تقرير السفير الأمريكي الجديد في أولى خطواته.. اقتحام حائط البراق ودعمه السياسات الاستيطانية

في خطوة تصعيدية، اقتحم السفير الأمريكي مايك هاكبي حائط البراق غرب المسجد الأقصى المبارك صباح أمس، في أول مهمة ينفذها قبيل تقديم أوراق اعتماده لرئيس كيان الاحتلال الإسرائيلي، ما يؤشر على سياساته الداعمة لليمين الصهيوني المتطرف.

وهاكبي المعروف بمواقفه المتطرفة من القضية الفلسطينية، ينفي الوجود التاريخي لشعب فلسطين، وداعم للسياسات الاستعمارية الاستيطانية في الضفة الغربية المحتلة التي يراها (يهودا والسامرة)، متجاوزًا بذلك مواقف جزء من اليمين الصهيوني الذي يعدها مناطق متنازع عليها.

يقول الدكتور محمد هلسة، أستاذ الشؤون الإسرائيلية في جامعة القدس، إن الإدارة الأمريكية بكل أركانها، سواء في السياسة الخارجية أو في إطار منظوماتها الأمنية والعسكرية، يقفون جميعهم على يمين الصهيونية وينادون بضرورة دعم إسرائيل دون تردد.

الأشد تطرفًا

ويؤكد هلسة لصحيفة 'فلسطين' أن هاكبي يتقدم جميع أركان إدارة ترامب بمواقفه الداعمة لإسرائيل، وعبر كثيرًا عن مواقف معادية للقضية الفلسطينية، ويزعم أنه لا يوجد شيء اسمه الضفة الغربية، إنما (يهودا والسامرة). إذا كان هذا سلوكه سابقًا، يمكننا فهم سلوكه مستقبلاً، فهو يمثل إدارته في كيان الاحتلال.

ويتابع هلسة، أن هاكبي في موقعه الدبلوماسي ليس مجرد سفير، بل تجسيد لعقيدة تقوم على الإبادة الجماعية للفلسطينيين، مع توفير حماية للمجرمين من المساءلة القضائية الدولية.

وأكد الخبير في الشؤون الإسرائيلية أن هاكبي عبر كثيرًا عن قناعاته الأيديولوجية المتطرفة التي تنفي الوجود التاريخي للشعب الفلسطيني، وهو تعبير عن التقاء رؤيته الأيديولوجية والمشروع الصهيوني الدموي الذي يرتكز على إلغاء الهوية الوطنية الفلسطينية، وعلى إنكار وجود الشعب الفلسطيني، ما يعكس تبنيًا رسميًا للأيديولوجية الصهيونية الإبادية.

تحقيق الأطماع

وبخصوص مواقفه المتعلقة بالمسجد الأقصى، يوضح هلسة أن السفير الأمريكي يتماهى مع أجندة اليمين الصهيوني، وهو يؤكد أن خزعبلات اليمين المتطرف ليست مجرد أضغاث أحلام بل هي حقائق سيسعى لترجمتها على الأرض. هذا التبني سيدفع اليمين الصهيوني لرفع سقف أطماعه وأجندته في الأقصى المبارك، وسيدخل المسجد دائرة النار والخطر الشديد.

ويشير إلى أن وجود هاكبي على رأس الدبلوماسية الأمريكية في تل أبيب سيضيف الكثير إلى تعقيد المعادلة، ولن يفتح أفقًا سياسيًا فلسطينيًا في الضفة الغربية وقطاع غزة. مشددًا أن فترة ولايته ستكون عصيبة على الحقوق الفلسطينية في كل مستوياتها.

وشدد هلسة على أن هاكبي يسبق الاحتلال في مواقفه من الأرض الفلسطينية، وهو سيدفع لتسهيل مزيد من القضم والإيذاء والسيطرة والضم للضفة الغربية، وسيعمل ليجعل كل الأطماع الصهيونية قابلة للتحقيق على الأرض خلال فترة ولاية الإدارة الأمريكية الحالية.

مئة زيارة

لم يكن السفير الأمريكي الجديد بعيدًا عن المنطقة، وهو مشارك بقوة في وضع سياسات استيطانية في الضفة الغربية، وفق المحلل السياسي سامر عنبتاوي، الذي يشير إلى قيام هاكبي بأكثر من مئة زيارة لكيان الاحتلال في سنوات قليلة، تردد خلالها على المستوطنات في الضفة المحتلة.

ويقول عنبتاوي لـ'فلسطين'، إن تعيين هاكبي هو تعبير عن مرحلة متقدمة من التحالف بين الإدارة الأمريكية والحكومة اليمنية المتطرفة والحركة الصهيونية، على أسس توسعية تعتمد فرض وقائع على الأرض لتكريس نظام استعماري احتلالي طويل الأمد.

ويبين أن وجود هاكبي يشجع وزراء اليمين المتطرف في حكومة نتنياهو، لتصليب مواقفهم وتصعيد سياساتهم ضد الشعب الفلسطيني ومقدساته، لافتًا إلى أن السفير الأمريكي يسبق وزراء اليمين في المواقف العنصرية، وهم يعتقدون أن الوقت بات مناسبًا لتصفية القضية الفلسطينية مع وجود سفير أمريكي بمثل هذه البنية الأيديولوجية.