هل ستدفع الاضطرابات الجيوسياسية الشركات المدرجة لإعادة النظر بخططها؟

محمود جمال - مباشر: من المتوقع أن تدفع التوترات الجيوسياسية الجديدة بالبحر الأحمر المستمرة بالوقت الحالي عالمياً وإقليمياً أغلب الشركات المدرجة بالبورصات العربية لإعادة النظر ببعض خططها التشغيلية والتوسعية حال استمراره لعدة أشهر قادمة؛ بحسب محللين ماليين لـ'معلومات مباشر'.

وشهدت الأيام الماضية، تصاعدالتوترات الجيوسياسية عالمياً بين أمريكا والصين من جديد بشأن النزاع حول تايوان، بالإضافةإلى زيادتها إقليمياً لا سيما بعد قيام الولايات المتحدة وبريطانيا بعمليات عسكرية استهدفت أماكن تابعة للحوثيين في اليمن رداً على استهداف سفن تجارية تابعة أو تنقل بضائع إلى إسرائيل.

وبسبب تلك التوترات كان الهبوط هو المسيطر على أغلب أسواق المال العربية في صدارتها السوق السعودي والقطري وبورصات دبي وأبوظبي ومسقط، فيما تصدر الارتفاعات السوق المصري الذي يترقب تخفيضاً جديداً للعملة المحلية.

تأثير محدود

وبخصوص تأثير تلك التوترات على خطط الشركات المدرجة من توسعات وتوزيعات، أكدإيهاب رشاد، نائب رئيس مجلس إدارة شركة 'مباشر كابيتال هولدنج' للاستثمارات المالية، أن التأثير لايزال محدوداً مالم تمتد هذه الصراعات لفترة أطول ولا سيما مع وجود شركات عملاقةيدعمها اقتصاد نفطي وغير نفطي قوي وسيولة تجعلها تتكيف مع تلك الاضطرابات.

زيادة ضغوط

وتعليقاً على ذلك، قال محمد الشربيني مدير الاستثمار بشركة إن آي كابيتال القابضة، لـ'معلومات مباشر'، إن التوترات الجيوسياسية تلقي بظلالها على حركة التجارة الدولية مما يزيد من تكاليف الشحن والتأمين على ناقلات الحاويات والغاز الطبيعي.

وأكد أن ذلك سيكون له تأثير مباشر وغير مباشر على خطط الإنتاج وزيادة الضغوط على رأس المال العامل للشركات.

وأشار إلى أنه بالرغم من ذلك سيرتبط هذا بالمرونة السعرية للمنتجات النهائية وقدرتها على تحمل التكاليف المرتفعة ونقلها سواء كلها أو جزء منها للمستهلك النهائي مما يضغط بشكل كبير على مستويات الأسعار في النهاية.

من جانبه، يرى الدكتور حسام الغايش خبير أسواق المال ودراسات الجدوى الاقتصادية، إن التقارير الاقتصادية بشأن الوضع العالمي تشير إلى أن الكيانات الكبرى المدرجة في ظل تلك التوترات عليها تقليص النفقات والبحث عن سبل للإيرادات جديدة مثل الدخول في أنشطة فرعية لا تتعلق بالتأثر المباشر بتلك الأوضاع الجيوسياسية.

صعود بلا توقف

بدوره، أشار محمود عطا المدير التنفيذي لشركة صك لتداول الأوراق المالية، إن التأثير سيكون مختلفاً بالنسبة للشركات بالبورصة المصرية؛ لأن تلك التوترات بالفعل لم توقف وتيرة الصعود المبنية على التوقعات باستمرار خفض الجنيه وإعادة تقييم الأصول بأعلى من مستوياتها الحالية.

باسم أحمد مدير إدارة العملاء الأفراد بشركة نعيم للوساطة في الأوراق المالية، أكد أن التوترات الجيوسياسية ستؤثر في التوسعات الخاصة بالشركات والدول بشكل كبير، لكن انخفاض أسعار الجنيه المصري بوتيرة سريعة يجعل التوسعات والخطط المستقبلية تنفذ بشكل أسرع.

مواجهة صدمات

بدورها، أكدت حنان رمسيس، عضو مجلس إدارة شركة الحرية لتداول الأوراق المالية، لـ'معلومات مباشر'، إن التوترات الجيوسياسية ستدفع الشركات المدرجة لإعادة النظر في خطط التوسع إذا طال الصراع لفترة أطول، مشيرةًإلى أن المخاوف من التضخم والمخاوف من تقلص النشاط بسبب الركود سيدفعها للبحث عن كيانات اقتصادية لديها ثقل اقتصادي وأسواق مضمونة للاندماج.

وأوضحت أن تلك الكيانات لديها قدرة على مواجهة الصدمات ولديها قدرة على تحويل الأزمات إلى مكاسب من خلال تطوير منتجاتها، والدخول في مجالات جديدة تواكب المرحلة.

للتداول والاستثمار في البورصات الخليجيةاضغط هنا

تابعوا آخر أخبار البورصة والاقتصاد عبر قناتنا على تليجرام