اخبار فلسطين
موقع كل يوم -فلسطين أون لاين
نشر بتاريخ: ٢٩ حزيران ٢٠٢٥
يوم شعر العدو الإسرائيلي أن انتفاضة الحجارة 1987 انتقلت من حمل الحجر إلى حمل السلاح، وبدأ شباب الانتفاضة يوجهون الضربات العسكرية المؤلمة للجيش الإسرائيلي، ولاسيما على أرض غزة، تعمد العدو أن ينشر الفوضى، وأن يزرع في صفوف الشعب الفلسطيني من يدعي المقاومة، ويدعي الحرص السياسي على مستقبل الشعب الفلسطيني، وراح هذا البعض يبث الرعب والذعر في صفوف المواطنين، وصار الملثم الذي كان يمثل القدوة للشهامة والتضحية، صار نموذجاً للسطو والعربدة والاعتداء على الممتلكات العامة، وأعراض المواطنين، حتى سئم الناس الانتفاضة، وملوا الثورة، وكرهوا أوضاعهم الصعبة، وراحوا يتمنون أي حلول سياسية تخرجهم من اليم المالح، يم الانفلات الأمني، وانعدام الثقة بالمستقبل، وضياع الأمل بأيام تطفح رعباً، وفزعاً داخلياً.
نحن اليوم في غزة نقترب من حالة شبيهة بحال غزة والضفة الغربية عشية التوقيع على اتفاقية أوسلو 1993، والتي مثلت بالنسبة للناس مخرجاً لحالة الانفلات التي اشتكى منها المجتمع، لذلك أجزم اليوم بأن ما تعيشه غزة في هذه الأيام من انفلات أمني، واعتداء على المستشفيات، وسرقة شاحنات المساعدات، واستعراض بعض العائلات لسلاحهم، وقدراتهم، سواء كان ذلك في منطقة الوسطى، أو في خان يونس، كل ذلك بمثابة رسائل إسرائيلية إلى أهل غزة، بأن صمودكم وصبركم وتضحياتكم، لن تثمر لكم نصراً، ولن ترتقي بحالكم إلى الأفضل، وأن ما ينتظركم من انفلات أمني داخلي لهو أصعب عليكم من قصف الطائرات الإسرائيلية ومن حرب الإبادة الجماعية.
العدو الإسرائيلي الذي يحاصر غزة يتعمد تشجيع السرقة والسطو وقطع الطرق والاعتداء على المؤسسات، وكل ذلك بهدف الضغط على المفاوض الفلسطيني، فحالة الانفلات الأمني الداخلي أشد قسوة ووحشية على الناس من القصف الإسرائيلي.
وفي مثل هذه الحالة من الانفلات المتعمد الذي يرعاه العدو الإسرائيلي، لا مناص أمام المقاومة الفلسطينية بكل تنظيماتها وفصائلها إلا الضرب بيد من حديد على كل مخترق للقانون، ومتجاوز للأعراف المجتمعية، وأزعم أن القسوة والشدة هي الرادع الحقيقي لكل اعتداء على الممتلكات العامة، ولعل لغة الشارع في هذه الأيام تساند صاحب القرار، وقد بدأ المجتمع في غزة ينادي بصوت مرتفع: أين أنتم يا حماس؟ أين رجال المقاومة، الأمن في غزة أهم من الطعام! نتمنى عودة حماس قوية وقادرة كي تضبط الأمن، وصار البعض يقول: يا ويلنا بعد حركة حماس، ويكفي أن حركة حماس ضبطت الأمن، وحطمت جبروت الانفلات الأمني لعشرات السنين.
القوة الميدانية الرادعة للانفلات الأمني بحاجة إلى وقف إطلاق النار، وبحاجة إلى فترة هدوء في غزة، يتمكن خلالها المجتمع من التقاط الأنفاس، وإعادة ترتيب البيت الداخلي، بما يؤهله للمزيد من الصبر والصمود.فاي