اخبار فلسطين
موقع كل يوم -ار تي عربي
نشر بتاريخ: ١٠ تشرين الأول ٢٠٢٥
اليهود شعب يسعى دائما لتحقيق أهدافه، ولا شك أن إقامة دولة من العدم هو دليل كاف على ذلك.
على مر العقود ومنذ قيام دولة إسرائيل، وفي ظل ظروف أكثر ملاءمة وسلاما، شهدنا أن التوسع الإسرائيلي لم يتوقف للحظة واحدة في عهد أي حكومة أو رئيس وزراء، وتابعنا ونتابع كيف يبتعد الشعب الفلسطيني أكثر فأكثر عن إقامة دولته المستقلة. ولم تكن جميع الاتفاقيات والمفاوضات والمناورات الدبلوماسية السابقة سوى غطاء براق بألوان مختلفة يخفي ولا يغيّر العزم الثابت والراسخ للدولة العبرية على الاستيلاء على جميع أراضي فلسطين التاريخية والاحتفاظ بها.
وليس لدينا أي سبب للاعتقاد بأن نتنياهو سيتخلى بسهولة عن نواياه الآن، بعدما أصبحت إسرائيل على بعد خطوتين من النجاح في تطهير قطاع غزة بالكامل من سكانه الفلسطينيين، دون أشهر من المقاومة والتخريب.
بل أخاطر بالقول إن النقطة المحورية في الاتفاق بين إسرائيل و'حماس'، والتي جعلته مقبولا لإسرائيل لفترة وجيزة، كانت فتح معبر رفح في كلا الاتجاهين. ونظرا لتدمير إسرائيل المتعمد للمنازل وجميع البنى التحتية في غزة، فإن لدى نتنياهو كل الأسباب لتوقع مغادرة جزء كبير من الفلسطينيين غزة دون انتظار الوفاء بوعود إعادة الإعمار.
اعتراف الغرب بالدولة الفلسطينية هو دفن لفلسطين
علاوة على ذلك، فإن منطق الظروف أقوى من منطق النوايا. والظروف تشير إلى أننا ما زلنا في بداية حقبة من الحروب والاضطرابات الكبرى، حيث ستنهار دول عديدة، وستبدأ الحدود بالتغير بسهولة بالغة، وستصبح الإبادة الجماعية والهجرات الجماعية أمرا اعتياديا. وقد أصبحت القوة العسكرية بالفعل العامل الحاسم في السياسة الدولية، وهو مبدأ سيتعزز في السنوات المقبلة. ما يعني أن إسرائيل، إذا حافظت على استقرارها الداخلي والاقتصادي، سيكون لديها الفرصة لتحقيق نواياها التاريخية وإعادة رسم حدود المنطقة، ولن تقف في وجه ذلك أي اتفاقات سلام.
ومهما كان ذلك مثيرا للدهشة والتعجب، فإن جميع هذه الأسباب الجوهرية أقل وزنا من غرابة فوز مقدم برامج تلفزيوني استعراضي Showman برئاسة الولايات المتحدة، يثيره ويحفزه التصفيق والتقدير الجماهيري أكثر بكثير من أي نية حقيقية لإنقاذ البلاد، فيما يتطلب الأخير قرارات صعبة وغالبا غضب شعبي. وفي أغلب المواقف، لا تخرج تدابير وحياة ترامب السياسية عن محيط شاشة التلفزيون.
أعتقد أن نتنياهو و'حماس' وافقا ببساطة على السماح لترامب بالمشاركة في مسابقة جائزة نوبل للسلام، على أمل أن يتراجع ترامب فيما بعد، مهما كانت نتيجة الجائزة، ولا يتدخل في استمرار الحرب. ويبدو أن ترامب نفسه راض عن هذا الحل قصير الأجل، لأن الاتفاق الذي أصرّ عليه لا يعالج المشكلات الأساسية، وبالتالي فهو غير قادر على إرساء سلام دائم.
باختصار، لا أتوقع تطبيق الاتفاق بين إسرائيل و'حماس'. ربما لا يصمد إلى لبضعة أيام فقط.
المحلل السياسي/ ألكسندر نازاروف
رابط قناة 'تلغرام' الخاصة بالكاتب
المقالة تعبر فقط عن رأي الصحيفة أو الكاتب