اخبار لبنان
موقع كل يوم -هنا لبنان
نشر بتاريخ: ٢٩ تموز ٢٠٢٥
في إطار تحضيراته لجولةٍ خارجيةٍ لافتةٍ، عقد رئيس الجمهورية جوزاف عون اليوم الثلاثاء سلسلة لقاءات في قصر بعبدا، وذلك قبل توجّهه إلى الجزائر، في زيارةٍ رسميةٍ تُعدّ محطةً عربيةً استراتيجيةً. ويُنظر إلى هذه الزيارة على أنّها رسالة واضحة لإعادة تمتين العلاقات اللبنانية – العربية، لا سيما مع دول المغرب العربي، في سياق ما يعتبره عون ترجمةً فعليةً لخطاب القسَم، الذي أكد فيه التزامه بإعادة موقع لبنان العربي وتعزيز انفتاحه على محيطه.
ووصل رئيس الجمهورية جوزاف عون بعد ظهر اليوم الثلاثاءإلى مطار هواري بومدين في الجزائر في مستهل زيارة رسمية حيث كان في استقباله رئيس الجمهورية الجزائرية عبد المجيد تبون. وكان الرئيس عون غادر عبر مطار رفيق الحريري الدولي، إلى الجزائر في زيارةٍ رسميةٍ تستمرّ يوميْن، تلبيةً لدعوةٍ من الرئيس الجزائري، يرافقه وزير الخارجية والمغتربين يوسف رجّي، ووزير الإعلام بول مرقص، ووفد رسمي.
ومن المقرّر أن يجري الرئيس عون محادثاتٍ رسميةً مساء اليوم مع نظيره الجزائري وعدد من المسؤولين الجزائريين، تتناول سبل تطوير العلاقات بين البلدين.
كما تُعتبر زيارة الرئيس عون إلى دولة الجزائر محطةً عربيةً استراتيجيةً، يؤكد من خلالها أنّه يترجم خطاب القسَم، في إعادة تمتين علاقات لبنان مع الدول العربية.
وتشهد زيارة الرئيس عون إلى الجزائر على إعادة زخم العلاقات اللبنانية مع هذه الدولة العربية، التي كانت تؤازر لبنان، وتقف معه في مآسيه، وتدعمه في شتّى المجالات.
وعلى الرغم من الأزمة التي حصلت خلال السنوات الماضية في ملف شركة 'سوناطراك' التي كانت الجزائر تزوّد عبرها بيروت بالفيول، فإنّ أحد أهم عناوين زيارة الرئيس عون هو حلّ تلك المعضلة، لتعود الجزائر وتقدّم دعمها للبنان في مجال الوقود لزوم المعامل الكهربائية بشكلٍ فوريّ وخلال زيارة الرئيس عون إليها أي خلال الساعات المقبلة.
ووفق المعلومات، فإنّ ما سيطرحه أيضًا رئيس الجمهورية في الجزائر، هو ملف إعادة الإعمار في لبنان، حيث سيكون للجزائر الدور الأبرز في مساعدة لبنان بإعادة إعمار ما هدّمته الحرب الإسرائيلية، كما أعدّ فريق رئيس الجمهورية تصورًا كاملًا لدور الجزائر في هذا المجال.
كما ستشهد الزيارة على قرار إعادة تنظيم رحلات طيران مباشر بين لبنان والجزائر، وربط البلدين برحلاتٍ جويةٍ، مما يعزّز التواصل بينهما.
وعلى صعيد توقيع الاتفاقيات، سيكون دعم الإعلام الرسمي اللبناني ضمن اتفاقيةٍ بين البلدين، وستزوّد الجزائر لبنان بأجهزة وتقنيات حديثة لتلفزيون لبنان، ممّا يعطيه دفعًا كبيرًا، ومواكبةً للتطور التكنولوجي في مجال الصورة والإخراج والإنتاج.
ويبدو أن زيارة الرئيس عون إلى الجزائر، ستمهّد الطريق لتوقيع اتفاقيات عدّة بين البلدين، من بينها ما يتعلق بالقطاعات الاقتصادية.
لذلك، تُعدّ زيارة الجزائر منتجة، وتُكمل ما كان بدأه رئيس الجمهورية في ترتيب علاقات لبنان مع الدول العربية، وإعادة لبنان إلى مساحته العربية الطبيعية، التي بدأت تنتج تفاعلًا مع لبنان بعد جمود وانقطاع.
لقاءات في بعبدا
وقبل توجهه إلى الجزائر، استقبل الرئيس عون صباح اليوم في قصر بعبدا، رئيس مجلس الوزراء نوّاف سلام، وعرض معه الأوضاع العامة في البلاد والتطورات الأخيرة، بالإضافة إلى أجواء الزيارة الرسمية التي سيقوم بها إلى الجزائر، ومشاريع القوانين المطروحة على مجلس النواب.
على صعيدٍ آخر، تلقى الرئيس عون دعوة رسمية من الرئيس البلغاري رومن راديف لزيارة بلغاريا في الربع الأخير من العام الحالي، نقلها إليه السفير البلغاري IASSEN TOMOV بهدف تعزيز العلاقات اللبنانية – البلغارية وتطويرها في المجالات كافّة.
إلى ذلك، أدّى نواب حاكم مصرف لبنان الأربعة قسَم اليمين أمام الرئيس عون، وهم، نائب الحاكم الأول وسيم منصوري، نائب الحاكم الثاني مكرم بو نصار، نائب الحاكم الثالث سليم شاهين ونائب الحاكم الرابع غابي شينوزيان، في حضور وزير المال ياسين جابر وحاكم مصرف لبنان كريم سعيد.
كما أدّى رئيس لجنة الرقابة على المصارف مازن سويد وأعضاء اللجنة، ربيع نعمة، نادر حداد، تانيا كلاب وآلين سبيرو، قسَم اليمين أمام الرئيس عون.
وبعد أداء القسَم، اجتمع الرئيس عون بنواب الحاكم ولجنة الرقابة على المصارف، بحضور الوزير جابر والحاكم سعيد، وتمنى لهم التوفيق في مهامّهم، مركّزًا على المسؤوليات الملقاة على عاتقهم.
وأكّد الرئيس عون أن تعيينهم 'هو جزء من الإصلاحات المالية والاقتصادية التي بدأتها الحكومة'، داعيًا إياهم إلى 'العمل بقلب واحد، لأن الشعب اللبناني ينتظر منكم تحقيق الإنجازات التي يتطلع إليها'. كما دعاهم إلى 'اتخاذ القرارات التي تحقق المصلحة العامة وليس مصلحة الطوائف والأحزاب'.
واستقبل الرئيس عون، في حضور وزير الثقافة غسان سلامة، المدير العام للمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم (الألكسو) محمد ولد أعمر على رأس وفد من المنظمة.
وقد اطلع ولد أعمر الرئيس عون على النشاطات التي تقوم بها المنظمة التي تضم 22 دولة عربية، وذلك في المجالات الثقافية والفكرية، لافتًا إلى 'التعاون القائم على أعلى المستويات وفي مختلف المجالات'، مركّزًا على 'الدور المحوري للبنان والمساعدات التي سبق للمنظمة أن قدمتها وهي في صدد تقديم مساعدات أخرى'، مؤكدًا 'التواصل الدائم مع لبنان عبر سفير لبنان السابق في تونس طوني فرنجية'.
وفي قصر بعبدا، أيضًا، عرض السفير الفرنسي هيرفيه ماغرو مع الرئيس عون العلاقات اللبنانية – الفرنسية وسبل تطويرها.
كما استقبل الرئيس عون النائب وائل أبو فاعور وعرض معه التطورات الأخيرة.