اخبار فلسطين
موقع كل يوم -شبكة مصدر الإخبارية
نشر بتاريخ: ٨ تموز ٢٠٢٥
رغم إشادتهما المتبادلة بنجاح الضربات الأخيرة التي استهدفت البنية التحتية النووية الإيرانية، أظهرت لقاءات الرئيس الأميركي دونالد ترامب ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو خلافات واضحة في الرؤى بشأن الملفين الإيراني والغزي، إلى جانب تصوراتهما المختلفة لمستقبل الشرق الأوسط.
وخلال اجتماعهما الإثنين في البيت الأبيض، اتفق الزعيمان على أن الغارات التي نُفذت الشهر الماضي شكلت ضربة قوية للمشروع النووي الإيراني، غير أن دبلوماسيين أكدا أن التقديرات الاستخباراتية تشير إلى احتفاظ طهران بمخزون مخبّأ من اليورانيوم المخصب، وقدرتها التقنية على إعادة البناء، ما يعني أن ما تحقق عسكرياً لا يرقى إلى 'نصر استراتيجي دائم'.
وأوضحت مصادر مطلعة أن نتنياهو عبّر عن رفضه لأي محاولات لإحياء المفاوضات النووية مع طهران، بما فيها تلك المرتقب إطلاقها هذا الأسبوع في العاصمة النرويجية أوسلو، مؤكداً أن أي انفتاح دبلوماسي على طهران يمثل 'شريان حياة سياسيًا واقتصاديًا غير مقبول'.
ويسعى نتنياهو إلى تفكيك شامل للمنشآت النووية والصاروخية الإيرانية، ووقف تام لأي نشاط تخصيبي لليورانيوم حتى للأغراض المدنية، تحت رقابة دولية صارمة.
في المقابل، يرى ترامب أن المرحلة الحالية تتيح فرصة لفتح قناة تفاوض مباشرة مع إيران، أملاً في تحقيق إنجاز دبلوماسي تاريخي يعيد ترتيب العلاقات مع طهران، في وقت عبّر فيه عن رغبته في 'رفع العقوبات' في مرحلة لاحقة.
ويريد نتنياهو – وفق مصدر قريب من تفكيره – اعتماد سياسة عسكرية وقائية تقوم على تنفيذ ضربات دورية متواصلة لمنع إيران من استعادة قدراتها النووية، حتى لو أدى ذلك إلى زعزعة استقرار النظام الإيراني. وهو ما يتعارض مع رؤية ترامب القائمة على الضغط السياسي والدبلوماسي لتقييد البرنامج النووي الإيراني دون تغيير النظام.
الاختلاف في الرؤى يمتد كذلك إلى الموقف من قطاع غزة. ففي حين يتمسك نتنياهو بتصريحاته المتكررة حول 'القضاء التام على حماس'، يواصل ترامب الدفع نحو وقف لإطلاق النار وتثبيت هدنة طويلة المدى، في محاولة لتعزيز صورته كـ'صانع سلام عالمي'.
ويرى دبلوماسيون أن التباين في أهداف الزعيمين قد يفرز فجوة بين التهدئة المؤقتة والتسوية الدائمة، في ظل عدم وضوح معالم 'اليوم التالي للحرب' في غزة، وتباين الأولويات في ملف إيران.
وفي حين تراقب واشنطن وتل أبيب المنشآت الإيرانية بشكل مكثف تحسباً لمحاولات إعادة تأهيلها أو نقل المواد النووية، تعهد نتنياهو، قبيل زيارته إلى واشنطن، بأن إسرائيل 'ستبقى يقظة ولن تسمح لإيران بالعودة إلى حافة النووي'.
وبحسب هيئة البث الإسرائيلية 'كان 11″، من المتوقع أن يطرح نتنياهو على ترامب ما يُعرف بـ'اتفاق الإنفاذ'، والذي يتضمن خطوطاً حمراء واضحة تُحدّد متى وكيف يمكن لإسرائيل تنفيذ ضربات مستقبلية ضد منشآت نووية إيرانية، في حال استئناف طهران أنشطتها.
ورغم تقاطعهما في ضرورة منع إيران من تطوير سلاح نووي، يبقى الخلاف حول الوسائل والأولويات، ما يعكس تباينًا في استراتيجية التعامل مع إيران، ويمتد إلى ملفات الشرق الأوسط الأوسع، ومنها قطاع غزة.
اقرأ/ي أيضاً: نتنياهو يصل واشنطن تمهيداً للقاء ترامب