اخبار فلسطين
موقع كل يوم -العهد الإخبارية
نشر بتاريخ: ٩ نيسان ٢٠٢٥
بالتزامن مع العدوان المتصاعِد على قطاع غزة، وسّع كيان الاحتلال الصهيوني عدوانه الذي سمّاه عملية 'السور الحديدي'، على الضفة الغربية المحتلة حيث شرع بعملية عسكرية واسعة في مدينة نابلس شمالي الضفة، فاقتحم مخيّم بلاطة في المدينة وأجبر عائلات على مغادرة منازلها وهدم وجرف منازل وممتلكات، في وقت يواصل فيه الاحتلال عدوانه على مدينتَي جنين وطولكرم ومخيّماتها.
وأعلن جيش الاحتلال، الأربعاء 9 نيسان/أبريل 2025، عن بدء عملية عسكرية واسعة في نابلس، حيث دفع بثلاثة كتائب إلى مخيّم بلاطة للّاجئين الواقع في شرق المدينة، وفق ما ذكرت مواقع عبرية.
واقتحم جيش الاحتلال، بعد منتصف ليل الثلاثاء بعدد كبير من الآليات المخيّم الذي يعيش فيه أكثر من 25 ألف فلسطيني، وأطلقت قواته الرصاص نحو الفلسطينيين واستولت على منازل ونشرت قنّاصة على أسطحها، ثم شرعت في عملية مطاردة وتفتيش للسكان، وفرضت حظر تَجوال.
وقال مدير الإسعاف في الهلال الأحمر الفلسطيني في نابلس إنّ 'الفلسطينيين يضطرون إلى النزوح من مخيّم بلاطة تحت التهديد، وتعامَلنا مع مجموعة من الإصابات نتيجة الضربة'، مؤكّدًا وجود جريحَين برصاص الاحتلال هما فتى وطفل تم نقلهما إلى المستشفى.
وأجبر الاحتلال عشرات العائلات الفلسطينية على مغادرة منازلها بالقوة والخروج من المخيّم، ونفّذت قواته عمليات تفتيش داخل المنازل وعبثت بمحتوياتها، واعتقلت، حتى مساء الأربعاء، أكثر من 30 شابًا وأخضعتهم للتحقيق الميداني، ثم أفرجت عن بعضهم لاحقًا.
وانتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي مقاطع مصوَّرة لعائلات تخرج من المخيم، وسط شلل كامل في القطاعات الحيوية في نابلس جرّاء العدوان، وتَوقُّف التعليم في مدارس المخيم والمدارس المُقامَة في محيطه.
وفي المقابل، أعلنت سرايا القدس - كتيبة نابلس التابعة لحركة الجهاد الإسلامي عن تفجيرها عبوة ناسفة بآلية لجيش الاحتلال في محور المدارس في مخيّم بلاطة. وقالت، في بيان،: 'نواصل التصدّي لاقتحام قوات العدو في محاور عدّة بحسب متطلّبات الميدان وظروفه'.
العدوان على جنين وطولكرم
وواصل جيش الاحتلال عدوانه على جنين وطولكرم في الضفة الغربية، واقتحمت قواته، مساء الأربعاء، قرية فحمة في جنوب غرب جنين وأطلقت قنابل إضاءة في أجوائها، بعدما اقتحمت القوات بلدة قباطية في جنوب جنين وانتشرت في شوارعها لبعض الوقت قبل أنْ تنسحب، حسب ما قالت مصادر محلية.
وكثّف الاحتلال عمليات التجريف والهدم والسيطرة على مخيّم جنين لليوم الـ79 على التوالي، وتحويله إلى كومة ركام كبيرة. وقال مسؤولون فلسطينيون في جنين إنّ الوضع الإنساني يزداد سوءًا لنحو 21 ألف نازح هجَّرهم الاحتلال قسرًا من منازلهم في المخيّم.
وفي السياق نفسه، ذكرت اللجنة الإعلامية في طولكرم، في بيان، أنّ 'قوات الاحتلال تواصل دفع تعزيزات عسكرية ومدرّعات إلى مدينة ومخيم جنين، عبر حاجز الجلمة العسكري المُقام في شمال شرق جنين، بالإضافة إلى إدخال جرّافات ثقيلة ونشر قوات مشاة في منطقتي الغبز ومحيط واد برقين'.
وأشارت اللجنة إلى أنّ 'الاحتلال دمّر 396 منزلًا بشكل كلّي، و2573 منزلًا بشكل جزئي في مخيّمَي طولكرم ونور شمس، إضافة إلى إغلاق مداخلهما وأزقّتهما بالسواتر الترابية'.
وبحسب اللجنة، فقد أسفر العدوان حتى الآن عن استشهاد 38 فلسطينيًا. ونزح من مخيَّمَي جنين ونور شمس، الواقع في شرق طولكرم، ما لا يقل عن 4000 عائلة.
وفي طولكرم، واصل الاحتلال هدم ونسف وتجريف منازل الفلسطينيين في مخيم المدينة، وأقام بوابة حديديّة عند المدخل الرئيس لبلدة رامين في شرقها.
وذكرت وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية 'وفا' أنّ قوات الاحتلال اقتحمت بلدة سعير في شمال شرق الخليل في الضفة الغربية، وانتشرت في منطقة وادي خنيس واقتحمت منزلًا فيها، كما نصبت حاجزًا عسكريًا عند مدخل قرية خرسا جنوبًا، ومنعت تنقّل الفلسطينيين.
ويهدف العدوان على مدن ومخيّمات الضفة إلى تدمير واسع للبنية التحتيّة والمنازل فيها، وإنهاء وجود المخيّمات وتحويلها إلى أحياء تابعة للمُدن بعد هدم معظم منازلها وتهجير أهلها.
وأسفر هذا العدوان عن استشهاد عشرات الفلسطينيين، بالإضافة إلى إصابة واعتقال المئات، ونزوح قسري للآلاف من منازلهم، بحسب موقع 'قدس برس'.
ويأتي ذلك بينما يواصل الاحتلال عدوانه على قطاع غزة الذي استأنفه يوم 18 آذار/مارس 2025، وارتكب فيه، اليوم الأربعاء، مجزرة جديدة في حي الشجاعية في شرق مدينة غزة، بقصفه منازل، مما خلّف أكثر من 30 شهيدًا بينهم 8 أطفال. وبذلك، ترتفع حصيلة الشهداء والجرحى جرّاء العدوان الذي بدأه الاحتلال على القطاع في تشرين أول/أكتوبر 2023 إلى 50 ألفًا و846 شهيدًا و115 ألفًا و729 جريحًا، طبقًا لما أعلنت عنه وزارة الصحة في غزة.