اخبار لبنان
موقع كل يوم -ام تي في
نشر بتاريخ: ٢٦ حزيران ٢٠٢٥
هكذا وخلال 12 يوماً فقط توقفت الحرب بين إيران وإسرائيل بإعلان أميركي مفاجئ، وبغض النظر عن الرابح والخاسر في هذه الحرب، قواعد اللعبة في المنطقة تغيّرت وتبدّلت. فإيران اليوم لن تكون إيران الأمس، وتوازن الرعب الذي دأبت على خلقه ضاع وتبدّد، مع ضعف برنامجها النووي ومنشآتها العسكرية التي طالتها القنابل والصواريخ. وعلى الرغم من وقف النار الهش بين طهران وتل أبيب، إلّا أن الهدنة صامدة ولا عودة إلى النار، هكذا يقول الرئيس الأميركي دونالد ترامب، صانع هذا الاتفاق وحارسه العنيف.
وفي مقابل السلام الذي صنعته المصالح في طهران، لا سلام في غزة الغائبة منذ 12 يوماً عن المشهد والأخبار العريضة. ففي وقت جذبت الحرب القصيرة بين إيران وإسرائيل أنظار العالم، حجبت الرؤية عن النار والتجويع المتواصلين في غزة المنسيّة. ولكن مع إعلان وقف النار في حرب الـ 12 يوماً، سؤال واحد يطرحه الغزيون، متى دورنا في السلام ووقف النار؟ فقد أضيفت حال من الغضب على اليأس والإحباط الذي يعيشه الغزيون منذ حوالى السنتين، بعد سماعهم الأخبار عن الهدنة بين إسرائيل وإيران، متسائلين عن السبب في تركهم يعانون كل هذه المدة من دون أفق. ألا يحق لهم أن يغضبوا عند رؤية العالم يتدخَّل لوقف حرب استمرّت لأقل من أسبوعين بينما هم متروكون لآلة القتل الإسرائيلية؟
الاهتمام عاد بالفعل إلى التهدئة في غزة بعد ساعات من إعلان اتفاق وقف النار بين إسرائيل وإيران، والملف كان حاضرًا خلال اتصال هاتفي الثلثاء، بين الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي وأمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، بحثا خلاله التنسيق المصري - القطري المكثف للتوصّل إلى تهدئة ووقف إطلاق النار في غزة. وفي حين طالبت القاهرة حيث يوجد وفد حماس، بإرسال وفد إسرائيلي إلى المحادثات، أعلن رئيس الوزراء القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني الثلثاء أن بلاده تعمل على استئناف المفاوضات غير المباشرة بين الحركة وإسرائيل خلال اليومَين المقبلين.
يرى مراقبون أن هذا الزخم الذي استجدّ سيتواصل لإبرام هدنة، فرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الذي يرى في الضربة التي وجّهها إلى إيران إنجازًا كبيرًا، يمكنه استثمار هذا الإنجاز للتوجّه نحو اتفاق في غزة، سواء كان جزئيًا أو شاملًا، في حين يرى آخرون أن ملف غزة منفصل تمامًا، ووقف إطلاق النار بين إيران وإسرائيل لا يعني تلقائيًا وقف الحرب في غزة، التي لها حسابات أخرى.
وبالتالي على غرار إيران، يبدو أن مفاتيح الحلّ أيضًا بيد ساكن البيت الأبيض وحده. فكما رأينا فصول بداية الحرب بين إسرائيل وإيران ونهايتها تتحرّك بحسب توقيته، يمكن لترامب أن يضبط أيضًا نهاية حرب غزة بحسب توقيته. يكفي أن يبرهن أنه وسيط سلام فعلي لا صانع صفقات فقط، فيأمر بوقف قتل الفلسطينيين وجرائم الحرب التي تُرتكب ضدّهم، كما أمر بوقف الحرب بين إسرائيل وإيران. فهل ينجح ترامب بخطف الأضواء مرّة جديدة ويعلن لحظة الحسم بإعلان نهاية الحرب في غزة؟