اخبار لبنان
موقع كل يوم -ام تي في
نشر بتاريخ: ٣ حزيران ٢٠٢٥
يشارك وزير المالية ياسين جابر في اجتماعات مركز المساعدة التقنية للشرق الأوسط METAC التابع لصندوق النقد الدولي الذي بدأ أعماله اليوم في القاهرة، الذي يعتبر شريكاً أساسياً في دعم الإصلاحات الاقتصادية في عدد من بلدان الشرق الأوسط وشمال افريقيا.
افتتح الوزير جابر المؤتمر الذي ترأسه باعتباره رئيس اللجنة التوجيهية، بكلمة تتطرق فيها الى مراحل التعاون المشترك، والى خطوات التحديث الفني التي يتم العمل عليها راهناً.
وقال في كلمة: يشرفني ويسعدني أن أترأس هذا الاجتماع للجنة التوجيهية لمركز المساعدة الفنية للشرق الأوسط (METAC).. واسمحوا لي أولاً أن أعرب عن امتناننا العميق لحكومة جمهورية مصر العربية على حسن الضيافة وكرم الاستقبال، وعلى استضافتنا اليوم في هذه المدينة النابضة بالحياة والغنية بالتاريخ — القاهرة.
أضاف: نتوجه أيضاً بجزيل الشكر إلى صندوق النقد الدولي وفريق METAC على التزامهم المهني وتحضيراتهم الدقيقة لهذا الاجتماع الهام. منذ إنشائه عام 2004، أثبت METAC أنه ركيزة أساسية في دعم تنمية الاقتصاد الكلي في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا. فهو يجمع بين البلدان الأعضاء، وشركاء التنمية، وصندوق النقد الدولي في شراكة فريدة لبناء قدرات المؤسسات، وتعزيز مصداقية السياسات، وتعميق التعاون الإقليمي. وبصفته الدولة المضيفة للمركز منذ تأسيسه، يفخر لبنان بإنجازات METAC وبمساهمته الفاعلة في هذا النجاح.
تايع: على مر السنين، لم يقتصر دور لبنان على الاستفادة من برامج بناء القدرات التي يقدمها المركز، بل أسهم أيضاً في توجيه مسارها. فقد كانت مؤسساتنا — بما فيها وزارة المالية، ومصرف لبنان، وإدارة الإحصاء المركزي، ومعهد باسل فليحان المالي والاقتصادي — من بين أكثر المؤسسات مشاركة في برامج METAC. وقد أثمرت هذه الشراكة طويلة الأمد عن نتائج ملموسة. فقد أسهمت في تكوين جيل من المهنيين اللبنانيين الذين تلقوا التدريب والدعم من METAC، واكتسبوا من خلالها مهارات تقنية متقدمة، وفهماً إقليمياً معمقاً، وقيمًا راسخة في خدمة المصلحة العامة.
وقال: وبالمعنى الحقيقي، لعب METAC دوراً تأسيسياً في تطوير الكفاءات التي يفتخر لبنان اليوم بأن يسهم بها مجدداً في عمل المركز. فاليوم، يشغل عدد من المستشارين الإقليميين لدى METAC مناصبهم بعد أن خدموا سابقاً في مؤسسات لبنانية. وهذا مثال حي على الدورة الحميدة لهذا الاستثمار في رأس المال البشري. هؤلاء الخبراء يشاركون الآن معارفهم مع نظرائهم في مختلف بلدان المنطقة، وينقلون معهم ليس فقط خبرات تقنية عميقة، بل أيضاً فهماً دقيقاً للواقع المؤسسي في المنطقة.
اضاف: يُعدّ هذا مصدر فخر وطني للبنان — ليس لأن هؤلاء الخبراء يمثلون بلدهم فحسب، بل لأنهم يجسدون ثمرة استثمار جماعي في الكفاءات، وهو المورد الأثمن الذي لا يزال يشكل قوة لبنان الأساسية، لا سيما في أوقات الشدة. وهذه أوقات شديدة فعلاً. لا يزال لبنان يواجه تحديات اقتصادية ومؤسسية عميقة. ومع ذلك، بقي تعاوننا مع METAC وثيقاً. ففي العام الماضي، تلقينا دعماً فنياً حيوياً لإصلاح نظام ضريبة الدخل وتحسين إدارة السيولة النقدية، بما في ذلك من خلال بعثات ميدانية هامة نُفذت هنا في القاهرة. لقد ساعدتنا هذه الجهود في التعامل مع الضغوط المالية المتزايدة، ووضعت الأسس لإصلاحات أوسع.
تابع: تمنحنا أجندة هذا اليوم فرصة قيّمة للتأمل فيما حققناه، والمساهمة في رسم أولويات METAC المستقبلية. وتأتي المناقشات الموضوعية حول سوريا والتحول الرقمي في وقتها المناسب.
وقال: في ما يخص سوريا، نرحب بإعادة انخراط METAC ونعتبر ذلك خطوة أساسية في إعادة بناء القدرات المؤسسية في بلد يلعب دوراً محورياً في استقرار المنطقة وتعافيها. ولبنان، باعتباره الجار الأقرب وصاحب العلاقات التاريخية العميقة، معنيٌّ بشكل خاص بمستقبل سوريا، ومستعد للإسهام في هذه الجهود.
أضاف: أما في ما يتعلق بالتحول الرقمي، فنحن لا نرى فيه مجرد أجندة تقنية، بل مساراً تحويلياً. فالأدوات الرقمية قادرة على تعزيز الكفاءة والشفافية والمساءلة — وهي أهداف ضرورية لمؤسساتنا العامة، ولاستعادة الثقة بين الحكومات والمواطنين. نحن نتطلع إلى استمرار دعم METAC بينما نسلك هذا الطريق الواعد رغم تعقيداته.
تابع: لا يسعنا إلا أن نتوجه بالشكر إلى شركاء METAC في التنمية: الاتحاد الأوروبي، فرنسا، ألمانيا، هولندا، سويسرا، والمملكة العربية السعودية. إن دعمكم المتواصل هو ما يجعل هذا العمل ممكناً. ونرحب بشكل خاص بالشراكة الجديدة بين صندوق النقد الدولي والمملكة العربية السعودية في مجال تنمية القدرات، لما لها من أثر معزز على دور METAC في المنطقة.
وثمن أيضاً مساهمات الدول الأعضاء في المركز — مثل الجزائر، والمغرب، ومصر — التي قدمت مؤخراً دعماً مالياً للمركز. وبالرغم من أن لبنان غير قادر حالياً على تقديم مساهمات مالية، إلا أننا نؤكد التزامنا الكامل تجاه METAC ونتعهد باستئناف الدعم المالي فور تحسّن أوضاعنا.
وقال: بالنظر إلى المستقبل، نعيد تأكيد التزامنا استضافة METAC في لبنان. فذلك ليس مجرد ترتيب لوجستي، بل رمزٌ للملكية الإقليمية والاستمرارية. فعلى مدى عقدين، كانت بيروت قاعدة انطلق منها المركز للنمو والابتكار والخدمة. ونحن مستعدون لتجديد هذه الشراكة في السنوات المقبلة.
ختم: كما أننا نتطلع إلى استقبالكم في بيروت العام المقبل، في اجتماع اللجنة التوجيهية لعام 2026. ونأمل أن تكون هذه المناسبة بمثابة عودة إلى مدينة كانت على الدوام في قلب هذه القصة الإقليمية الناجحة.