اخبار فلسطين
موقع كل يوم -فلسطين أون لاين
نشر بتاريخ: ٣٠ تشرين الثاني ٢٠٢٥
كشف تحقيق أجرته منصة التحقيقات الرقمية 'إيكاد' تفاصيل جديدة عن تشكّل قوة مسلّحة جديدة خلف 'الخط الأصفر' في شمال غزة، حيث تتقاطع مصالح ميليشيات متفرقة وتتداخل خطوط فعاليتها، وسط مؤشرات متزايدة على اندماجها داخل شبكة واحدة تعمل في مربعات خاضعة لسيطرة جيش الاحتلال.
وبحسب ما توصل إليه تحقيق 'إيكاد' بعد تحليل معمّق لصور الأقمار الصناعية وتتبع موسع لمنشورات قادة هذه المجموعات على مواقع التواصل، فقد تم تحديد الهيكل القيادي لميليشيا أشرف المنسي في شمال القطاع، إلى جانب رصد مواقع انتشارها داخل مناطق بالغة الحساسية.
ويرصد تحقيق 'إيكاد' كذلك روابط لافتة بين هذه المليشيا وميليشيا ياسر أبو شباب، في مسار يرجّح – وفق ما خلص إليه فريق التحقيق – أنه يهدف إلى فرض واقع أمني جديد في غزة، يتقاطع مع خطط الاحتلال لما تسميه 'غزة الجديدة'.
وبحسب تحقيق 'إيكاد'، انطلقت خيوط القضية من صورة التُقطت مطلع أكتوبر الماضي – قبل الهدنة بأيام قليلة – ظهر فيها غسان الدهيني، الرجل الثاني في ميليشيا أبو شباب، واقفًا إلى جانب أشرف المنسي داخل مدرسة شمال القطاع، ومحاطَين بعناصر مسلّحة.
ويوضح تحقيق 'إيكاد' أن ظهور الدهيني في موقع يسيطر عليه الاحتلال، وإلى جانب المنسي، يكشف عن تداخل عملياتي بين شبكات مسلحة تنشط خلف الخط الأصفر، ضمن تنسيق لوجستي وأمني يسمح لها بالحركة داخل منطقة خاضعة بالكامل لجيش الاحتلال.
ويشير التحقيق كذلك إلى منشور نشرته الصفحة الرسمية لما يسمى 'القوات الشعبية'، تضمّن تهنئة مباشرة للمنسي ودعمًا لدوره ضد 'الإرهاب الحمساوي'، وهو ما اعتبره فريق 'إيكاد' شاهدًا إضافيًا على تقارب المجموعتين.
ويقول تحقيق 'إيكاد' إن هذا الترابط الذي ظهر بالتزامن مع اتفاق الهدنة دفع الفريق إلى تتبع ميليشيا المنسي وكشف بنية قيادتها وموقع تمركزها، خصوصًا أنها ظهرت في نقطة مرتفعة تُشرف على مناطق سابقة لسيطرة حماس، وتلاصق الخط الأصفر بشكل مباشر.
وفي مراجعة الحسابات المرتبطة بالمنسي، يحدّد التحقيق اسم أحمد عبد الكريم السماعنة باعتباره الرجل الثاني في الميليشيا، من خلال حسابه 'طرف خير – أبو رمزي'، حيث ظهر ملازمًا للمنسي في التسجيلات.
ويبيّن التحقيق أن السماعنة برز بعد إعدام والده بتهمة التعاون مع الاحتلال، وإعلان عشيرته 'السواركة' التبرؤ منه ومن أشقائه أحمد ومحمد ومحمود.
وتزامن هذا الظهور مع تصويت مجلس الأمن على قرار أمريكي يدعم خطة ترامب لإقامة قوة دولية وقاعدة عسكرية في شمال غزة، في حين نشرت مجموعة أبو شباب منشورًا تتحدث فيه عن 'الاشتراك المباشر مع مجلس السلام'، وهو ذات الكيان الذي ورد في الخطة الأمريكية لنزع سلاح غزة.
شبكة قيادة أوسع… اسم ثالث يظهر
ويكشف تحقيق 'إيكاد' كذلك عن اسم ثالث هو محمود السماعنة، الذي ورد اسمه في بيان السواركة، والذي ينشر تهديدات مباشرة لحماس. وتوصل التحقيق – من خلال بحث عكسي للصور – إلى أن صورة حسابه سبق أن نشرها شقيقه أحمد، ما يؤكد انتماءه للمجموعة المسلحة.
ويقول التحقيق إن فريق 'إيكاد' رصد صفحة فيسبوك جديدة تحمل اسم 'الجيش الشعبي – محافظة الشمال'، أُنشئت في 5 نوفمبر، ودعت إلى التطوع وشاركت في 7 و8 نوفمبر منشورات تطلب من الأهالي التوجه إلى مواقع تمركز الميليشيا للمشاركة في تدريبات عسكرية.
هذه الدعوات – وفقًا للتحقيق – دفعت الفريق إلى تتبع أماكن تمركز الميليشيا على الأرض، ما كشف أن مواقعها ليست عشوائية، بل تقع في مناطق تشهد إعادة ترتيب ميداني واسع.
صور الأقمار الصناعية… تغييرات جذرية في محيط المدارس
ويعرض تحقيق 'إيكاد' صورًا من منصة Sentinel Hub تُظهر أن الساحة المقابلة للمدرسة كانت مخيمًا للنازحين حتى مارس 2025، قبل أن تُزال بالكامل بعد استئناف 'إسرائيل' الحرب في 18 مارس. ومن أواخر أغسطس حتى 17 نوفمبر، ترصد الصور أعمال تمهيد وتجريف واسعة للطريق المؤدي إلى مدرسة أحمد الشقيري قرب عزبة بيت حانون.
ويرجّح التحقيق أن هذه الأعمال جاءت لتسهيل حركة دخول وخروج عناصر الميليشيا وعرباتها تزامنًا مع إعلان المنسي عن تشكيل ميليشيا 'الجيش الشعبي'، ما يشير إلى تحوّل مناطق نزوح إلى مناطق سيطرة مغلقة للميليشيا.
ويبيّن التحقيق أن الميليشيا تتمركز على مرتفع استراتيجي يطل على بيت لاهيا، القرية البدوية، ومعسكر جباليا، كما يشير إلى أن قرب الموقع من الخط الأصفر يكشف عن وجود علاقة تبادلية مع الاحتلال تشمل تسهيل الحركة وتقسيم النفوذ.
كما يسلّط التحقيق الضوء على حسابات داعمة للنشاط المسلح، منها حساب 'أبو آدم أبو شعبان' الذي كثّف هجومه على المقاومة وحركة حماس، وحساب 'مالك'، إلى جانب حساب 'عقيد الشمال' و'قوات الشمال'، ضمن وجود شبكة رقمية منظمة مرتبطة بالميليشيا.
ويخلص تحقيق منصة 'إيكاد' إلى النتائج التالية:

























































