اخبار فلسطين
موقع كل يوم -وكالة شهاب للأنباء
نشر بتاريخ: ٢٩ تموز ٢٠٢٥
أكد الكاتب والمحلل السياسي وسام عفيفة أن سماح الاحتلال الإسرائيلي بمرور جزئي للمساعدات إلى قطاع غزة لا يُمثل تحولًا إنسانيًا في سلوك الاحتلال، بل هو 'تحول تكتيكي' فرضته الضغوط الدولية المتصاعدة، بعد شهور من استخدام التجويع كسلاح رسمي ضمن ما تُعرف بخطة 'عربات جدعون'.
وأوضح عفيفة في تصريح صحفي خاص لوكالة شهاب، أن الاحتلال تبنّى منذ مارس الماضي سياسة تجويع ممنهجة عبر إغلاق المعابر ومنع الغذاء والدواء، إلى جانب تفكيك المنظومة الدولية للإغاثة، ووقف عمل 'الأونروا' والمؤسسات الإنسانية، في محاولة لفرض واقع إداري جديد عبر مؤسسة تُسمى 'مؤسسة غزة الإنسانية'، وبدعم أميركي، تمهيدًا لإقامة ما يُسمى بـ'المدينة الإنسانية' في رفح، واستكمال مشروع تهجير واسع.
وأشار إلى أن هذه السياسة قوبلت برفض دولي واسع، تُرجم بمواقف سياسية وقانونية مثل قرار هولندا إدراج الاحتلال ضمن الدول المهددة للأمن، إلى جانب مواقف حادة من الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي، وفعاليات شعبية أحرجت حكومات العالم، بما فيها تلك الحليفة لـ'إسرائيل'.
وأضاف عفيفة: 'ما يجري اليوم ليس رفعًا للحصار، بل إدارة للكارثة وفق منطق القطارة، في محاولة لشراء الصمت العالمي وتجميل صورة كيان بات في مرمى الاتهامات الأخلاقية والقانونية'.
وأكد أن الاحتلال يُحاول تحويل مشهد إسقاط فتات المساعدات من السماء إلى غطاء للجرائم المرتكبة على الأرض، متسائلًا: 'لماذا لا تُفتح المعابر بشكل دائم؟'، مشددًا على أن ما يحدث لا يعدو كونه 'مناورة للتهرب من المحاسبة، وليس خطوة لإنهاء المجاعة'.
وختم عفيفة بالقول: 'الاحتلال لن يتخلى عن سلاح التجويع، لأنه أصبح ورقة ضغط ميداني وسياسي يعتمد عليها في المفاوضات'.