فجوات الارتداد، والهجوم على دبابات محصّنة بغطاء جوي، كلها لم تكن مغامرات ميدانية، بل ثمرة تطوّر نوعي في الفكر العملياتي للمقاومة، الذي تجاوز مرحلة ردّ الفعل إلى مرحلة الاختراق المقَاوِم، حيث تُهاجم أهدافا بعينها، في توقيت مدروس، وضمن منظومة قيادة وتحكم ميدانية تفرض حضورها على الأرض، وهذا التحول يؤشر إلى أن المقاومة في غزة لم تُهزَم رغم ضراوة الحصار والعدوان، بل تتطوّر في قلب المعركة، وتُعيد تعريف الذكاء العسكري من منظور البندقية المحاصرة.

لم تكن مشاهد تفجير المدرّعات شرق خانيونس عادية، إنها صور تُشبه الكوابيس التي لا يريد العدو أن يراها تتكرّر، لكنها وقعت، بالصوت والصورة ووضوح العبوة، مقاتل يتسلّق آلية متطورة ويلقي داخلها عبوة ناسفة تُحوّل الدبابة إلى كتلة نار، وسرعان ما تتوالى الصفعات في نفس الموقع، ما جعل المحلل العسكري في قناة 14 العبرية نوعم أمير يقول: 'لقد شاهدت للتو الفيديو المروع لكارثة بوما شرق خانيونس يجب على رئيس الأركان الاتصال بقائد الفرقة 36 وإرساله إلى المنزل'.

هذا الانهيار في الأداء العسكري الصهيوني لم يكن وليد خطأ ميداني منفصل، بل نتيجة تآكل مستمر في الثقة والجاهزية، يُقرّ بذلك -المحلل الإستراتيجي والضابط السابق في جهاز الاستخبارات (أمان)- ميخائيل ميلشتاين حين يصف حرب غزة بأنها: 'الأكثر مرارة وتبايناً بين الأهداف والواقع'، مشيراً إلى أن حرب الاحتلال في غزة تعاني من غياب الهدف الاستراتيجي، وانعدام الجدول الزمني، وتآكل القدرة على الحسم.

ووسط هذه الاعترافات تُعيد المقاومة صياغة مشهد المعركة، إذ تحوّلت دبابات الاحتلال إلى أهداف قابلة للتدمير، وخسائر جيشه في الأرواح باتت مدخلاً لإعادة النقاش داخل 'إسرائيل' حول جدوى البقاء في غزة، وكما قالت صحيفة معاريف، فإن ما جرى شرق خانيونس هو: 'تقصير خطير يصل حتى أعلى المستويات القيادية'، وهكذا، لم تكن 'حجارة داوود' مجرد عمل تكتيكي، بل لحظة اختلال توازن حقيقية في حسابات الاحتلال، تجعل من كل دبابة متقدمة هدفاً مرصوداً، ومن كل خطوة برية مقامرة سياسية قد تُكلّف 'إسرائيل' ما تبقى من صورة الجيش الذي لا يُقهر.

بينما تقف إيران -الدولة النووية ذات الثقل الإقليمي- على حافة المواجهة ثم تعود إلى طاولة التفاوض بتفاهمات ظرفية، تقف غزة المحاصَرة منذ عقدين -بغرف عملياتها تحت الركام، وعتادها المصنع في أقبية البيوت- على جبهة النار، وتُوقّع بدم شهدائها توقيت الاشتباك، لا شروطه فقط.

المفارقة فادحة ومُحرجة للمؤسسة الصهيونية: فبينما تباهى إعلام الاحتلال بما وصفه بـ'قطع رأس المنظومة الإيرانية'، إذا بالميدان يفضحهم، إذ أن غزة التي لا تملك طيراناً ولا نظام رادار، تُسقط قتلى في صفوف القوات النخبوية للاحتلال، وتنسف دبابات الميركافا بعبوات يدوية الصنع، هنا تتجلّى معادلة ردع المقاومة في أقوى صورها: ليست الكلمة لمن يملك القوة، بل لمن يُحسن توظيفها، ويجعل من الأرض سلاحاً لا ساحة استنزاف.

وفي المقابل، تُحاصر إيران استراتيجياً في هلال سياسي طويل، لكنها تمضي نحو ما يسميه العدو بـ'الهدنة الضرورية'، إذ قال ميخائيل ميلشتاين: 'التمسك الأعمى بهدف تدمير المشروع النووي الإيراني قد يُغرق إسرائيل في حرب استنزاف طويلة، يجب تجنب التصعيد غير المخطَّط له'، هنا يتضح أن غزة لا تُردع رغم الحصار، بينما إيران تردع ذاتها رغم السلاح، ليغدو التوصيف الدقيق: عجز القوة النووية مقابل براعة المقاومة منخفضة التكاليف.

ما يجري الآن ليس فقط فشلًا عسكرياً متكرراً، بل هشاشة استراتيجية معلنة داخل البنية الصهيونية، إن سقوط سبعة جنود دفعة واحدة في شرق خان يونس، وتحوّل دباباتهم إلى توابيت حديدية، ليس حادثاً عابراً، بل كسر فعلي لنموذج الردع الصهيوني التقليدي، قال اللواء الصهيوني المتقاعد إيفي إيتام: 'ما يحدث في غزة، بما في ذلك كارثة الأمس، مرتبط بضعف جهاز الشاباك هذه مسألة حياة أو موت'، وأما المحلل العسكري آفي أشكنازي، فوصف الكارثة بأنها: 'تقصير خطير يصل حتى أعلى المستويات، استنزاف لا يُحتمل للقوات، ومأساة يجب أن تهز الجمهور الإسرائيلي'.

الردع الصهيوني الذي طالما بُني على نظرية الصدمة والحسم السريع، تحوّل إلى نظرية الضياع في المتاهة، لا تعرف هدفها، ولا تملك زمام توقيتاتها، هذا هو ردع الانهيار، حين يفقد الجيش زمام التفوق النفسي قبل أن يخسر ميدانه، وحين تصبح النقطة العمياء التي تضرب منها المقاومة، هي مركز الثقل الذي يتهاوى عليه جدار الردع، في هذه اللحظة المقاومة لا تواجه فقط جندياً في الميدان، بل تعرّي وهم المؤسسة الأمنية الصهيونية، وتُرينا هشاشتها المركّبة، لا في ساحة غزة فقط، بل في الوعي الاستراتيجي الصهيوني ذاته.

العمليات النوعية الأخيرة التي تمّت بعد أكثر من 600 يوم من العدوان، وتحديداً في وقت تُراهن فيه 'إسرائيل' على إنهاك الميدان، كشفت عن إعادة هندسة داخلية لقدرات المقاومة: عبوات يدوية، اختراقات برية، تكتيك الضرب في النقطة العمياء، واستنزاف نفسي وعسكري متكرر، باتت المؤسسة العسكرية الصهيونية أمام ما نسميه بالهندسة الأمنية المعادَة: مراجعة للمنظومة البرية، وإعادة تقييم لنقطة الحسم، وتصاعد واضح في التباين بين الجبهة السياسية والقيادة العسكرية، وكما كتب ميخائيل ميلشتاين بصراحة غير معهودة: 'ما يحدث في غزة هو الفجوة الأخطر بين الأهداف والواقع يجب تفادي تكرار أخطاء هذه الجبهة'، وبكلمات أخرى، 'إسرائيل' التي كانت تظن أن النار في غزة ستخبو من ذاتها، باتت اليوم أمام إعادة موازنة الردع، حيث يُملي الطرف المقاوم شروط المعركة، ويُربك الحسابات الكبرى.

نعم.. لقد غيّرت غزة الموازين عبر مراكمة الوعي، والصبر، والتكتيك المقاوم، في زمن تتوزع فيه أوراق الضغط بين صرامة القاهرة، ومناورات الدوحة، وتنسيقات عمّان، تُدار جبهات غزة في عواصم لا يسمع فيها صوت الأنقاض ولا رائحة الدم، وتهدأ فيها الجبهات النووية، تُبقي غزة بمقاتليها الجائعين وبنادقها المستورة بالتراب شعلة المواجهة حية.

إن سلسلة 'حجارة داود' ليست مجرد حلقات في مسلسل عملياتي، بل مفصل زمني يعيد تعريف المقاومة كفاعل استراتيجي قادر على كسر الخطاب الصهيوني وهندسة الردع المضاد، وإذا كانت 'العين في خاصرة الفولاذ'، فإن هذه العين لن تُغمض، ما دام في الأرض مقاوم يرفض الركوع، ويعرف جيداً كيف يحوّل الفجوات إلى نوافذ للانتصار.

موقع كل يومموقع كل يوم

أخر اخبار فلسطين:

"تعويضات" لإسرائيل مقابل وقف الإبادة: تطبيع وعلاقات مع دول عربية

* تعبر المقالات الموجوده هنا عن وجهة نظر كاتبيها.

* جميع المقالات تحمل إسم المصدر و العنوان الاكتروني للمقالة.

موقع كل يوم
4

أخبار كل يوم

lebanonKlyoum.com is 2070 days old | 307,982 Palestine News Articles | 458 Articles in Jul 2025 | 58 Articles Today | from 39 News Sources ~~ last update: 21 min ago
klyoum.com

×

موقع كل يوم


لايف ستايل