اخبار فلسطين
موقع كل يوم -فلسطين أون لاين
نشر بتاريخ: ٢٢ أيلول ٢٠٢٥
في مشهد سياسي غير مسبوق، تشهد الساحة الدولية تحولا جذريا في مواقف عدد من الدول الغربية تجاه القضية الفلسطينية، تمثل في موجة متصاعدة من الاعترافات الرسمية بدولة فلسطين، إلى جانب دعوات قوية لمحاسبة (إسرائيل) على جرائم الحرب المرتكبة في قطاع غزة والضفة الغربية.
بعد عقود من الانحياز الغربي الكامل لإسرائيل، بدأت قوى كبرى مثل بريطانيا، أستراليا، كندا، بلجيكا، فرنسا، البرتغال، إيطاليا، إما بالاعتراف رسميا بدولة فلسطين أو الإعلان عن الاستعداد لذلك، في تحول يعكس تغيرا عميقا في الوعي السياسي والشعبي داخل أوروبا وأمريكا الشمالية.
العالم يقول كلمته
في تحليله لهذا التحول غير المسبوق، يقول الباحث في الشؤون السياسية بهاء شعت، هناك تغير واضح في مواقف الدول الغربية الفاعلة تجاه القضية الفلسطينية، لكن هذا التغير لا يسير بوتيرة واحدة، بل يختلف من دولة لأخرى من حيث العمق، والسرعة، والدوافع.
ويشير إلى أن التغيير هو نتيجة تفاعل عوامل إنسانية متراكمة، وضغوط سياسية وشعبية داخلية متزايدة، وتغيرات في موازين القوى الدولية. مع ذلك، لا يزال هذا التحول يواجه عقبات داخلية وخارجية، تتعلق بحسابات المصالح، والارتباطات الاستراتيجية القديمة، والانقسام داخل الساحات السياسية الغربية نفسها.
ويتابع، يبدو أن المشهد الدولي يتغير لصالح القضية الفلسطينية، وذلك بعد حرب الإبادة الجماعية التي ترتكبها إسرائيل بحق الشعب الفلسطيني على مدار عامين من الآن، 'إذ تستعد دول كبرى مثل بريطانيا، بلجيكا، أستراليا، كندا، البرتغال، فرنسا، وإيطاليا للاعتراف بالدولة الفلسطينية'.
ويؤكد شعت في حديثه لـ 'فلسطين أون لاين'، أن هذه الخطوات ليست رمزية، بل هي انطلاقة جديدة نحو حرية فلسطين وتقرير مصيرها، بعد انكشاف الوجه الحقيقي لدولة الاحتلال.'
تاريخ من الاعترافات المتراكمة
ويذكر شعت بأن الاعتراف بفلسطين ليس حدثا طارئا، بل تطور سياسي مستمر منذ عقود، 'العالم اعترف بفلسطين وبشرعية وجودها القانوني منذ خطاب الرئيس الراحل ياسر عرفات في الأمم المتحدة عام 1974، تلاه اعتراف متزايد بمنظمة التحرير الفلسطينية كممثل شرعي ووحيد للشعب الفلسطيني'.
ويضيف، ما نشهده الآن هو نتيجة تراكم نضالات سياسية وشعبية، والدفع باتجاه تحويل فلسطين إلى حقيقة سياسية كاملة على الأرض الدولية.
تهديدات اليمين الإسرائيلي
يتزامن هذا الزخم الدولي مع تصاعد تهديدات حكومة اليمين الإسرائيلي المتطرفة بضم الضفة الغربية المحتلة بالكامل، وهو ما يراه شعت محاولة لقتل مشروع الدولة الفلسطينية، ويؤكد، 'إذا قررت إسرائيل ضم الضفة الغربية، فيجب على المجتمع الدولي أن يتحرك بوضوح تجاه أي خطوات إسرائيلية انتقامية'.
في هذا السياق، جاء حدث رفع العلم الفلسطيني، أمس، فوق مبنى الكابتول، مقر بلدية روما، ليعكس جانبا رمزيا مهما من التحول الغربي لصالح فلسطين.
تقول الكاتبة الصحفية في إيطاليا فاطمة الزهراء سعد الدين، 'رفع العلم الفلسطيني فوق الكابيتول يحمل رمزية سياسية كبيرة، كونه مقرا سياديا محليا يمثل بلدية العاصمة'.
القرار جاء بدعم من عدة أحزاب (الحزب الديمقراطي، حركة خمس نجوم، أحزاب يسارية بيئية)، مما يمنحه شرعية مؤسساتية قوية، وفق الكاتبة الصحفية.
وتؤكد سعد الدين في حديثها لـ'فلسطين أون لاين'، أن توقيت رفع العلم، في ظل حرب الإبادة الجماعية على غزة، جعله رسالة تضامن واضحة ودعوة للضغط على الحكومة الإيطالية لتغيير موقفها من الاحتلال.
وتضيف، 'القرار تضمن أيضا دعم أسطول الحرية، والدعوة إلى وقف التعاون مع الشركات الإسرائيلية العاملة مع البلدية. ومن ثم فإن الخطوة لا تقتصر على رفع العلم، بل هي بداية مسار سياسي على المستوى المحلي يدعم القضية الفلسطينية.
الصهيونية الجديدة إلى زوال
وقد أثار هذا الحدث استياء كبيرا في الأوساط الصهيونية داخل إيطاليا، حيث وصف فيكتور فادلون، رئيس الجالية اليهودية في روما، الخطوة بأنها، 'طعنة في قلب يهود روما واختراق خطير للدعاية المؤيدة لفلسطين داخل المجلس البلدي.'
لكن وفقا للمعطيات، فإن الرفض الصهيوني لن يوقف زخم التحولات الجارية، لا في روما، ولا في عواصم أوروبا الأخرى، التي بدأت تتحول شيئا فشيئا ضد السياسات الإسرائيلية العدوانية، تقول سعد الدين.
ويذهب شعت إلى أن التحولات الغربية لصالح فلسطين لم تعد نظرية ولا رمزية، فنحن أمام مرحلة جديدة تتشكل من اعترافات دبلوماسية، تحركات شعبية، ضغوط داخل البرلمانات، ورموز واضحة كرفع العلم الفلسطيني في قلب روما.
وبرأيه، فإن العالم يعيد ترتيب مواقفه، وفلسطين باتت قضية ضمير عالمي، والصهيونية الجديدة إلى زوال، وفلسطين إلى الحرية.

























































