اخبار لبنان
موقع كل يوم -صحيفة النهار اللبنانية
نشر بتاريخ: ١٤ حزيران ٢٠٢٤
رحل الكاتب السوري فؤاد حميرة حاملاً همّ وطن مات بعيداً عنه. ذات يوم كتب سيناريو مسلسل بعنوان 'الزبّال'، أراد من خلاله تعرية صورة أنظمة الحكم متسائلاً: كيف نصنع الديكتاتور؟، ثم أنّه اتخذ موقفًا واضحًا خلال الثورة السوريّة، فوقف إلى جانب المتظاهرين المطالبين بإسقاط النظام لتصبح العين الحمراء مسلّطة عليه.
اعتقلته أجهزة الأمن السورية في مدينة اللاذقية في 28 حزيران 2013، قبل أن تفرج عنه في 10 تموز من العام نفسه. فاختار الهجرة إلى فرنسا، قبل الانتقال إلى تركيا ومن ثم إلى مصر حيث استقرّ هناك.
ولد حميرة عام 1965 في دمشق. عمل مدير تحرير جريدة 'الدستور' لمدة عشر سنوات، وكانت بداياته في مجال الدراما من خلال مسرح الشبيبة ثم عمله في المسرح الجامعي ومسرح العمال. تعرف بعد ذلك على الفنان سليم صبري الذي أخذ بيده وعلّمه الأسس الصحيحة في كتابة السيناريو، ليقدّم نتاج ذلك مسلسله الحصرم الشامي (2007)، ومن أهم أعماله مسلسل شتاء ساخن (2009) والإمام الشافعي (2007) وممرات ضيقة (2007).
تعاقد مع المنتج صادق الصباح على إنتاج مسلسل 'الزبال'، الذي يجسّد قصة واقعية تدور حول كيفية تصنيع الدكتاتور، لكن العمل لم يبصر النور.
ووقّع على تعاون مع المنتج نفسه من أجل كتابة الموسم الرابع من مسلسل 'الهيبة'، إلا أنه انسحب لاحقاً.
نعاه الكاتب السوري، محمد منصور : 'يكفي أنه وقف بجانب ثورة الحرية والكرامة، أيا كانت دوافعه وأسبابه، ويكفي أنه قد مات على عهد الثورة كي نقول له بكل احترام: وداعا فؤاد حميرة. تستحق مكانا طيبا في الذاكرة والوجدان'.
وكتبت رشا شربتجي: 'شراكتي مع فؤاد حميرة ما كانت عابرة، لما قرأت فكرة مسلسل غزلان في غابة الذئاب اللي كاتبها تشجعنا سوا نقدم العمل وكان تحدي ألنا نحنا الاتنين وفعلاً كان نقلة نوعية بحياتنا ونجح نجاح كبير'.
وكتبت أسماء خربطلي : 'وهكذا نودع اليوم أحد غزلان الغابة اللي رحل عنّا من القهر بصمت في منفاه، والذئاب باقيه. الرحمة والسكينة لروحه'.