اخبار فلسطين
موقع كل يوم -سما الإخبارية
نشر بتاريخ: ٢٥ حزيران ٢٠٢٥
بالرغم من عدم وجود أي إعلان من قبل وسطاء التهدئة، أو حركة المقاومة الفلسطينية “حماس” والحكومة الإسرائيلية، عن موعد رسمي لعقد جولة مفوضات “غير مباشرة” تبحث التهدئة، إلا أن هناك توقعات قوية بعقد هذه الجولة في القريب العاجل، يجري خلالها بحث مقترح جديد، يشمل عقد تهدئة تدوم لشهرين، يجري خلالها الاتفاق على ترتيبات التهدئة الدائمة، وذلك بعد إعلان الوسيط الأمريكي تقليص الخلافات بين الطرفين.
وحسب المعلومات المتوفرة، فإن مقترحا قدم مؤخرا من الجانب الأمريكي إلى كل من مصر وقطر، الدول المحورية في وساطة التهدئة، واللتان نقلتاه إلى حركة حماس، خلال نقاشات تمت في القاهرة والدوحة، من أجل تجاوز الخلافات التي كانت قائمة حول المقترح السابق.
مقترح جديد
ويدور الحديث حسب مصدر مطلع في أحد الفصائل الفلسطينية، بأن المقترح يشمل تهدئة مقترنة بوقف محدد كما المرة السابقة، يتخللها عقد صفقة تبادل أسرى، تطلق خلالها حركة حماس عددا من الجنود الإسرائيليين الأسرى لديها، مقابل إطلاق إسرائيل سراح عشرات الأسرى الفلسطينيين، على أن تتم العملية على عدة مراحل، كما تشمل رفع الحصار المشدد عن غزة، والسماح بتدفق المساعدات الإنسانية، وانسحاب الجيش الإسرائيلي من مناطق التوغل.
كذلك يشمل المقترح الجديد، حسب المصدر الذي تطلع حركة حماس فصيله على سير العملية، عقد جولات تفاوض “غير مباشرة” خلال مدة التهدئة المقترحة، للاتفاق على ترتيبات إنهاء الحرب بشكل كامل، وبتعهد أمريكي يضمن عدم عودة التصعيد الحربي من جديد.
وفي هذا السياق، نقل عن القيادي في حماس طاهر النونو، القول إن الاتصالات بين الوسطاء والحركة تكثفت بشأن التوصل إلى اتفاق لإنهاء الحرب وتبادل الأسرى، متّهمًا إسرائيل بـ”مواصلة التلكؤ”.
وقال ” اتصاﻻتنا مع الإخوة الوسطاء في مصر وقطر لم تتوقف وتكثفت في الساعات الأخيرة”، وتابع “حماس ترحب بأي جهود صادقة لوقف الحرب والتوصل إلى اتفاق”.
وأكد أن حماس تريد اتفاقًا “على قاعدة صفقة شاملة تحقق وقفًا دائمًا للحرب والانسحاب العسكري الإسرائيلي الكامل من قطاع غزة وإدخال المساعدات وصفقة تبادل أسرى”.
وفي دلالة على ذلك، كان الشيخ محمد بن عبد الرحمن بن جاسم آل ثاني رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية، قال إن مساعي بلاده ومصر والولايات المتحدة مستمرة للوصول إلى وقف لإطلاق النار في أسرع وقت ممكن، وأضاف “نحن في مباحثات مستمرة لم تنقطع حتى في ظل الظروف الصعبة التي كانت تمر بها المنطقة، وهدفنا أن نصل إلى وقف الحرب ورفع الظلم عن أهالي قطاع غزة”.
وبدون تحديد موعد نهائي قال “نحن مستمرون في جهودنا ونبحث عن فرصة خلال اليومين المقبلين لعقد مفاوضات غير مباشرة بين الطرفين (إسرائيل وحماس) للوصول إلى اتفاق”، وطالب الجانب الإسرائيلي بعدم استغلال وقف إطلاق النار مع إيران للاستمرار في قصف غزة، كما طالب المجتمع الدولي بممارسة الضغط على إسرائيل من أجل وقف إطلاق النار.
وفي هذا السياق، كشف بشارة بحبح الوسيط الأمريكي الذي قابل حركة حماس بطلب من إدارة الرئيس دونالد ترمب، عن مقترحات عدة مطروحة على الطاولة فيما يتعلق بوقف إطلاق النار في قطاع غزة.
وقال الرجل في مقابلة مع قناة “الغد”، موجها حديثه إلى سكان غزة “نحن لم ننسَكم، ولن ننساكم، ونحن جادون في العمل لإيجاد حل دائم، ووقف إطلاق النار في أسرع وقت ممكن”.
بحبح خلال تصريحاته حول ما آلت إليه مفاوضات وقف إطلاق النار في قطاع غزة، قال “هناك مقترحات عدة، منها مقترحات شاملة وأخرى جزئية، لكن الهدف الأول حاليًّا هو وقف إطلاق النار، بحيث يتم السماح بدخول المساعدات الإنسانية لجميع السكان في غزة، وإنجاز الأمور الطبية الخاصة بأهالي القطاع، وبالتالي يُسمَح بالخروج من القطاع لمن تقتضي حالاتهم ذلك”.
نقطة خلاف واحدة
وكشف بحبح أن هناك ثلاث نقاط كل طرف يأخذ نظرة مختلفة عنها، وأنه تم التوصل إلى تفاهم حول النقطتين الأولى والثانية، أما النقطة الثالثة فستتم مناقشتها “غدًا (الأربعاء) أو بعد غد (الخميس)، منوهًا بأن الحكومة المصرية وجهت دعوة إلى الإسرائيليين للقدوم إلى القاهرة، وقال “الاجتماع القادم هو الذي سيُقرر عملية وقف إطلاق النار”.
وقد أعرب الرجل عن تفاؤله، سيما بعد انتهاء الحرب بين إسرائيل وإيران، وعودة غزة إلى بؤرة التركيز مرة أخرى، حين تحدث عن الأسس التي بنى عليها تفاؤله، قال “نقاط الاختلاف بين الطرفين ليست بالكثيرة، وتابع “لا يمكن الخوض في الحديث عن نقاط الاختلاف، لكنها تتضمن جملة وإعادة صياغتها”، بحسب تعبيره.
وقال إنه في حال الاتفاق على إعادة صياغة هذه الجملة، التي قد تشمل أرقامًا، يُمكِن التوصل إلى اتفاق.
وبخصوص ما تم تداوله خلال اليومين الماضيين من أنباء حول وصول وفد من حركة حماس إلى العاصمة المصرية القاهرة، وعن تواصله المباشر مع حماس قال “التقيت الدكتور غازي حمد من حركة “حماس”، وتباحثنا بالأمور المطروحة على الطاولة، خصوصًا الأمور العالقة، وهناك تفهُّم كبير من قِبَل حماس لضرورة إيجاد حل سريع للوضع في غزة”.
وأشار إلى أنه بصفته وسيطًا غير رسمي بين الإدارة الأمريكية وحماس، يتواصل مع الإدارة الأمريكية أو المسؤولين عن الملف، وينقل إليهم الاستنتاجات التي خرج بها من لقاءاته مع قادة حماس، وأضاف “أنا أعرف أن هناك التزامًا من جانب الحكومة الأمريكية والرئيس دونالد ترامب ومبعوثه إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف بوجود حل بالنسبة لغزة ووقف إطلاق النار بالقطاع”، وقال “هم لا يريدون لحرب غزة أن تستمر، ويريدون أن يعيش شعب غزة حياة آدمية”.
وقال “ويتكوف أخبره بأن مهمته الأساسية هي وقف قتل المدنيين من الفلسطينيين والإسرائيليين”، مؤكدًا أنه بدأ بالفلسطينيين، وأنه على هذا الأساس بُنِيت علاقة الثقة بينهما، معربًا عن أمله في التوصل إلى نتائج قريبًا.
وأوضح بحبح أن الرئيس الأمريكي ملتزم بأنه خلال فترة وقف إطلاق النار إسرائيل لن تقوم بخرق الاتفاق، وقال “هذا عامل مهم جدّا”، مضيفا “على حد معرفتي، لم يحدث أي اتفاق من قبل يشمل ضمانة الرئيس الأمريكي بنفسه”.
تجدر الإشارة إلى أن تقارير عبرية كشفت أن المجلس الوزاري المصغر للشؤون السياسية والأمنية “الكابينت” ناقش ليل الثلاثاء “صفقة شاملة” مع قطاع غزة تشمل إعادة الأسرى، وهي أوسع من مخطط مبعوث الرئيس الأمريكي لمنطقة الشرق الأوسط ستيف ويتكوف الأصلي.