اخبار فلسطين
موقع كل يوم -سي ان ان عربي
نشر بتاريخ: ٢٣ أيار ٢٠٢٥
(CNN)-- ينحدر يارون ليشينسكي وسارة ميلغريم من بقاع مختلفة من العالم، لكن مسارهما قادهما إلى العمل في السلك الدبلوماسي، ثم إلى السفارة الإسرائيلية في واشنطن، حيث التقيا ووقعا في الحب، قبل أن تنتهي قصة حبهما بشكل مأساوي، مساء الأربعاء، عندما أطلق مسلح النار عليهما فأرداهما قتيلين أثناء مغادرتهما فعالية في متحف العاصمة اليهودي.
نشأ ليشينسكي في ألمانيا، ثم انتقل إلى إسرائيل قبل أن يصل إلى واشنطن، حيث عمل في السفارة لأكثر من عامين بقليل، أما ميلغريم، فكانت من كانساس، وانتقلت إلى واشنطن لمتابعة دراستها العليا، بعد تطوعها في إسرائيل لمدة عام في منظمة تُعنى بالسلام والحوار، بدأت العمل في السفارة بواشنطن بعد وقت قصير من هجمات حماس على إسرائيل في 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023.
وكانت علاقتهما الناشئة معروفة جيدًا في السفارة، حيث التقيا، وفقًا لمسؤول إسرائيلي لشبكة CNN. وكثيرًا ما كانا يتناولان الغداء معًا، مضيفا: 'كانت قصة حب رائعة.. أشبه بملصق لفيلم رومانسي كوميدي على نتفليكس'.
كان ليشينسكي، البالغ من العمر 30 عامًا، يخطط لطلب يد ميلغريم، البالغة من العمر 26 عامًا، في القدس خلال رحلة قادمة، وقال المسؤول الإسرائيلي إن ميلغريم لم تقابل عائلة ليشينسكي في إسرائيل بعد، وأنهما يخططان للسفر إلى إسرائيل حتى تتمكن من مقابلتهم قبل خطوبتهما.
وقال سفير إسرائيل لدى الولايات المتحدة، يحيئيل ليتر: 'اشترى الشاب خاتمًا هذا الأسبوع بنية طلب يد صديقته الأسبوع المقبل في القدس، لقد كانا ثنائيًا رائعًا'.
عمل ليشينسكي في القسم السياسي بالسفارة، بينما ساعدت ميلغريم في تنسيق مجموعة متنوعة من الرحلات إلى إسرائيل، بما في ذلك رحلات لمجموعات سياسية ودينية ومجموعات أخرى مثل الزائرين الذين يدرسون تغير المناخ.
وقال أصدقاء وزملاء ليشينسكي وميلغريم إنهما كانا مخلصين للدبلوماسية وعملية السلام في إسرائيل، وقد استضافت اللجنة اليهودية الأمريكية للمهنيين الشباب الفعالية التي حضراها، الأربعاء، ونُظمت لمناقشة كيفية تعاون المنظمات متعددة الأديان لتقديم المساعدات الإنسانية إلى المناطق التي مزقتها الحرب مثل غزة.
وصرح الرئيس التنفيذي للجنة اليهودية الأمريكية، تيد دويتش، في برنامج 'هذا الصباح' على قناة CNN، الخميس: 'كانت سارة منخرطة بعمق في عمل اللجنة، لقد سافرت معها، لقد اهتمت بشدة بعملنا في المجال الدبلوماسي، وكانت تربطها ويارون علاقة رائعة.. إنها مأساة بالغة الأهمية أن يُسلب منا هذان الشابان الرائعان'.
من ألمانيا إلى إسرائيل
كان ليشينسكي يحلم بأن يصبح دبلوماسيًا بعد دراسته في الجامعة العبرية في القدس، وفقًا لأستاذه السابق، نسيم أوتمازغين، عميد كلية العلوم الإنسانية في الجامعة، حيث قال: 'كان يارون طالبًا متميزًا وشخصًا رائعًا، كان حلمه أن يصبح دبلوماسيًا، في الواقع، كان قد بدأ للتو مسيرته المهنية الجديدة كدبلوماسي، وقُتل'، لافتا إلى أن ليشينسكي 'أصبح إسرائيليًا' حقًا بعد انتقاله من ألمانيا.. أعتقد أنه يرمز، من نواحٍ عديدة، إلى أمل إسرائيل'، شبابٌ مثاليون يسافرون إلى الخارج، ويدرسون ثقافاتٍ مختلفة، ويسعون لخدمة وطنهم، لذا، فهي ليست مأساةً شخصيةً فحسب، بل هي أيضًا مأساةٌ عامة.
وأضاف، كان 'طالبًا متفوقًا' و'متفانٍ للغاية'، ويتذكر حصوله على درجة كاملة في ندوة الشرف، وهو دليل على مدى اجتهاده، تخرج بشهادة في العلاقات الدولية والدراسات الآسيوية.
وصرح وزير الخارجية الألماني، يوهان فادفول، للمشرعين في البوندستاغ، الخميس، أن ليشينسكي يحمل الجنسيتين الألمانية والإسرائيلية.
ووفقًا لمسؤول إسرائيلي، فإن ليشينسكي من أم مسيحية وأب يهودي.
وقال مُعلّم التربية البدنية في المدرسة الثانوية لليشينسكي، يوروم مناحيم، إنه التحق بمدرسة ماي بويار الثانوية في القدس بعد هجرته مع عائلته إلى إسرائيل في سن المراهقة، وأضاف أن ليشينسكي كان رجلاً قليل الكلام في ذلك الوقت، إذ لم يكن مُلِمًّا باللغة العبرية بعد، لكن شخصيته كانت بارزة بالفعل، لافتا بالقول: 'أتذكر أن شخصيته كانت مميزة للغاية. كان يارون طالبًا رائعًا'.
'جاءت إلى هنا لتعزيز السلام'
ميلغريم، التي نشأت في أوفرلاند بارك بولاية كانساس، كانت ناشطة في المجتمع اليهودي بجامعة كانساس، حيث عملت في مجلس إدارة منظمة 'هيليل' الطلابية اليهودية التابعة للجامعة، وتعرضت لمعاداة السامية في سن مبكرة، عندما رُسمت صلبان معقوفة على أحد مباني مدرستها الثانوية عام 2017، وصرحت لقناة KSHB التلفزيونية المحلية: 'من الجهل بمكان أن يُذكر رمز كهذا، فهو يُسبب كل هذا الألم للناس'.
وقال المدير التنفيذي لمنظمة 'هيليل' بجامعة كانساس، إيثان هيلفاند، إنها تُولي أولويةً قصوى لجعل تحسين وضع المجتمع اليهودي جزءًا من حياتها، مضيفا: 'أخبرني أحد أعضاء هيئة التدريس السابقين في جامعة كانساس هيليل أنه يتذكر بوضوح محادثةً حول حماية البيئة، وكيف أرادت قضاء جزء من حياتها في العمل على حماية البيئة في إسرائيل، وأن هذه القضية كانت تلقى صدىً عميقًا لديها.. ثم فعلت ذلك. ذهبت وأمضت وقتًا في إسرائيل'.
بعد تخرجها من الجامعة، انتقلت ميلغريم إلى واشنطن للدراسة في الجامعة الأمريكية، حيث حصلت على درجة الماجستير في الشؤون الدولية ودرجة في الموارد الطبيعية والتنمية المستدامة، بشهادة مشتركة من الجامعة الأمريكية وجامعة السلام.
وخلال دراستها، عملت كمتطوعة لمدة عام في إسرائيل كمتدربة في منظمة Tech2Peace، وهي منظمة تُشجع الحوار ومبادرات السلام في قطاع التكنولوجيا في إسرائيل، وقال زملاؤها إنها تبنت رسالة المنظمة، حيث يجتمع الإسرائيليون والفلسطينيون لمناقشة التكنولوجيا، وكذلك لمناقشة الصراع، وبعد عام من التطوع، عادت لكتابة مشروع الماجستير الخاص بها حول البرنامج والمشاركين فيه.
ويقول عدنان جابر وميشال غرينفيلد، الزوجان اللذان عملا مع ميلغريم في منظمة Tech2Peace، إنهما يتذكران تعاطفها وشغفها بمهمة المنظمة، ويتذكر جابر، وهو فلسطيني إسرائيلي من القدس، رحلاته معها في إطار الندوات، وجلساتها في 'محادثات شاقة بين الفلسطينيين والإسرائيليين'.
وكتبت ميلغريم على موقعها على 'لينكد إن' أن العمل في Tech2Peace كان 'تجربة مهنية غيّرت حياتها'، وبعد عودتها إلى واشنطن، حصلت على وظيفة في السفارة الإسرائيلية، بعد وقت قصير من هجمات 7 أكتوبر.
وكتبت الرئيسة التنفيذية لمنظمة النساء اليهوديات الدولية، ميريديث جاكوبس، في رسالة بريد إلكتروني إلى أعضاء منظمتها، الخميس، أنها التقت بميلغريم لأن دورها في السفارة كان يشمل التواصل مع المنظمات اليهودية.
وقالت جاكوبس إن ميلغريم أخبرتها أنها فقدت أصدقاء عندما انضمت إلى السفارة بسبب دعمها لإسرائيل.
وكتبت جاكوبس: 'نظرت إلى الشابة الجميلة التي تجلس أمامي على الطاولة. شجعتها على الانضمام إلى شبكة تأثير الشابات التابعة لمنظمة النساء اليهوديات الدولية - ليس لأنني كنت أحاول زيادة عدد أعضائنا، ولكن لأنني أردت مساعدتها في إيجاد مجتمع مع نساء شابات أخريات لامعات وطموحات يهتممن أيضًا بإسرائيل بشدة'.
وأضافت: 'أجد بعض الراحة في أنه خلال 19 شهرًا منذ أن تناولنا القهوة، وجدت سارة أصدقاء ومجتمعًا'. بل أكثر من ذلك، وجدت الحب، لقد فقد العالم الحياة التي كانت ستعيشها هي ويارون، والفرق الذي أعرف أنهما كانا سيُحدثانه.