اخبار فلسطين
موقع كل يوم -شبكة قدس الإخبارية
نشر بتاريخ: ١٩ أيار ٢٠٢٥
رام الله - قدس الإخبارية: حذّر نادي الأسير الفلسطيني من تصاعد الجرائم الممنهجة التي يتعرض لها الأسرى داخل سجون الاحتلال، مشيرًا إلى استمرار التعذيب والتجويع والحرمان من العلاج، في ظل تدهور صحي واسع وانتشار أوبئة قاتلة أبرزها مرض الجرب (سكايبوس).
وفي إحاطة مقتضبة نشرت اليوم، أكّد النادي أن ما يرد في إفادات الأسرى من مختلف السجون يعكس واقعًا كارثيًا، موضحًا أن المرض والتراجع الصحي والتجويع المتواصل أصبحت السمات الغالبة على حياة الأسرى، وسط سياسة متعمدة من الاحتلال لترسيخ المعاناة كأداة عقاب جماعي.
وذكر التقرير أن مرض الجرب ينتشر بشكل كبير في سجن 'جانوت'، حيث يُمنع العديد من الأسرى من الزيارة بحجة المرض، بينما تستخدم إدارة السجون هذا التفشي ذريعة لفرض مزيد من العزل والتنقلات التي تساهم فعليًا في تفاقم العدوى بين الأقسام والسجون المختلفة. وأكّد الأسرى أن الأدوية والمراهم التي زُعِم تقديمها لهم لم تُحدث أي تحسن، مع استمرار سياسة حرمانهم من النظافة الشخصية، وتكرار إصابات بعضهم بالمرض لمرة ثانية.
وشملت الزيارات الأخيرة سجون: النقب، جلبوع، مجدو، جانوت، شطة، الدامون، وعوفر، وكشفت عن استمرار عمليات القمع الواسعة، خاصة في سجني جلبوع وشطة، حيث جرى اقتحام قسم (3) في جلبوع وتكبيل الأسرى والاعتداء عليهم بالضرب والغاز، وكذلك الاعتداء الوحشي في قسم (7) في شطة باستخدام وحدات 'المتسادا'.
وأشار النادي إلى أن الاعتداءات الجسدية لا تقتصر على الاقتحامات، بل باتت تمارس أيضًا خلال نقل الأسرى إلى الزيارات، كما حدث مؤخرًا في سجن النقب، حيث أفاد عدد من الأسرى بتعرضهم للضرب في طريقهم لغرفة الزيارة.
أما على صعيد التغذية، فجريمة التجويع الممنهج لا تزال مستمرة، إذ تُقدّم للأسرى وجبات هزيلة لا تسد الجوع، ما تسبب بانخفاض حاد في أوزانهم، كما وثّق عدد من الأسرى المفرج عنهم إصابتهم بأمراض مزمنة نتيجة هذا الإهمال، وصولًا إلى حالات وفاة بين الأسرى نتيجة هذا الحرمان المستمر من الغذاء والرعاية.
وأضاف نادي الأسير أن الاكتظاظ الشديد داخل الزنازين يزيد من تفشي الأمراض، حيث تحتجز بعض الزنازين أكثر من 11 أسيرًا في مساحة مخصصة لستة فقط، ما يضطر العديد منهم للنوم على الأرض ويمنعهم من الحركة داخل الزنزانة.
وأشار البيان إلى أن 69 أسيرًا استشهدوا منذ بدء الإبادة الجماعية المستمرة، في واحدة من أكثر المراحل دموية في تاريخ الحركة الأسيرة، فيما بلغ عدد الأسرى حتى بداية أيار الجاري أكثر من 10,100 أسير، دون احتساب المئات المحتجزين في معسكرات الجيش، بينهم 37 أسيرة، وأكثر من 400 طفل، و3577 معتقلًا إداريًا، و1846 مصنّفين كمقاتلين غير شرعيين.
وختم نادي الأسير بالإشارة إلى أن هذه الجرائم لم تتوقف، بل تتصاعد في وتيرتها، مؤكدًا ضرورة تحرك عاجل من المؤسسات الدولية لوقف هذا الانتهاك الجماعي المستمر، وإنقاذ حياة آلاف الأسرى المعرضين للموت البطيء خلف القضبان.
تدهور الحالة الصحية للأسير شحرور
حذّر مكتب إعلام الأسرى من التدهور الخطير في الحالة الصحية للأسير الفلسطيني القائد معمر شحرور، نتيجة ما وصفه بمحاولات اغتيال ممنهجة يتعرض لها داخل سجون الاحتلال، في إطار سياسة استهداف قادة الحركة الأسيرة.
وأفاد المكتب في بيانٍ صحفي أن الأسير شحرور، المعتقل منذ عام 2002 والمحكوم بالسجن 29 مؤبدًا و20 عامًا، يتعرض يوميًا للضرب المبرح ثماني مرات، وتقتحم الكلاب البوليسية زنزانته ثلاث مرات يوميًا وتنهش جسده، ما أدى إلى إصابات دموية مباشرة، وآلام شديدة في الكلى، وتشوهات في القدمين جراء إصابته بالروماتيزم، وسط حرمان تام من الرعاية الصحية والعلاج اللازم.
الأسير شحرور، وهو من مدينة طولكرم ويحمل درجة الماجستير في التربية والحضارة الإسلامية، يُعد من أبرز قادة الحركة الأسيرة، ويؤكد مكتب إعلام الأسرى أن استهدافه يأتي ضمن حملة ممنهجة يقودها وزراء في حكومة الاحتلال وعلى رأسهم المتطرف إيتمار بن غفير، الذي يدعو صراحة لتعذيب الأسرى وقتلهم داخل السجون.
وأشار البيان إلى أن استمرار الصمت الدولي والتقاعس في التحرك لإنقاذ الأسرى، خصوصًا القادة منهم، ينذر بكارثة إنسانية داخل السجون قد ترفع عدد شهداء الحركة الأسيرة، محملًا الاحتلال كامل المسؤولية عن حياة شحرور وسائر المعتقلين الذين يتعرضون لانتهاكات جسيمة.
ودعا مكتب إعلام الأسرى اللجنة الدولية للصليب الأحمر ومنظمات حقوق الإنسان إلى التدخل العاجل لوقف هذه الجرائم، مطالبًا جماهير الشعب الفلسطيني، خاصة في الضفة الغربية والقدس، بتكثيف فعاليات الإسناد والمناصرة لنصرة الأسرى وكشف ما يتعرضون له من تعذيب وانتهاك يومي.