اخبار فلسطين
موقع كل يوم -فلسطين أون لاين
نشر بتاريخ: ٢٤ تموز ٢٠٢٥
تتمدد قرارات التهويد للمدينة المقدسة ومسجدها الأقصى، تحت ذرائع متعددة وواهية حتى وصلت آخر عقارات باب السلسلة (أحد أهم أبواب الأقصى الخمسة عشر)؛ لما يتمتع بمكانة إسلامية وتاريخية وقيمة استراتيجية.
لكن الاستهداف الإسرائيلي لباب السلسلة ليس بالجديد إذ يعود هذا المسلسل منذ احتلال مدينة القدس بالكامل عام 1967، بهدف الاستيلاء على العقارات المقدسية والأماكن التاريخية إلى جانب توسعة هذا المدخل لجلب المزيد من المستوطنين المقتحمين لباحات الأقصى وحائط البراق.
ومجددا، عاد ما يسمي 'وزير التراث' الإسرائيلي مئير بروش، للتوقيع قبل يوم من مغادرته منصبه الحكومي على قرارات تقضي بمصادرة تلك العقارات المتبقية الواقعة في محيط 'باب السلسلة'.
والباب المذكور يقع في الرواق الغربي للمسجد في الحي الإسلامي بين المدرسة الأشرفية شمالا والمدرسة التنكزية جنوبا، ويقع بين باب المغاربة وباب القطانين وهو أحد الأبواب التاريخية ويفضي إلى الساحة الغربية للمسجد الأقصى.
مراحل متعددة
وبحسب رئيس الهيئة المقدسية لمناهضة التهويد ناصر الهدمي فإن قرار الوزير الإسرائيلي يندرج تحت إطار تهويد المنطقة المحيطة بباب السلسلة ليتحول لاحقا 'منفذا رئيسيا لاقتحامات المستوطنين للأقصى وحائط البراق'.
وذكر الهدمي لصحيفة 'فلسطين' أن هذا المشروع قديم – جديد بدأ منذ إكمال احتلال القدس أو قبل ذلك، لكن التنفيذ الإسرائيلي بدأ منذ عام 1967، واصفا إياه بـ'مشروع محوري مركزي إسرائيلي ذو مراحل متعددة'.
وأوضح أن الهدف الإسرائيلي المرحلي حاليا يكمن في السيطرة على المزيد من الأماكن والعقارات المحيطة بالبلدة القديمة للمدينة (حاضنة الأقصى) وذلك في سبيل السيطرة الكاملة على أولى القبلتين، بالإضافة إلى توسعة حارة الشرف ما يسمي 'حارة اليهود'.
ونبه إلى أن هذا الوزير أخذ القرار السابق قبل مغادرته منصبه الحكومي ما يعكس 'العقلية الصهيونية' والمخطط الإسرائيلي المستمر دون الاكتفاء بالجريمة الكبرى الواقعة في قطاع غزة.
وأكد أن الاحتلال يحاول استغلال انشغال الرأي العالمي بحرب الإبادة في غزة، لتنفيذ إحدى مراحل المخطط الإسرائيلي في باب السلسلة (إحدى الطرق المؤدية لحائط البراق) ويستخدمه المستوطنون لاقتحام الحائط.
ولذلك، أكد الهدمي أن الاحتلال يعتبر السيطرة على 'باب السلسلة' إحدى وسائل: تأمين المستوطنين المقتحمين، وخطوة أمنية لإبعاد المقدسين عن الباب (مكان تجمع المرابطين المبعدين عن الأقصى).
وليس هذا فحسب، بل ترى المؤسسة الأمنية الإسرائيلية تجمع المقدسيين في ذاك الباب 'نقطة قوة للمقدسيين' أمام 'نقط ضعف أمنية' إسرائيلية في مواجهة المرابطين الذين يحرسون المسجد ويُفشلون اقتحامات المستوطنين إلى جانب تهويد المنطقة والسيطرة على أكبر قدر من العقارات المحيطة بالأقصى.
ورغم قرارات الإبعاد والقمع، يحرص المبعدون عن الأقصى على استمرار رباطهم عند باب السلسلة يوميا والصلاة في محيطه، والتصدي لاقتحامات المستوطنين واستفزازاتهم بالهتافات والتكبير.
وفي النهاية، تكون أذرع الاحتلال في القدس المحتلة قامت بطرد المقدسيين من بلدتهم وعقاراتهم وجلبت المزيد من المستوطنين للاستيطان في البلدة القديمة. بحسب الباحث المقدسي.
'حارة إسلامية'
'الشرف' حارة إسلامية داخل حدود البلدة القديمة، تبلغ مساحتها أكثر من 133 دونمًا، وتقع في المنطقة الجنوبية من سور القدس إلى اليسار من باب المغاربة، يعود تاريخها إلى الحقب الأيوبية والمملوكية والعثمانية، وسميت بهذا الاسم نسبة إلى شرف الدين موسى، وهو أحد سكان الحارة الذي كان يمتلك معظم المباني فيها، وأُطلق على ذريته التي بقيت في الحارة فيما بعد 'آل شرف'. بحسب المؤرخ الفلسطيني نظمي الجعبة.
وبحسب ذاكرة الجعبة فإنه لم يمر عام على احتلال القدس بالكامل حتى أصدرت سلطات الاحتلال أمراً عسكرياً بمصادرة 116 دونما من البلدة القديمة للقدس لصالح توسعة 'حارة الشرف' لجلب المستوطنين اليهود عبر هدم أحياء فلسطينية عدة وطرد ساكنيها.
وبعد مصادرتها لتلك العقارات سجلت ملكيتها باسم (إسرائيل) قبل أن تتنازل عنها وتسجل ملكيتها بأسماء جمعيات استيطانية ومستوطنين، لكن ذلك الأمر العسكري لم ينفذ بصورة كاملة، إذ بقي الفلسطينيون في عشرات العقارات في تلك المنطقة معظمها تعود ملكيتها للأوقاف الإسلامية.
وأشار إلى أنه هؤلاء وزعوا على 'عقبة الخالدية وحارة السعدية وطريق الواد' في البلدة القديمة، مؤكدا أن غالبية عقارات حارة الشرف إسلامية مملوكية.
لكن بعد حرب 1967 أسست (إسرائيل) ما تسمي 'حارة اليهود' بعد مصادرة مساحات شاسعة من البلدة القديمة تمتد من حارة الأرمن حتى الجدار الغربي للمسجد.
وشدد الجعبة على أن حكومات الاحتلال والجمعيات الاستيطانية تنفذان مشروعا لإقامة '(إسرائيل) المصغرة' داخل البلدة القديمة لمدينة القدس، متوقعا الفشل لهذا المشروع الاستيطاني أمام الصمود الفلسطيني في المدينة المقدسة.