اخبار فلسطين
موقع كل يوم -وكـالـة مـعـا الاخـبـارية
نشر بتاريخ: ٢٦ أب ٢٠٢٥
ما زالت الكثير من الدول تتبنى السياسات التقليدية الصارمة في محاربة التدخين، في المقابل بدأت العديد من الجمعيات الطبية والعلمية تتوجه لتبني نهجاً مغايراً يعتمد على إتباع سياسة الحد من أضرار التدخين واتاحة المجال لتشريعات تتيح إستخدام المنتجات الخالية من الدخان، على إعتبار أنها بديل أقل ضرراً للمدخنين البالغين، ويدعم أصحاب هذا الرأي موقفهم بعجز السياسات التقليدية عن تحقيق نتائج فعالة في التقليل من مخاطر التدخين، وهو ما بدأت تتبناه العديد من الجمعيات، ومنها الجمعية الإسبانية لارتفاع ضغط الدم ومخاطر الأوعية الدموية SEHLELHA.
فالسياسة التقليدية، بحسب رئيس وحدة ارتفاع ضغط الدم ومخاطر الأوعية الدموية في مستشفى جامعة سيوداد ريال، وهو أخصائي أمراض كلى، خافيير نييتو يقول، وبالرغم من كل الحملات والتحذيرات التي تطلقها في سبيل مكافحة التبغ، لم تستطع تقليص عدد المدخنين.
كما أكد نييتو بأن الوقت قد حان لتغيير النهج المتبع في التصدي للتدخين، إذ يمكن أن تشمل الاستراتيجية المقترحة إدارة المخاطر المرتبطة بالتدخين بشكل أفضل، بدلاً عن التركيز على عدد المدخنين. وينطوي ذلك على استخدام جميع الموارد المتاحة لمنع الناس من البدء في التدخين، ومساعدة المزيد من المدخنين على الإقلاع عن التدخين، وبالنسبة لأولئك الذين يستمرون في التدخين، فإن الهدف يتمحور معهم حول التقليل إلى أدنى حد من خطر الإصابة بالأمراض المرتبطة بالتدخين.
ويأتي التفسير المنطقي لدعم جمعية SEHLELHA لاستخدام السجائر الإلكترونية للأشخاص الذين لا يستطيعون الإقلاع عن التدخين، نظراً لأن السجائر التقليدية تنتج دخاناً بفعل الاحتراق، يحتوي على العديد من المواد السامة التي تسبب أمراضاً خطيرة. في المقابل، تحتوي المنتجات الخالية من الدخان مثل السجائر الإلكترونية على مركبات ضارة أقل بنسبة تصل إلى 95%، مما يجعلها أقل خطورة.
وتظهر الدراسات قصيرة المدى أن التحول إلى هذه المنتجات يقلل من التعرض للمواد السامة ويقلل من العلامات البيولوجية المرتبطة بأمراض مثل السرطان وأمراض القلب والأوعية الدموية. وتشير بعض الدراسات متوسطة المدى أيضاً إلى حدوث تحسن صحي في حالات مثل أمراض القلب ومرض الانسداد الرئوي المزمن عندما يتحول المدخنون تماماً إلى المنتجات الخالية من الدخان. ومع ذلك، لا يوجد حتى الآن دليل طويل المدى على آثارها.
وفي الحديث، دائماً ما تبرز السويد، والتي تسير على الطريق لتصبح أول دولة 'خالية من التدخين'، فقد نجحت وبعد تبنيها لسياسة الحد من المخاطر، وبشكل كبير في خفض معدلات الإصابة بسرطان الرئة، والنوبات القلبية، ومرض الانسداد الرئوي المزمن.
وفي الولايات المتحدة، تعترف إدارة الغذاء والدواء الأمريكية، بأن 'منتجات التبغ ذات المخاطر المعدلة' هي تلك التي تشكل خطراً منخفضاً، كالتبغ الرطب، أو أنها تلك التي تتيح تعرضاً أقل بكثير للمواد الضارة، كلفائف التبغ المسخن التي تنتج مواد كيميائية أقل بنسبة 95%.
يطرح العديد من المختصين تساؤلات حول مدى نجاعة السياسات التقليدية في محاربة التدخين والتي ما زالت تصر على معاملة السجائر الالكترونية والتقليدية بالمثل من حيث الضرر، وهو ما يستدعي وفقا لمؤيدي سياسة الحد من المخاطر ضرورة تنظيم منتجات إدارة مخاطر التبغ (المنتجات البديلة) على أساس ضررها المحتمل، مع وضع قواعد أكثر صرامة للمنتجات الأكثر خطورة، مما يضمن استيفائها لمعايير السلامة والجودة العالية. مع التشديد على ضرورة منع ظهور المنتجات غير المشروعة وغير الآمنة وحماية الشباب من البدء أو استخدام أي من منتجات التبغ أو النيكوتين. وينبغي أن تشمل هذه الحماية الوعي الاجتماعي، والتعليم من الأسر والمدارس، واللوائح الفعالة، مثل حظر مبيعات التبغ مدى الحياة في نيوزيلندا، والمساحات الخالية من التدخين، والتغليف البسيط، وحظر النكهات، والقيود على السجائر الإلكترونية التي تستخدم لمرة واحدة.