اخبار فلسطين
موقع كل يوم -دنيا الوطن
نشر بتاريخ: ١٦ كانون الأول ٢٠٢٥
تابعنا أيضا عبر انستجرام instagram/alwatanvoice رام الله - دنيا الوطن
تسببت الأمطار الغزيرة في تفاقم الأوضاع الإنسانية المتردية في قطاع غزة، بعدما غمرت المياه أقسامًا في مجمع الشفاء الطبي، وأغرقت آلاف الخيام التي تؤوي نازحين، فيما أعلنت وزارة الصحة وفاة رضيع نتيجة انخفاض حاد في درجة حرارة الجسم بفعل البرد القارس.
وأفادت وزارة الصحة في غزة بوفاة طفل رضيع متأثرًا بموجة البرد الشديد، في ظل نقص حاد في وسائل التدفئة ومستلزمات الإيواء، محذرة من تداعيات إنسانية خطيرة مع استمرار الأحوال الجوية القاسية.
وفي السياق، قالت وكالة الأناضول إن مياه الأمطار تسربت إلى عدد من أقسام مجمع الشفاء الطبي بمدينة غزة، ولا سيما قسمي الاستقبال والطوارئ، ما أدى إلى تعطيل العمل فيه جزئيًا. ويعد مجمع الشفاء أكبر مستشفيات القطاع، وقد تعرض خلال الحرب الإسرائيلية لدمار واسع شمل القصف والحرق وتخريب معظم مبانيه.
وكانت وزارة الصحة قد شرعت خلال الشهرين الماضيين في ترميم بعض مرافق المستشفى، عقب دخول اتفاق وقف إطلاق النار حيز التنفيذ في 10 أكتوبر 2025، غير أن حجم الأضرار الكبيرة، إلى جانب نقص الإمكانات وعرقلة الاحتلال إدخال الأجهزة الطبية والمستلزمات والأدوية، حال دون عودة العمل فيه بشكل طبيعي.
خيام تغرق ونازحون في العراء
وأفاد شهود عيان بأن الرياح العاتية والأمطار الغزيرة أغرقت آلاف خيام النازحين في مختلف مناطق القطاع، وتسببت بتطاير عدد كبير منها منذ مساء الاثنين. وأضافوا أن آلاف العائلات استيقظت فجر الثلاثاء لتجد خيامها مغمورة بالمياه أو مدمرة بالكامل.
وقال النازح خالد عبد العزيز إن الرياح العنيفة اقتلعت خيمته وتطايرت مقتنيات أسرته، مضيفًا: 'نحن الآن في العراء تحت المطر، ولا يوجد أي مكان نلجأ إليه'. كما شوهدت عائلات، بينها نساء وأطفال، وهي تفر من خيام غمرتها المياه، لا سيما في منطقة المواصي غربي خان يونس جنوبي القطاع.
وفي مدينة غزة، حاول مئات المواطنين الاحتماء من الأمطار تحت أنقاض مبانٍ مدمرة، في ظل انعدام البدائل الآمنة.
تحذيرات من انهيارات وأوبئة
وفي تطور متصل، أعلن الدفاع المدني في غزة تسجيل إصابات جراء انهيار منزل في شارع الشفاء غربي مدينة غزة، محذرًا من أن آلاف المنازل المتضررة جزئيًا جراء القصف باتت مهددة بالانهيار مع استمرار الأمطار والرياح الشديدة.
وقال المتحدث باسم الدفاع المدني محمود بصل إن هذه المنازل تشكل خطرًا حقيقيًا على حياة مئات آلاف المواطنين الذين لا يجدون مأوى آمنًا، مشيرًا إلى أن مناشدات متكررة وُجهت إلى المجتمع الدولي دون استجابة فعالة. وذكّر بأن المنخفض الجوي السابق تسبب بانهيار ما لا يقل عن 13 مبنى متضررًا على رؤوس ساكنيها.
من جهته، طالب المتحدث باسم بلدية غزة بالضغط على الاحتلال الإسرائيلي لفتح المعابر والسماح بإدخال المساعدات ومواد الإيواء بشكل عاجل.
قيود على المساعدات وتحذيرات دولية
وتأتي هذه التطورات في ظل اتهامات للاحتلال الإسرائيلي بالتنصل من التزاماته المنصوص عليها في اتفاق وقف إطلاق النار وبروتوكوله الإنساني، ولا سيما ما يتعلق بإدخال مواد الإيواء، بما فيها 300 ألف خيمة وبيوت متنقلة، وفق ما يؤكده المكتب الإعلامي الحكومي في غزة.
وفي هذا السياق، حذرت منظمة الأمم المتحدة للطفولة 'اليونيسيف' من تفشي الأمراض بين الأطفال نتيجة البرد والأمطار وسوء ظروف المعيشة، مؤكدة أن حجم الاحتياجات في القطاع 'كبير جدًا'. كما جددت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين 'الأونروا' تحذيرها من تدهور الأوضاع الإنسانية، مشيرة إلى أن نحو مليوني فلسطيني يعيشون في مساحة ضيقة ومكتظة، وسط نقص حاد في المساعدات وانتشار متزايد للأمراض والأوبئة.
وفي موازاة ذلك، يواصل الدفاع المدني انتشال جثامين عشرات الشهداء، بينهم نساء وأطفال، من تحت أنقاض مبانٍ مدمرة غرب مدينة غزة، بإمكانات محدودة نجت من شهور الحرب. كما تستمر قوات الاحتلال في تنفيذ غارات جوية وقصف مدفعي وإطلاق نار مكثف في مناطق عدة شرقي غزة ورفح وخان يونس والبريج.
وتأتي هذه التطورات بينما لا تزال آثار الحرب الإسرائيلية على غزة، التي بدأت في 8 أكتوبر 2023 واستمرت نحو عامين، ماثلة، إذ أسفرت عن استشهاد أكثر من 70 ألف فلسطيني وإصابة ما يزيد على 171 ألفًا، معظمهم من الأطفال والنساء، إلى جانب دمار واسع طال نحو 90% من البنية التحتية المدنية في القطاع.

























































