اخبار فلسطين
موقع كل يوم -فلسطين أون لاين
نشر بتاريخ: ٢٦ تشرين الأول ٢٠٢٥
في مخيم جباليا شمال قطاع غزة وُلد وعاش، وبين أزقته كتب اسمه في سطور الرياضة، وشهدت له الميادين ببسالته في الدفاع عن مخيمه.
رحل يحيى المبحوح، القائد في كتائب القسام، شهيدًا في غارة إسرائيلية استهدفته يوم 19 أكتوبر الجاري، لكنه ترك سيرةً لا تُمحى من قلوب كل من عرفوه لاعبًا ومدربًا خلوقًا ومجاهدًا متفانيًا.
عُرف الشهيد يحيى، البالغ من العمر 40 عامًا، منذ صغره بموهبته الكروية اللافتة، إذ بزغ نجمه أولًا في بطولات المدارس والمساجد، وتألق مع فريق مسجد البشير الواقع في منطقة تل الزعتر، ثم ارتدى قميص نادي شباب جباليا ولعب في مركز المدافع الأيسر، قبل أن ينتقل إلى صفوف فريق اتحاد جباليا، الذي أصبح لاحقًا مديرًا إداريًا لفريقه الكروي ومساعدًا لمدرب الفريق.
خرج 'الكابتن يحيى' من المستطيل الأخضر، لكن ذلك لم يكن نهاية الطريق، بل كان انطلاقةً لمسارٍ جديد في ميدان آخر؛ ميدان الجهاد والمقاومة، حيث التحق بصفوف كتائب الشهيد عز الدين القسام، وارتقى فيها حتى أصبح قائدًا لكتيبة النخبة في مخيم جباليا.
يقول الكابتن أحمد عويضة، أحد المدربين البارزين في شمال غزة: 'يحيى لم يكن مجرد لاعب، بل قدوة في الأخلاق والالتزام والدين، وكان محبوبًا من الجميع، ناصحًا ومعينًا لهم'.
لم يترك يحيى ميدان الرياضة رغم انشغاله الكبير بعمله، فكان يتواجد بين الشباب، ويشاركهم اللعب، ويشجّعهم على روح التنافس والرياضة بعيدًا عن التعصّب، كما استغلها وسيلةً لجذب الشباب إلى طريق المساجد بعيدًا عن أماكن الرذيلة والهلاك.
شكل رحيل يحيى صدمة لكل من عرفه؛ فلم يكن فقط قائدًا عسكريًا، بل إنسانًا قريبًا من الجميع، يبثّ الأمل رغم الألم.
في يوم وداعه، خيّم الحزن على جباليا، لكن سيرته بقيت تحكي عن رجلٍ عاش متألقًا في الميدانين، وارتقى شهيدًا وفيًّا لقضيته، تاركًا خلفه رجالًا دربهم قائدهم على الشجاعة في الملعب والميدان.

























































