اخبار فلسطين
موقع كل يوم -وكـالـة مـعـا الاخـبـارية
نشر بتاريخ: ١ تشرين الأول ٢٠٢٥
الكاتب: المحامي خضر عمر رامية
في مشهد تتكرر مأساته كل يوم عاش أهالي القدس أمس لحظات مؤلمة من التهجير القسري حين أجبرت سلطات الاحتلال المقدسي عبد محمد الأعمص على هدم منزله بيديه في بلدة صورباهر ليبقى وأسرته بلا مأوى يواجهون برد الشارع وقسوة الغربة داخل مدينتهم.
أن يُجبر الإنسان على هدم بيت بناه بعرق جبينه بيت كان ملاذه وأمان أطفاله فهذا ليس مجرد انتهاك للقانون والعدالة بل هو جريمة مكتملة الأركان بحق الإنسانية.
الاحتلال يختبئ خلف ما يسميه 'قوانين بناء' بينما يشرعن التهجير الجماعي ويحوّل حياة العائلات المقدسية إلى رحلة معاناة لا تنتهي هدفها الأساسي تفريغ القدس من أهلها الأصليين.
إن ما جرى مع عائلة الأعمص ليس حالة فردية بل هو جزء من سياسة ممنهجة ترمي إلى تكريس واقع استيطاني قسري عبر هدم المنازل وفرض الغرامات الباهظة وسحب الهويات وحرمان المقدسي من أبسط حقوقه في السكن والعيش الكريم.
هذه السياسات تمثل خرقاً صارخاً للقانون الدولي الإنساني وخصوصاً اتفاقية جنيف الرابعة التي تحظر التهجير القسري وهدم المنازل في الأراضي المحتلة.
أمام هذا المشهد الموجع لا يسعنا إلا أن نؤكد أن القدس ستبقى عربية الهوية والانتماء وأن صمود أبنائها هو صمام الأمان في وجه كل مخططات التهجير والاقتلاع.
بيت الأعمص قد هُدم.... لكن جذور العائلة باقية في الأرض شاهدة على ظلم الاحتلال وعلى أن الإرادة الفلسطينية لا تنكسر مهما بلغت قسوة الجراح.
إن التضامن مع المقدسيين اليوم واجب وطني وأخلاقي فكل بيت يهدم هو بيت لكل فلسطيني وكل دمعة طفل مقدسي هي جرح في قلب الأمة.
وما حدث في صورباهر أمس ليس نهاية الحكاية بل محطة جديدة في مسيرة نضال طويل نحو الحرية والاستقلال.