صحيفة تكشف خفايا التحركات الدبلوماسية التي أفضت إلى اعتراف دول أوروبية بدولة فلسطينية

ترجمات خاصة - قدس الإخبارية: نشرت صحيفة نيويورك تايمز تقريرًا كشفت فيه خفايا التحركات الدبلوماسية التي أفضت مؤخرًا إلى اعتراف عدد من القوى الأوروبية الكبرى بدولة فلسطينية، وإعلان ألمانيا فرض حظر جزئي على تصدير السلاح إلى الاحتلال، في خطوة قالت الصحيفة إنها تعكس حالة 'الإحباط الأوروبي' من أسلوب رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو، ومن رفض الولايات المتحدة ممارسة أي ضغط جاد عليه.

ووفق التقرير، بدأت ملامح التحول في 18 تموز/يوليو عندما أعلنت حكومة الاحتلال خططًا لتوسيع الاستيطان في الضفة الغربية، أعقبها بيوم انتشار صور مأساوية من غزة تُظهر حجم المجاعة والكارثة الإنسانية هناك. 

ووصفت الصحيفة هذه التطورات بـ'الضربة المزدوجة' التي دفعت العواصم الأوروبية إلى تسريع خطواتها السياسية. وفي 23 تموز، تلقت النائبة البريطانية عن حزب العمال سارة تشامبيون اتصالًا من صديقة في غزة قالت فيه: 'عائلتي وأصدقائي ينتظرون الموت الآن'. وفي اليوم التالي، قادت تشامبيون حملة بين النواب للتوقيع على رسالة إلى رئيس الوزراء تطالبه بالاعتراف بفلسطين، لينضم إليها أكثر من 255 نائبًا، معظمهم من حزب العمال.

في اليوم ذاته، اجتمع المستشار الألماني فريدريش ميرتس بالرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في برلين، حيث أبلغه الأخير بنيته الإعلان عن الاعتراف بدولة فلسطينية خلال خطابه أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في أيلول/سبتمبر. 

وبعد يوم واحد فقط، أعلن ماكرون قراره علنًا دون إخطار مسبق لبرلين. هذه الخطوة جاءت ضمن جهد أوروبي منسق سرعان ما انضم إليه رئيس وزراء بريطانيا كير ستارمر، في ظل تنامي الاستياء الأوروبي من الموقف الأمريكي المتساهل مع الاحتلال.

وأوضحت الصحيفة أن بريطانيا كانت قد أعدّت خطة تفصيلية من ثماني نقاط على مدى أشهر، وضعها مستشار الأمن القومي لستارمر جوناثان باول، أحد مهندسي اتفاق 'الجمعة العظيمة' في إيرلندا. وقد وُزعت الخطة على الشركاء الأوروبيين في 29 تموز. 

أما على الصعيد الألماني، فقد لفت التقرير إلى أن ميرتس خرج من مكالمة مع نتنياهو في 27 تموز وهو يشعر بإحباط شديد، بعدما أصر الأخير على إنكار وجود مجاعة في غزة، وكرّر مزاعمه بأن حماس تستولي على المساعدات الإنسانية. 

وأثناء زيارة ميرتس إلى بريطانيا، علّق الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب على صور الجوع في غزة قائلًا: 'لا يمكن تزوير هذه الصور'. وبعد لقائه بستارمر في اسكتلندا، أعلن الأخير اعتراف بلاده بفلسطين، لكنه ربطه بشروط معقدة يصعب على حكومة الاحتلال القبول بها، أبرزها الالتزام بحل الدولتين.

وفي الأسبوع الأخير من تموز، ومع إعلان الاحتلال توسيع عملياته العسكرية في غزة، أعلن ميرتس فرض حظر جزئي على تصدير السلاح لـ'إسرائيل'، في خطوة أنهت عمليًا وحدة الموقف الغربي عبر الأطلسي بشأن غزة، وأثارت ردود فعل أمريكية و'إسرائيلية' غاضبة وصفت القرار بأنه 'مكافأة لحماس'.