اخبار لبنان
موقع كل يوم -المرده
نشر بتاريخ: ٢ أيلول ٢٠٢٥
كتب صلاح سلام في 'اللواء'
يعيش اللبنانيون حالة من القلق على خلفية النقاش المتوتر حول قرار الحكومة بحصرية السلاح في يد الدولة، وخطاب حزب الله التصعيدي الرافض لتسليم سلاحه، مهدداً بالويل والثبور وصولاً إلى الحرب الأهلية.
حاول الرئيس نبيه برّي في خطابه، الوطني بإمتياز، تبريد أجواء التوتر، وإعادة ما إنقطع من قنوات الحوار بين الأطراف السياسية، وخاصة بين السلطة والحزب ، للتوصل إلى صيغة لمسألة السلاح في إطار «إستراتيجية الأمن الوطني».
ويترقب اللبنانيون جلسة مجلس الوزراء المؤجلة إلى يوم الجمعة المقبل، حيث من المتوقع أن يقدِّم قائد الجيش العماد هيكل خطة تنفيذ قرار حصرية السلاح وبسط سلطة الدولة على كامل الأراضي اللبنانية، وإستلام سلاح حزب الله.
الواقع أن ساعة الصفر لن تدق يوم الجمعة، وينفجر الوضع الداخلي تحت وطأة مواجهة مفترضة بين الجيش والحزب. لأن ملف السلاح البالغ الحساسية والتعقيد لا يُحلّ بكبسة زر عسكري، ولا بخطابات الإستفزاز والتحدي والتخوين التي راجت في الأيام الأخيرة.
ثمة ثلاث لاءات يتمسك الرئيسان جوزاف عون ونواف سلام، لتمرير هذه المرحلة الدقيقة بسلام، وتجنيب البلد المزيد من الأزمات والمخاطر:
١ـ لا عودة إلى الوراء بالنسبة لقرار حصرية السلاح، ولو تأخرت الخطوة الأولى إلى الأمام.
٢ـ لا لتكليف الجيش بإستخدام القوة لتنفيذ هذا القرار.
٣ـ لا لأي خطوة تعرّض السلم الأهلي والإستقرار الداخلي للإهتزاز.
غير أن هذا الحرص الرئاسي على التهدئة الداخلية، يقابله تصعيد عسكري إسرائيلي ميداني، بهدف توتير الجبهة الداخلية والتلاعب بأوتار الإنقسامات السياسية التقليدية في لبنان، عبر التهديدات والغارات اليومية، بغية إرباك الوضع اللبناني، والتهرُّب من تنفيذ الإلتزامات الإسرائيلية بموجب القرار ١٧٠١ وإتفاقية وقف العمليات العسكرية.
الواقع أن الخطوة اللبنانية الكبيرة التي نفذتها الحكومة اللبنانية عندما اتخذت قرار حصرية السلاح، أحرجت الجانب الإسرائيلي الذي يحاول التنصل من سياسة «خطوة مقابل خطوة»، التي نصت عليها ورقة الوسيط الأميركي توم باراك، ويماطل نتنياهو حتى الآن تهرباً من إتخاذ خطوة بمستوى القرار غير المسبوق الذي إتخذته الحكومة اللبنانية.
والسؤال الذي يشغل اللبنانيين هذه الأيام: هل يراوغ نتنياهو في تعطيل مهمة باراك، واستغلال دعم ترامب غير المحدود، ليبرر تصعيد غاراته اليومية، وربما إعلان حرب جديدة ضد حزب الله؟