اخبار فلسطين
موقع كل يوم -فلسطين أون لاين
نشر بتاريخ: ٨ تموز ٢٠٢٥
كشف مصدر قيادي في كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، تفاصيل جديدة عن الكمين الذي نُفّذ مساء الإثنين في منطقة بيت حانون شمال قطاع غزة، والذي أسفر عن مقتل خمسة جنود إسرائيليين وإصابة 14 آخرين، في واحدة من أعقد الضربات التي تتعرض لها كتيبة 'نيتساح يهودا' منذ بدء العدوان على القطاع.
وفي تصريحات صحفية لقناة الجزيرة، قال القيادي إن الكمين تم تنفيذه 'على مراحل متعددة ومحكمة'، واستهدف قوة متعددة التشكيل تابعة لجيش الاحتلال الإسرائيلي كانت تتحرك داخل منطقة بيت حانون، مشيرًا إلى أن العملية ألحقت 'خسائر كبيرة في صفوف العدو'.
وأكد القيادي أن الكتيبة المستهدفة، المعروفة بتشكيلها من جنود من اليهود الحريديم، كانت هدفًا لعمليات سابقة للمقاومة، موضحًا أن هذا الهجوم يُعد الثالث من نوعه ضد 'نتساح يهودا' في ذات المنطقة، بعد كميني 'الزراعة' و'السكة'، اللذين وصفهما بأنهما من 'أخطر العمليات الأمنية في تاريخ الكتيبة'.
وأضاف أن المقاومة ستواصل استهداف هذه الكتيبة في حال واصلت 'إجرامها بحق أبناء شعبنا'، متوعدًا بإخراجها 'من الخدمة بالكامل'.
من جهته، أقر جيش الاحتلال الإسرائيلي بتعرض قواته إلى 'هجوم صعب جدًا' في بيت حانون، حيث فُجّرت عبوات ناسفة عن بُعد مستهدفة قوة راجلة من كتيبة نيتساح يهودا، تبعتها عمليات إطلاق نار مكثفة من كمائن مسلحة في المنطقة.
وأفادت إذاعة الجيش الإسرائيلي بأن العملية وقعت بعد الساعة العاشرة مساءً، خلال عبور القوة الراجلة منطقة سبق أن تعرّضت لقصف جوي ومدفعي مكثف خلال الأسابيع الماضية، في إطار ما وصفه الجيش بـ'التهيئة الميدانية' لعمليات التوغل.
لكن رغم ذلك، انفجرت عبوات ناسفة بدقة متناهية لحظة مرور الجنود، وأثناء عمليات الإجلاء، استُهدفت فرق الإنقاذ بعبوات إضافية ونيران مباشرة من قبل مسلحين، ما أسفر عن سقوط المزيد من الإصابات، وتحوّلت العملية إلى حالة فوضى ميدانية استدعت تدخلًا جويًا مباشرًا لإخلاء المصابين.
وأشارت الإذاعة إلى أن هذا النوع من الهجمات المركبة أصبح 'تكتيكًا متكررًا' تستخدمه المقاومة الفلسطينية، لا سيما كتائب القسام، في مواجهة القوات المتوغلة. وقد سبق أن نُفذ هجوم مماثل في خانيونس أسفر عن مقتل سبعة جنود إسرائيليين.
وبحسب مصادر عسكرية إسرائيلية، فقد استُخدمت في كمين بيت حانون أربع عبوات ناسفة متتالية: الأولى استهدفت دبابة، والثانية قوة راجلة، بينما استهدفت الثالثة والرابعة فرق إنقاذ إضافية، بالتزامن مع إطلاق نار مكثف من أسلحة خفيفة نحو الجنود المصابين.
ويقع موقع الكمين على بعد نحو 500 متر فقط من منطقة سبق أن شهدت ثلاث عمليات مماثلة خلال الأسابيع الأخيرة، ما يثير تساؤلات جدية داخل الجيش الإسرائيلي بشأن الفشل في تحييد هذه البؤر رغم القصف الجوي المكثف.
في السياق، علّق المحلل العسكري الإسرائيلي آفي أشكنازي على الحادث بالقول إن 'الجيش فشل فشلًا خطيرًا في إعداد وتجهيز القوات البرية التي تخوض المعارك على الأرض'، منتقدًا ما وصفه بـ'الإهمال في توفير المعدات والحماية للوحدات المتقدمة في القتال'.
ومنذ استئناف العدوان الإسرائيلي على غزة في 18 مارس/آذار الماضي، كثّفت المقاومة الفلسطينية من عملياتها النوعية، عبر تنفيذ سلسلة من الكمائن المحكمة التي أوقعت عشرات القتلى والجرحى في صفوف جيش الاحتلال، مستخدمة تكتيكات تعتمد على المفاجأة والتفجير المتسلسل وكمائن إطلاق النار داخل مناطق مدمّرة وصعبة الرصد.
وتعكس تفاصيل كمين بيت حانون حجم التحديات التي تواجهها القوات الإسرائيلية المتوغلة، خصوصًا في المناطق الشمالية من القطاع، في ظل تصاعد القدرات الميدانية للمقاومة واعتمادها تكتيكات معقّدة أجهضت محاولات السيطرة المتكررة من قبل الاحتلال.