اخبار اليمن
موقع كل يوم -الثورة نت
نشر بتاريخ: ١ تموز ٢٠٢٥
إلى جانب ايلات ويافا وحيفا المحتلة، وسّعت القوات المسلحة اليمنية مروحة أهدافها باتجاه بئر السبع المحتلة، أو ما يسمى فلسطينيا « تل السبع» .
وبئر السبع تعد ثاني أكبر المدن في المنطقة الجنوبية للاحتلال، وتضم عدة قواعد عسكرية أبرزها “كامب ناثان” و“معسكر سجن كتسعيوت” إضافة إلى قاعدة تدريب “المشاة الجنوبية” وقاعدة لتدريب لواء نحال. وتضم المدينة منشآت استراتيجية كمقر قيادة المنطقة الجنوبية لجيش الاحتلال ومراكز تجسس وقيادة وسيطرة ، كما تضم قاعدة حتسريم الجوية في بئر السبع ، والتي تأسست في أوائل الستينيات، وهي تضم حالياً أكاديمية الطيران التابعة لسلاح الجو الإسرائيلي ، وتعد من القواعد العسكرية الهامة في إسرائيل وتشكل مركزاً تدريبياً متقدماً ، وبغض النظر عما تحتويه المدينة الأكبر جنوبا، تكشف المعطيات الجديدة قرار اليمن توسيع بنك أهدافها على الأراضي المحتلة بفلسطين ضمن مؤشر تصعيد جديد يتضمن المزيد ، باستخدام صاروخ “ذو الفقار” الباليستي الذي تم تطوير قدراته ليتجاوز 2200 كيلو متر، والذي حقق هدفه بنجاح وفق الإعلام العبري الذي تحدث عن انفجار كبير ..
الثورة / أحمد المالكي
تتمتع مدينة بئر السبع بأهمية اقتصادية واستراتيجية كبيرة، وخاصة بالنسبة لدولة الاحتلال الإسرائيلي، وذلك لموقعها في منطقة النقب، التي تمثل نحو 60 % من مساحة فلسطين المحتلة، وتعتبر هذه المنطقة غنية بالموارد الطبيعية، وتتوفر فيها مساحات واسعة لتوطين المهاجرين اليهود وإقامة مشاريع تنموية واسعة.
وتشكل المعادن الأساس الرئيسي لمشاريع التنمية الصناعية في النقب، والتي تتركز أهمها في مدينة بئر السبع ومدينة ديمونا ومدينة عراد.
خطة قومية
بعد أن احتلّ الصهاينة 90 % من أراضي ديار بئر السبع، وقاموا بتهجير أهلها إلى سيناء والأردن والضفة الغربية وغزة، شرعوا بإصدار القوانين التي تمكّنهم من إدارة المنطقة و”تشرعن” وجودهم فيها.
ووفق دراسات استراتيجية فإن “تاما 35” اشتملت على خطةٍ سميّت “النقب 2015م، وهي خطة قومية استراتيجية لتطوير النقب”، تهدف إلى استقطاب اليهود للعيش في بئر السبع في سبيل السيطرة الديموغرافية اليهودية على المكان بحيث تسعى إلى رفع عدد السكان من 535 ألف نسمة إلى 900 ألف نسمة في عام 2015 واستقدام 200 ألف يهودي من المركز إلى جنوب البلاد، إضافةً إلى رفع عدد المشتغلين في المنطقة من 64 ألفاً إلى 300 ألف عاملٍ. الخطة تسعى وفق الدراسات “للوصول إلى غايات “المجتمع الإسرائيلي” بفئاته المختلفة كدولة يهودية وكمجتمع يستوعب القادمين الجدد”، من خلال تقديم خطط لتحسين البنية التحتية في الديار، وتحسين التعليم، وبناء منازل “مغرية”، وتقديم محفزات اقتصادية متنوعة.
يأتي هذا إلى جانب خطة “متروبولين بئر السبع”، وهدفها إنشاء مخططات طرقٍ وسككٍ حديديةٍ تساعد على تعزيز الأهمية الاقتصادية لديار بئر السبع، التي بدورها ستعمل على تحويل المكان إلى منطقةٍ مدينيةٍ تحتوي على كلّ ما يمكن أن يحتاجه السكان من عملٍ وتعليمٍ وصحةٍ وترفيه، وهو ما يشكّل إغراءاتٍ اقتصاديةً أمام اليهودي للسكن في جنوب البلاد.
ووفق دراسة أعدها الكاتب «بهاء جرادات»، فإنّ الإطار العام الذي يحكم هذه الخطط هو تهجير أهالي ديار بئر السبع، والتخلص من الوجود البدويّ في تلك الديار، وتكثيف التواجد اليهودي هناك. بينما يستخدم العدوّ شعارات التنمية والتطوير لتمريرها إذ أنّ برنامج الدعم الاقتصادي والاجتماعي للبلدات العربية المعترف بها لا يمثّل سوى محاولةٍ للتحايل على أهالي ديار بئر السبع، وسعيٍ لتبرير هذه الخطط على المستوى الإقليمي والعالمي.
مدينة سايبر
وفي عام 2013م صرّح “موشي يعلون” عن احتضان مدينة بئر السبع مركز “السايبر الوطني”، الذي ستعمل عليه كلٌّ من لجنة السايبر الوطنية وبلدية بئر السبع وجامعة “بن غوريون” من خلال بناء مدينة سايبر تشمل الأكاديميا والصناعة والمؤسسات التكنولوجية والأمنية.
يكشف هذا التصريح، عن أحد مساعي الصهاينة في بناء مدينة سايبر بمدينة بئر السبع، باعتبار أن وجود هذه المدينة سيطوّر من جامعة “بن غوريون” من حيث قدراتها البحثيّة، ما يعني زيادة إقبال الطلبة عليها، إضافةً إلى ازدياد التحاق طلبة هندسة الكمبيوتر فيها، والذي بدوره سينعكس على توظيف هؤلاء الطلبة في مدينة السايبر ذاتها، وهو ما يأمله الصهاينة كمدخلٍ لتغيير التوزيع الديموغرافيّ في ديار بئر السبع.
تحت العنوان
وفي خصوصية الحديث عن ديار بئر السبع، فقد انتهج الإحتلال الصهيوني خطاباً رسمياً من خلال وزارة خارجيته، يقول فيه: إنّه عمل على تحويل ديار بئر السبع من أراضٍ قاحلةٍ إلى مناطق ذات تقنيّةٍ عالية، وخصوصاً مدينة بئر السبع. فمثلاً، يجد الباحث على موقع “وزارة الخارجية الإسرائيلية” عناوين من مثل “النقب: من منطقة منعزلة متخلفة إلى ملاذ التقنية العالية”، و”وتيرة النمو في “إسرائيل” عاليةً بالنسبة للدول المتطورة” ، وتحت هذا العنوان يتحدث “نتنياهو” عن سعي الصهاينة إلى تحويل مدينة بئر السبع عاصمة سايبر دولية.
لا يأتي الاهتمام الصهيوني بتحويل مدينة بئر السبع كعاصمة سايبر دولية بغية تبرير الاحتلال فحسب، بل تمتد أسباب هذا الاهتمام التقني بمدينة بئر السبع لعوامل كثيرةٍ، منها: وجود مساحاتٍ شاسعةٍ وبأسعار رخيصةٍ مقارنةً بأراضي “غوش دان”، وهو ما يعني إنشاء منظومةٍ تقنيّةٍ بأقل تكلفةٍ ممكنة، إضافةً إلى أنّ وجود هذه الشركات التقنية في مدينة بئر السبع يساعد على جلب المستوطنين إلى العمل في بئر السبع وبالتالي السكن هناك؛ مما يخفّف من القلق الديموغرافيّ الصهيونيّ في ديار بئر السبع، ويقلّل من الكثافة السكانية في منطقة “غوش دان” التي تضاعفت في السنوات الأخيرة؛ ما دعا الصهاينة للتعاطي معها كإشكاليةٍ مُلحّةٍ لا بدّ من العمل على حلّها، إضافة إلى انسجام وجود هذه الأسلحة الإلكترونية، أي شركات “الهاي تك”، مع الغايات الصهيونيّة بتحويل ديار بئر السبع لمناطق عسكرية ومدن تدريبٍ عسكري، والتي بدورها تسعى لإخفاء القلق من الخطر القادم من الشمال (سوريا ولبنان)، لكن مع سهولة وسرعة نقل القوات العسكريّة من الجنوب إلى الشمال من خلال شارع 6 الذي تعمل على استكماله ضمن خطة المساكن .
