اخبار فلسطين
موقع كل يوم -فلسطين أون لاين
نشر بتاريخ: ١٧ تموز ٢٠٢٥
ما أن بدأ واشتد العدوان على غزة، بدأ الناس يفقدون أبسط الاحتياجات الضرورية للحياة (الغذاء، الماء، الكساء، الدواء)؛ لأن العدو أغلق المعابر، فغزة ليست دولة صناعية، فما يدخله الاحتلال لغزة قبل الحرب يُحسب بالأرقام وفق المعادلة الآتية (عدد سكان القطاع*احتياج الفرد من السلعة تقريبا*عدد أيام الشهر)، فلا يزيد عنها حتى ينفد الوقت المحدد، ليبقينا في دائرة الاحتياج.
وفي ظل العدوان وما عانيناه ولا زلنا، تقدم نفر من أولئك المبادرين الذين حملوا على عاتقهم مساندة الناس، في كل حي لقيادة أمر البحث عن وسائل اغاثة للناس من خلال توفير الدعم سواء من أهل الخير في الداخل أو الخارج، فكانت المبادرات الخيرية، وأهم أوجهها(التكية).
التكية فكرة اجتماعية يمارسها المسلمون وتقوم على توفير الغذاء وتوزيعه على العائلات التي لا تجد من يعينها على العيش، تقدم لهم الوجبات سواء بشكل يومي أو اسبوعي، حسب الامكانيات .
وظهرت الحاجة للتكيات في ظل العدوان، ومن أبرز التكيات في رفح هي تكية (فاستبقوا الخيرات) التابعة لتجمع مبادري رفح الذي يديره الأخ هارون المدلل، ثم تكية (الارادة) التي يديرها الأخ نضال الزاملي، وتكيات اخرى يديرها الشيخ هاني أبو موسى، وتكية تديرها لجنة حي تل السلطان بإدارة رئيس اللجنة المهندس محمد الشريف..
لم تكن التكية الغذائية هي الوجه الوحيد والحصري لأعمال الخير، بل تنوعت أعمال المبادرات، فعمل كل مبادر أو مجموعة مبادرين على مسألةٍ ما، فالأخ الأستاذ محمود كلخ صاحب سلسلة مبادرات(البركة) قبل العدوان، افتتح في العدوان مدينة البركة لرعاية الأيتام، والدكتور فهمي شراب، الدكتور جميل مطاوع، الشيخ مجدي المغربي، والشيخ نظمي اللوقا، والمبادر جهاد احمد، وكثيرون لا نعلمهم الله يعلمهم
إن هذه الأعمال رغم أنها تحمل الطابع المدني الخدماتي للناس، إلا أن الاحتلال لم يتركها تؤدي رسالتها الانسانية، فاغتال المبادرين الشهيد الصحفي عادل زعرب، والدكتور أنور الغوطي، والاستاذ محمد الشريف، الشيخ عبدالله أبو جزر، والمهندس سيد قطب الحشاش، ومحمد المزين، والأستاذ ناصر نصر، والدكتور ممدوح زعرب، والمهندس رائد المزين، الشيخ نور شعت، وهذا الاغتيال يأتي في محاولة الاحتلال إغلاق نوافذ الخير التي تأتي من خلالهم لغزة.
إن الأسماء المذكورة ليست حصرية، فالمقال لا يتسع لذكر الجميع، وهؤلاء الذين نعرفهم (وآخرين من دونهم لا تعلمونهم الله يعلمهم).
يبقى القول واجبا بأن المبادرات الخيرية خدمت الشعب كثيراً، رغم ما على بعض أصحابها من سلبيات إدارية.