اخبار فلسطين
موقع كل يوم -فلسطين أون لاين
نشر بتاريخ: ١٨ تموز ٢٠٢٥
تعيش أسواق قطاع غزة أزمة اقتصادية خانقة، إذ تشهد أسعار السلع الأساسية والخضراوات ارتفاعًا جنونيًا يفوق قدرة المواطنين على التحمل. ومع استمرار الحرب وإغلاق المعابر، تسجّل الأسعار قفزات غير مسبوقة، ما ولّد حالة من الغضب والتذمر في أوساط السكان.
يقول ماهر عاشور، رب أسرة مكوّنة من ستة أفراد: 'سعر كيلو الطحين وصل إلى سبعين شيكلًا، وهذا يفوق قدرتنا على الشراء. لا نملك دخلًا ثابتًا، فحاولنا خلط الطحين بالقليل من العدس لصنع خبز يسد الرمق، لكن حتى العدس سعره مرتفع. فكّرنا باللجوء إلى الأرز، لكنه هو الآخر أصبح بعيد المنال.'
ويضيف بحرقة: 'أناشد المؤسسات الدولية والجهات الإغاثية بأن توزّع المساعدات مباشرة على الناس، فالكثير منا لا يملك ثمن ما يسدّ به جوعه.'
حاليًا، يُباع كيلو العدس بـ30 شيكلًا، وكيلو الأرز الطويل بـ80 شيكلًا.
من جانبه، نبّه المواطن سفيان عبد الهادي إلى أن أسعار الخضروات والفواكه تشهد ارتفاعًا غير مسبوق، موضحًا أن الأسواق المحلية باتت تعاني من موجة غلاء أثقلت كاهل المواطنين، لا سيّما مع دخول فصل الصيف وتزايد الإقبال على بعض الأصناف.
وقال عبد الهادي: 'فمثلًا، سعر كيلو البطاطا بلغ 50 شيكلًا، وكيلو الخيار 65 شيكلًا، أما البندورة فوصلت إلى 57 شيكلًا، والليمون غير الطازج يُباع بـ45 شيكلًا.'
وأشار إلى أن العنب والتين، وهما من الفواكه الصيفية التي يُقبل عليها الناس عادة، بلغا أسعارًا خيالية وصلت إلى 100 شيكل للكيلو الواحد، ما جعلهما خارج متناول الأسر ذات الدخل المحدود والمتوسط.
وأضاف: 'لم يعد بإمكان المواطن العادي شراء كميات كافية من الخضار والفواكه كما كان معتادًا، بل يكتفي بالضروري فقط، وهو ما يؤثر على تغذية العائلات، خاصة الأطفال.'
أما السيدة أم ياسين طه، وهي ربة منزل وأم لعدة أطفال، فقد عبّرت عن استيائها من أزمة السكر وغياب البدائل الأساسية في السوق، مؤكدة أن الأوضاع المعيشية الصعبة تؤثر بشكل مباشر على العائلات، خاصة تلك التي تفتقر إلى مصدر دخل ثابت.
وقالت: 'سعر كيلو السكر وصل إلى 220 شيكلًا، وهذا فوق طاقتنا. لم نعد قادرين على شرائه، ولا نجد في السوق أي بدائل مثل المربى أو الشوكولاتة، ولا حتى الدبس الذي سمعنا أنه دخل ضمن المساعدات، لكنه لم يصل إلينا حتى الآن.'
وأضافت بأسى: 'الأطفال بحاجة إلى طاقة ليكملوا يومهم، ليذهبوا ويلعبوا كغيرهم من الأطفال، لكننا لا نجد شيئًا نقدّمه لهم؛ لا حلوى، لا فواكه، ولا حتى ما يفرحهم.'
وأشارت إلى أن الظروف الاقتصادية الصعبة، ونقص المواد الغذائية الأساسية، قد فرضت نمط حياة قاسيًا على العائلات، وأثّرت بشكل مباشر على صحة الأطفال ونفسياتهم.
وختمت بالقول: 'كل ما نطلبه هو الحد الأدنى من مقومات الحياة. لا نبحث عن رفاهية، فقط نريد ما يسدّ رمق أطفالنا ويمنحهم بعض الفرح.'