اخبار فلسطين
موقع كل يوم -سما الإخبارية
نشر بتاريخ: ٢٥ أيار ٢٠٢٥
أعلنت وزارة الخارجية الإسرائيلية، اليوم الأحد، استدعاء سفير تل أبيب في واشنطن يحيئيل لايتر، إلى جلسة استماع، بعد أن هاجم بشكل لاذع مُعارضي رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو، ووسائل إعلام في مقابلة صحافية، متّهما إياهم بنشر افتراءات وصفها بالدمويّة.
وجاء في بيان للوزارة، أن 'المدير العام لوزارة الخارجية... سيستدعي السفير في واشنطن لجلسة استماع، بشأن ما قاله في مقابلة إعلامية'، مضيفة أن ذلك يأتي 'تنفيذا لتوجيهات مدير إدارة الانضباط العليا، بمجلس الخدمة المدنية'.
وفي مقابلة مع قناة 'PragerU' الأميركية عبر موقع 'يوتيوب'، قال السفير الإسرائيليّ، إنه حتى يتم إزالة صفة 'مجرم الحرب' عن نتنياهو، فمن المستحيل محاربة معاداة السامية بشكل حقيقيّ، على حدّ ادعائه.
وفي الصدد ذاته، أضاف: 'إذا وصفتَ اليهودي رقم 1 في العالم، بأنه مجرم حرب (يقصد نتنياهو)، فإن اليهود هم مجرمو حرب، وهم مثل رئيس حكومتهم، فلماذا لا يكونون معادين للسامية؟'.
وحينها، أخبره المحاور أن هناك من يتهم نتنياهو بإطالة أمد الحرب لأسباب شخصية في إسرائيل أيضا، وليس فقط ممّن يُتّهمون بأنهم 'معادون للسامية' في العالم.
غير أن السفير الإسرائيلي هاجم المعارضة في إسرائيل، وقال إنها 'قد تكون أمرا فظيعا'، مضيفا: 'إنهم يذهبون إلى أبعد مما ينبغي؛ لا يوجد ما هو أسوأ وأكثر ضررًا من توجيه مثل هذه الاتهامات إلى رئيس الحكومة، وأعرفُه منذ أربعين عامًا، إنه رجل يهتم بالناس'.
وتابع لايتر متسائلا: 'إطالة أمد الحرب؟ أي جنون هذا؟ كيف يجرؤون على قول هذا الكلام الشرير؟ إنه يريد أن تنتهي الحرب؛ لكنه يريدها أن تنتهي بالنصر، لأنه يحمل على عاتقه عبء الشعب اليهوديّ' على حدّ قوله.
وحينما سأله المحاور ما إذا كان اليسار يركّز على 'إسقاط نتنياهو'، رغم تزايد المخاوف بشأن دوافع استمرار الحرب في أوساط مختلفة في إسرائيل، بما في ذلك عائلات الرهائن الإسرائيليين المحتجزين في غزة، قال لايتر إن الاتهامات الموجهة لنتنياهو تأتي فقط من 'اليسار المتطرّف، الذي يتمتع بنفوذ كبير في بعض وسائل الإعلام'، متّهما إياه بأنه 'يستغل هذا النفوذ'.
وأضاف: 'هؤلاء هم المتطرفون، وليس هناك ما لا يفعلونه لإسقاط نتنياهو. هذه مؤامرة كاذبة لا بُدّ من تسميتها باسمها'، لافتا إلى أنه 'من المشروع معارضة الحكومة، ولكن لا تتجاوزوا الحدود، ولا تشوِّهوا سمعة رئيس حكومتكم'.
كما لفت لايتر إلى أن منتقدي نتنياهو يقولون إنه يُطيل أمد الحرب، للتهرّب من التهم الموجَّهة إليه، وهاجم نظام إنفاذ القانون بشدّة، قائلا بسخرية فيها إشارة إلى بعض الاتهامات الموجّهة لنتنياهو: 'هذه اتهامات خطيرة للغاية. هل أحضر له أحدهم سيجارا، أم طلب من موقع إخباريّ نشر مقالات إيجابية عنه؟ هل هذه رشوة؟ إنها مجرد إهانة'.
وفي الصّدد ذاته، عَدّ أن 'كل شيء ينهار، واحدًا تلو الآخر. التهم تنهار كبيوت من ورق، إنها قلاع في الرمال، لقد بنوا قلاعًا من الرمل، والفكرة كانت استنزافه (لنتنياهو) حتى ينهار؛ كانت هذه هي الخطة، ولم ينكسر'.
خشية من تلوّن السلك الدبلوماسيّ بإسرائيل 'بصبغة سياسية'
وبحسب ما أوردت صحيفة 'يديعوت أحرونوت' عبر موقعها الإلكترونيّ ('واينت')، فإنّ مسؤولين في وزارة الخارجية ودبلوماسيين إسرائيليين وصفتهم برفيعي المستوى، 'قد صُدموا'، إثر التصريحات التي أدلى بها لايتر.
وقال دبلوماسيّ إسرائيليّ، إن 'الإجابة الوحيدة المتوقعة من دبلوماسي هي: أنا لا أتعامل مع القضايا السياسية الإسرائيلية الداخلية'، مشيرا إلى أن أي إجابة أخرى، 'تدلّ على الجهل، وعدم المعرفة بالمهنة'.
كما نقل 'واينت' عن دبلوماسيّ آخر، قوله: 'صُدمتُ لسماع كلماته. كما أن السفراء السياسيين في الماضي، امتنعوا عن تناول القضايا الإسرائيلية الداخلية التي تُشكّل جوهر النقاش السياسيّ الإسرائيليّ'.
وتابع: 'آمل أن يكون هذا مجرد عثرة عابرة، وليس توجّهًا جديدًا في التعيينات السياسية قد يُسيء إلى السلك الدبلوماسيّ، ويُلوّنه بصبغة سياسية'.