اخبار فلسطين
موقع كل يوم -وكالة شهاب للأنباء
نشر بتاريخ: ٢٩ تموز ٢٠٢٥
رغم امتلاكه جيشًا مدججًا بالأسلحة المتقدمة والتكنولوجيا العسكرية والنووية، لا يزال الاحتلال الإسرائيلي يُظهر توترًا ملحوظًا إزاء قوافل بحرية إنسانية صغيرة تحاول كسر الحصار المفروض على قطاع غزة.
هذه الظاهرة المثيرة للاهتمام باتت تشكل سؤالًا متكررًا في الأوساط الحقوقية والإعلامية، لماذا يخشى الاحتلال الإسرائيلي، سفنًا صغيرة محمّلة بالناشطين والمساعدات؟
في هذا السياق، قال عمر فارس، رئيس الجمعية الاجتماعية الثقافية لفلسطينيي بولندا، إن الخوف الإسرائيلي من هذه السفن يعود إلى أبعاد سياسية ورمزية وإعلامية، وليس عسكرية، معتبرًا أن الاحتلال يخوض معركة حقيقية على مستوى الصورة والرواية الدولية.
وأضاف فارس، أن 'السفن الإنسانية التي تنطلق نحو غزة ليست مجرد وسيلة لنقل مساعدات، بل هي رسائل تضامن دولية حيّة، تكسر الصمت حول معاناة الفلسطينيين وتفضح الحصار المفروض على القطاع منذ أكثر من 15 عامًا'.
وأشار إلى أن هذه السفن وإن كانت صغيرة الحجم، إلا أنها تُحدث تأثيرًا عالميًا واسعًا، 'فهي تخلق ضغطًا سياسيًا على إسرائيل وتدفع مؤسسات دولية إلى إعادة النظر في موقفها من الحصار'.
ورأى فارس أن الاعتداءات الإسرائيلية على هذه القوافل في المياه الدولية تعكس خوفًا من فقدان السيطرة على الرواية الإعلامية، خاصة أن مثل هذه الحوادث تحظى بتغطية واسعة، وتضع الاحتلال تحت مجهر الإعلام والرأي العام العالمي.
وتابع بالقول: 'الاحتلال يدرك أن الإعلام الحديث قادر على قلب الموازين، وأن صورة واحدة لناشط أعزل في سفينة إنسانية قد تساوي مئات المقالات'.
ولفت الكاتب إلى أن التعامل العنيف مع سفن مدنية في المياه الدولية لا يخلو من تبعات قانونية، قد تصل إلى الإدانة أمام منظمات حقوق الإنسان ومؤسسات المجتمع الدولي.
وأوضح أنه 'رغم التفوق العسكري الإسرائيلي، إلا أن الاحتلال ليس فوق القانون، وهناك قواعد دولية تحكم حركة السفن المدنية، خصوصًا تلك التي تحمل طابعًا إنسانيًا'.
وأكد فارس أن الاحتلال يتبع 'الإرهاب الرمزي'، في محاولاته منع هذه القوافل، وذلك عبر بث رسائل تحذيرية لكل من يجرؤ على تحدي الحصار، في محاولة لردع المبادرات الشعبية والدبلوماسية.
وأضاف أن ما تخشاه 'إسرائيل' حقًا هو التأثير التراكمي لهذه الرموز بحيث أن 'هذه السفن تمثل أملًا إنسانيًا، ووجودها يُعيد تعريف القضية الفلسطينية بعيدًا عن الخطابات العسكرية، لتظهر كقضية حرية وعدالة'.
وخلص فارس إلى أن الخوف الإسرائيلي ليس من الحديد أو الخشب الذي تصنع منه هذه السفن، بل من المعنى الذي تحمله، ومن قدرة هذه المبادرات البسيطة على فضح واقع الاحتلال وفتح عيون العالم على مأساة غزة.
وختم فارس بالقول: 'في عالم تهيمن عليه الصورة والرأي العام، باتت الرمزية أقوى من السلاح. سفينة صغيرة قد تكون شعلة تضيء طريقًا نحو الحرية'.