اخبار فلسطين
موقع كل يوم -وكـالـة مـعـا الاخـبـارية
نشر بتاريخ: ٢٧ نيسان ٢٠٢٥
معا- لا يزال الذهب يفاجئ الكثيرين في عام 2025 باستمراره في تسجيل أرقام قياسية جديدة، فقد استطاع المعدن الأصفر الوصول إلى مستوي قياسي جديد يوم الجمعه الماضية (11 أبريل) متخطيًا مستوي 3200 دولار مع تصاعد التوترات التجارية بين الولايات المتحدة والصين وتزايد المخاوف بالركود الاقتصادي، حيث رفع الرئيس الأمريكي 'دونالد ترامب' الرسوم الجمركية على الواردات الصينية وردت الصين برفع الرسوم الجمركية هي الأخري، كما عززت توقعات خفض أسعار الفائدة من قِبَل الاحتياطي الفيدرالي وعدم الاستقرار الجيوسياسي أسعار الذهب.
وقد حقق المعدن الأصفر مكاسب أسبوعية تخطت 5% في الأسبوع المنتهي في 11 أبريل في بورصة الذهب مباشر وارتفع منذ بداية هذا العام بأكثر من 21%، حيث يُنظر إليه تقليديًا على أنه وسيلة تحوط ضد عدم اليقين السياسي والاقتصادي والتضخم.
مخاوف الحرب التجارية تدفع الطلب على الملاذ الآمن
بدأت أسعار الذهب في استعادة مكاسبها مع إقبال المستثمرين على الملاذ الآمن عقب تطبيق الرئيس 'دونالد ترامب' للرسوم الجمركية 'التبادلية'، وتعززت جاذبية المعدن النفيس بضعف الدولار الأمريكي وتزايد التوقعات بخفض البنك الاحتياطي الفيدرالي لأسعار الفائدة في عام 2025.
رفعت الصين الرسوم الجمركية على الواردات الأمريكية إلى 125% في مواجهة رسوم واشنطن المجمعة البالغة 145%، والتي تتكون من رسوم جمركية انتقامية بنسبة 125% بالإضافة إلى غرامة مرتبطة بالفنتانيل بنسبة 20%، وقد أدت حدة المواجهة إلى هروب رؤوس الأموال من الأصول الخطرة، وكما وصف الخبراء، فإن الذهب هو 'الأصل الآمن المفضل في عالم انقلبت فيه الحرب التجارية لترامب رأسًا على عقب'.
وأشار محللو السوق إلى أن 'المخاوف من تداعيات الحرب التجارية تُلقى بثقلها علي آفاق الاقتصاد الأمريكى، وبدأ المشاركون فى السوق فى احتساب عدد مرات تخفيضات البنك الاحتياطي الفيدرالي لأسعار الفائدة هذا العام'، مُسلطين الضوء على العوامل التي تدعم مسار الذهب الصعودي.
ضعف الدولار يزيد من جاذبية الذهب
يُسهم ضعف مؤشر الدولار الأمريكي في جعل الذهب المُقوّم بالدولار أكثر سهولةً للمشترين الذين يستخدمون عملات أخرى، وقد شكّلت هذه العلاقة بين ضعف الدولار وقوة الذهب نمطًا ثابتًا في سوق المعادن الثمينة.
انخفض مؤشر الدولار الأمريكي في الأسبوع الماضي بنسبة 0.9% ليصل إلى 99.95 نقطة وهو أدنى مستوى له منذ عام 2022، مواصلًا انخفاضه منذ بداية العام إلى ما يقرب من 8%، يدعم ضعف الدولار الذهب من ناحيتين: من خلال خفض تكلفته للمشترين الأجانب، ومن خلال الإشارة إلى مخاوف أوسع نطاقًا بشأن القيادة الاقتصادية الأمريكية، وقد قارن الخبراء مدي تآكل الثقة بأزمة ما بعد معيار الذهب عام 1971 مؤكدين عمق هذا التحول.
ومع تصاعد التوترات الدولية ومواجهة الدولار للضغوط، يزداد جاذبية الذهب للمستثمرين العالميين الباحثين عن الاستقرار في أوقات عدم اليقين.
تدفقات صناديق الاستثمار المتداولة (ETFs) تشير إلى ثقة مؤسسية قوية
وفقًا لبيانات مجلس الذهب العالمى، سجّلت صناديق الاستثمار المتداولة المقومة بالذهب أكبر تدفق فصلي لها فى ثلاث سنوات في الفترة ما بين يناير إلي مارس 2025، ويوفر هذا الاستثمار المؤسسي الكبير أساسًا متينًا لاستمرار ارتفاع الأسعار.
يُشكّل مزيج طلب الأفراد والمؤسسات زخمًا قويًا لأسعار الذهب، حيث يتحرك كلا القطاعين من السوق في نفس الاتجاه.
سوق السندات يُرسل إشارات مُقلقة
تعرضت سندات الخزانة الأمريكية أيضًا لضغوط، حيث ارتفعت عوائد سندات العشر سنوات بمقدار 50 نقطة أساس لتصل إلى 4.49% وعوائد سندات الثلاثين عامًا بمقدار 48 نقطة أساس لتصل إلى 4.87%، مسجلةً بذلك أكبر مكاسب أسبوعية لها منذ عقود، يشير هذا المزيج النادر من ارتفاع العوائد وانخفاض قيمة الدولار إلى إعادة تقييم أعمق من قِبَل المستثمرين للأصول الأمريكية، وأشار 'جورج سارافيلوس' من دويتشه بنك إلى 'عملية سريعة لإلغاء الدولرة' في ظل بحث البنوك المركزية والمؤسسات عن بدائل.
توقعات خفض أسعار الفائدة من قِبَل الاحتياطي الفيدرالي تُعزز التوقعات الصعودية
في حين انخفضت أسعار المنتجين في مارس بنسبة 0.4% يتوقع المتداولون أن تدفع الرسوم الجمركية التضخم إلى الارتفاع في الأشهر المقبلة، وتتوقع الأسواق الآن تخفيضات في أسعار الفائدة من قِبَل الاحتياطي الفيدرالي بمقدار 90 نقطة أساس بحلول نهاية عام 2025، عادةً ما تدعم أسعار الفائدة المنخفضة الذهب، ومع ارتفاع مخاطر التضخم يواصل المعدن الأصفر غير المُدر للعائد جذب رؤوس الأموال الدفاعية.
توقعات المحللين ترسم صورة إيجابية لسعر الذهب في عام 2025
أصدرت المؤسسات المالية الرائدة توقعات متزايدة التفاؤل بشأن الذهب حتى نهاية العام:
• يتوقع بنك HSBC أن يبلغ متوسط سعر الذهب 3015 دولار للأونصة، مشيرًا إلى المخاطر الجيوسياسية وتوقعات أسعار الفائدة.
• يتوقع بنك أوف أمريكا أن يصل سعر الذهب إلى 3063 دولار للأونصة، مدفوعًا بهشاشة المشهد التجاري العالمي.
• يتوقع بنك ستاندرد تشارترد أن يصل سعر الذهب إلى ذروته عند 3300 دولار للأونصة في الربع الثاني من عام 2025.
• تتوقع مجموعة سيتي جروب أن يصل سعر الذهب إلى 3400 دولار خلال الأشهر الستة إلى الثمانية عشر المقبلة.
توقعات مستثمري الذهب
مع مخاوف التضخم والتوترات الجيوسياسية وتوقعات تخفيف السياسة النقدية، يوفر الذهب تنويعًا للمحافظ الاستثمارية وإمكانية ارتفاع قيمته.
ومع استمرار تطور التوترات التجارية بين الولايات المتحدة والصين وتكيف الأسواق مع بيئة التعريفات الجمركية الجديدة، قد يظل الذهب خيارًا جذابًا للمستثمرين الذين يسعون إلى الاستقرار وسط حالة عدم اليقين.