اخبار لبنان
موقع كل يوم -جنوبية
نشر بتاريخ: ٢٠ تشرين الثاني ٢٠٢٤
بينما يحتفل العالم باليوم العالمي للطفل، اليوم الأربعاء، 20 تشرين الثاني/نوفمبر، يُقتل أطفال غزة بالآلاف، مع دخول حرب الإبادة الجماعيَّة يومها الـ 411، بينما يعيش الألاف الآخرون، الذين بقوا على قيد الحياة منهم، في خوف وذعر وتشرد، تحت القصف الإسرائيلي، أو في العراء مشردين مع عائلاتهم. لقد تأذى أطفال غزة كثيراً في ظل حرب الإبادة الجماعيَّة المتواصلة على القطاع لأكثر من 400 يوم.
فقد أزهقت الأرواح وتمزقت الأسر، ولحقت آثار مدمرة بالأطفال، كما لحقت أضرار بالمدارس والمرافق الصحية، وسويت المنازل والمكاتب بالأرض، وهجّرت أسر بأكملها. ومن بين ما يقرب من 42 ألف شهيد في غزة، أكثر من ثلث الضحايا من الأطفال.
من بين ما يقرب من 42 ألف شهيد في غزة، أكثر من ثلث الضحايا من الأطفال
ولا تشمل هذه الأرقام المفقودين أو المدفونين تحت الأنقاض. البيانات مذهلة حتى أنها دفعت الأمين العام للأمم المتحدة إلى وصف غزة بأنها مقبرة للأطفال.
وقد حذرت الأمم المتحدة من أن أكثر من 8 آلاف طفل تم تشخيصهم وعلاجهم من سوء التغذية الحاد. والإمدادات الطبية نادرة أيضًا، مما يشكل تحديًا كبيرًا للأطباء الذين يعملون في ظل أصعب الظروف.
بعد مرور عام، لا يزال سكان غزة يتوسلون العالم للالتفات واتخاذ الإجراءات.. ولكن بالنسبة لأطفال غزة، فإن جيلاً كاملاً قد ضاع بالفعل بسبب وحشية حرب لم يكن لهم أي دور فيها.
البيانات المذهلة دفعت الأمين العام للأمم المتحدة إلى وصف غزة بأنها مقبرة للأطفال
وعشية إحياء 'يوم الطفل العالمي'، دعت منظمة الأمم المتحدة للطفولة 'يونيسف' ، في تدوينة على حسابها عبر منصة 'إكس'، إلى 'وقف فوري لإطلاق النار في غزة، ووصول المساعدات بشكل مستدام ودون عوائق'، وتقول اليونيسيف إن 'الأطفال في قطاع غزة ، يتعرضون لصدمات الدمار والهجمات المتواصلة والنزوح والنقص الحاد في الغذاء والماء والدواء'.
طفلة تحاول إفراغ رسوماتها على أقمشة الخيام، تقول إنها نزحت من بيت لاهيا، كما أنها مع الضغط الذي تعاني منه تحاول التغلب عليه عن طريق إفراغ ما بداخلها عن طريق الرسم.
وأضافت، أنه بمناسبة اليوم العالمي للطفل أن الوضع الذي يعيشه سكان القطاع صعب للغاية، كما أن أوضاع الأطفال أيضا صعبة للغاية، متسائلة: 'أين حق الأطفال في التعلم وفي الحياة الطبيعي؟ لقد ضاعت كل هذه الحقوق منهم بسبب الاحتلال، فالطفل هنا يومه يمر في البحث عن المياة أو الطعام أو الأمان'.
وجبة طعام واحدة وتابعت: 'الطفل بغزة يتمنى أن يشرب مياه نظيفة أو يحصل على وجبة طعام واحدة»، موجهة رسالة للعالم أن يسعوا لوقف الحرب على قطاع غزة ويعود أطفال غزة لينعموا بحياة طبيعية'.
تقول اليونيسيف إن 'الأطفال في قطاع غزة ، يتعرضون لصدمات الدمار والهجمات المتواصلة والنزوح والنقص الحاد في الغذاء والماء والدواء'
طفلة أخرى فلسطينية تمنت في رسالة لها في يوم الطفل العالمي أن تنتهي الحرب على خير ويعيش أطفال غزة حياة كريمة بدلا من عيشة وصفتها بـ'عيشة الذل' التي يعيشونها الآن في الخيام. وأضافت: 'كنا نعيش بجنة ولم نكن نشعر بها أو نحس بها، نتمنى العودة لديارنا لأننا غرقنا بالمياة في الخيام، وكنا نقف في صف طابور المدرسة، الآن نصف في طابور الحصول على المياة أو الطعام، وكل شئ نريد الحصول عليه نقف له صف بالطابور'.
طفلة ثالثة قالت أنها تتمنى في يوم الطفل العالمي أن تكون مثل باقي أطفال العالم، وتنتهي الحرب لدينا ونعيش حياتنا الطبيعية نلعب ونلهو نذهب لمدارسنا كل يوم، وليس ما نحياه الآن أننا نعيش بالخيام التي تمتلئ بالمياة عند سقوط الأمطار علينا في الشتاء'.
ما الذي يحدث في غزة؟
يتعرّضَ الأطفال وأسرهم للاستهداف في الأماكن التي يفترض أن يكونوا فيها في أمان مثل منازلهم ومراكز الإيواء والمستشفيات وأماكن العبادة. وقد أصيب وقتل آلاف الأطفال منذ بداية التصعيد. كما وصل أطفال إلى المستشفيات مصابين بحروق شديدة وإصابات تتطلب البتر.
خلال ذلك كله، يظل الأطفال معزولين عن الرعاية النفسية والاجتماعية. وحتى قبل التصعيد الأخير، تم تحديد أن أكثر من 500,000 طفل في غزة في حاجة إلى دعم الصحة العقلية ودعم نفسي اجتماعي.
يتعرّضَ الأطفال وأسرهم للاستهداف في الأماكن التي يفترض أن يكونوا فيها في أمان مثل منازلهم ومراكز الإيواء والمستشفيات وأماكن العبادة
واليوم، يتعرّضُ كل طفل لأحداث وصدمات مؤلمة للغاية، وإلى الدمار والتهجير على نطاق واسع. وفي الوقت نفسه، يتعرض الوالدون والقائمون على الرعاية أنفسهم إلى ضغوط نفسية شديدة.
يرتفع خطر الأمراض انخفضت القدرة على تحلية مياه الشرب إلى جزء صغير فقط من المعتاد بسبب تضرر أو تدمير العديد من مرافق المياه والصرف الصحي والنظافة الصحية. لقد فقد الناس إمكانية الحصول على المياه الصالحة للشرب والوصول إلى المراحيض والحمامات، وأصبح الأطفال المهجرون وأسرهم يعجزون عن الحفاظ على مستويات النظافة الصحية اللازمة للوقاية من الأمراض والإسهال المزمن — وهو أهم أسباب وفاة الأطفال الصغار في حالات الطوارئ. أدت الأضرار والدمار إلى شل خدمات الرعاية الصحية في جميع أنحاء غزة، وسط نقص الإمدادات وانخفاض عدد الأسِرّة.
ومع انهيار خدمات الصرف الصحي ومعالجة مياه الصرف الصحي، انضم فيروس شلل الأطفال إلى قائمة التهديدات، وخاصة بالنسبة لآلاف الأطفال غير المحصنين. ظل قطاع غزة خاليا من مرض شلل الأطفال منذ 25 عاما، ويشكل ظهوره مرة أخرى تهديدا آخر للأطفال في قطاع غزة. يتراجع الوصول إلى التغذية شهدت إمكانية الحصول على الأغذية المغذية تراجعاً شديداً: إن الوفاة جوعاً خطر فعلي محدق للعديد من الأسر.
مع انهيار خدمات الصرف الصحي ومعالجة مياه الصرف الصحي، انضم فيروس شلل الأطفال إلى قائمة التهديدات، وخاصة بالنسبة لآلاف الأطفال غير المحصنين
وفي أواخر حزيران/ يونيو 2024، وجد تقرير صادر عن ’مبادرة التصنيف المتكامل لمراحل الأمن الغذائي‘ أنَّ 96 بالمئة من السكان يواجهون انعداماً حاداً في الأمن الغذائي، بما في ذلك زهاء نصف مليون شخص يعانون من أوضاع كارثية.
ويظل هناك خطر شديد بمواجهة مجاعة طالما استمرت الحرب وظلت إمكانية الوصول الإنساني مقيدة.
كما أدت الحرب إلى إيقاف الخدمات المنقذة للحياة في الوقاية من سوء التغذية وكشفه وعلاجه؛ والتي كانت تُقدّم في السابق إلى مئات الآلاف من الأطفال. وعندما يُترك سوء التغذية والمرض دون علاج، فإنهما يخلقان باجتماعهما دوراً مميتاً. وقد أظهرت الأدلة أن الأطفال الذين يعانون من سوء الصحة وسوء التغذية هم أكثر عرضة للإصابة بالعدوى الخطيرة.
إقرأ أيضا: حماس: لا صفقة تبادل أسرى إلا بعد انتهاء الحرب في غزة
تشعر اليونيسف بالقلق بشكل خاص بشأن تغذية النساء الحوامل والأمهات المرضعات، وكذلك الأطفال دون سن الثانية، نظراً لاحتياجاتهم التغذوية الخاصّة وضعفهم.
الموت سيلاحقهم ويلاحق أطفال الغزة الجوع ونقص التغذية، ومن ينجو من القصف الإسرائيلي والمعارك ينتظره مشاكل صحية مزمنة، فيما كشفت منظمة الصحة العالية أن 25 طفلًا على الأقل توفوا بسبب مضاعفات مرتبطة بسوء التغذية. ومع استمرار الحصار الإسرائيلي الذي تم تشديده منذ أشهر، يواجه مئات الآلاف من الأشخاص في غزة خطر المجاعة، خاصة مع المعيقات الإسرائيلية لدخول المساعدات، واستهداف العاملين في المنظمات الإنسانية.
ويقول أطباء وخبراء تغذية تحدثوا لصحيفة واشنطن بوست 'إن الأطفال الذين ينجون من نقص التغذية والقصف المستمر والأمراض المعدية والصدمات النفسية، محكوم عليهم بمواجهة مشاكل صحية مدى الحياة'. وأكدوا أن سوء التغذية 'سيحرم الأطفال من تطوير أدمغتهم وأجسادهم بشكل كامل، ونتيجة لذلك سيكون العديد منهم أقصر وأضعف جسديا'.
رئيس قسم صحة الطفل في مستشفى الأطفال في تورونتو، الطبيب، ذو الفقار بوتا، يقول للصحيفة 'ببساطة، إذا كنت تعاني من ضعف التغذية، فإن دماغك يتوقف عن النمو'.