التعليم في لبنان: الامتحانات الرسمية تمرُّ بسلام… وأزمة الرواتب تلوح في الأفق

يعيش قطاع التعليم في لبنان ظروفًا صعبةً نتيجة الأزمات الاقتصادية والمعيشية المتلاحقة. ومع اقتراب انتهاء الامتحانات الرسمية للعام الدراسي 2024 – 2025، تلوح في الأفق تحديات جديدة تهدّد انطلاقة العام الدراسي 2025 – 2026، أبرزها أزمة الرواتب وتصعيد الأساتذة، ما ينذر بتأخير أو تعثُّر في انطلاق العام الجديد.

في ظلّ هذه الضغوط، يبقى مستقبل التعليم معلَّقًا بين مطالب محقَّةٍ وواقعٍ معيشيّ مأزوم.

وزيرة التربية: قمنا بأفضل ما عندنا

واليوم، قامت وزيرة التربية والتعليم العالي الدكتورة ريما كرامي بجولةٍ على مراكز الامتحانات الرسمية في الشمال، برفقة مديرة الإرشاد والتوجيه الدكتورة هيلدا الخوري، ورئيس المنطقة التربوية في الشمال نقولا الخوري. استهلّت الزيارة بتفقُّد مركز الامتحانات في مدرسة يعقوب الصرّاف الرسمية، حيث جالت في الصفوف واطّلعت على سير الامتحانات، وتحدثت مع الطلاب للاطمئنان إلى أوضاعهم.

وردًّا على سؤال حول رسالتها للمعلمين والطلاب، قالت: 'أقول للمعلمين يعطيكم ألف عافية، أنتم أصحاب رسالة، ونحن نُقدّر جهودكم. وللطلاب أقول: أنتم مستقبل البلد، ونحن صامدون على الرغم من التحديات'.

وحول الحديث عن غياب الانسجام في مجلس الوزراء، نفت كرامي ذلك، مؤكدة أنّ 'هناك قاسمًا مشتركًا بين الوزراء هو الإيمان بالبلد والعمل لخدمة الناس'.

كما تفقدت مركز الامتحانات في ثانوية عدنان الجسر النموذجيّة المختلطة في طرابلس، حيث جالت على الصفوف واطّلعت على الأجواء. وصرّحت: 'أشكر كلّ القيمين على الامتحانات من الوزارة إلى المراقبين، والطلاب مرتاحون وهذا كان همّنا الأول'. وأضافت: 'ما تحقق هو انتصار وفخر لنا كلبنانيين'.

وحول شكاوى الطلاب من بعض الأسئلة، قالت كرامي: 'من الطبيعي ألا تُرضي الأسئلة جميع الطلاب، لكنها وُضعت من قبل اختصاصيين بناءً على دراسات. وسمعنا ردود فعل إيجابية، وهذا مطمئن'. وأكدت أن التصحيح سيكون علميًا ومنهجيًا، والمخرجات ستكون موثوقة، مشيرة إلى أنه 'تمّت مراعاة الظروف من خلال تقليص المنهج إلى 60% مع الحفاظ على قيمة الشهادة'.

أزمة رواتب وتصعيد

من جهة أخرى، أكّدت مصادر في رابطة التعليم الثانوي الرسمي لـ'المدن' أنّ العام الدراسي المقبل 'قد يكون ساخنًا'.

ومن المقرّر أن يتمّ تعديل أيام التدريس مع انطلاق العام الدراسي إذ ستصبح 5 أيام بدلًا من 4 أيام، ومن غير الواضح ما إذا كانت الدولة ستُعيد النظر في الرواتب مع زيادة أيام التدريس أم لا. ولذلك، ذكّرت المصادر نفسها بأنّ 'روابط التعليم الرسمي في المراحل الدراسية الأساسية والثانوية، بالإضافة إلى التعليم المهني، أجمعت على أنّ لا بدء للعام الدراسي قبل إقرار سلسلة رتب ورواتب جديدة'.

كما ذكّرت المصادر أنّ 'الأساتذة مرّروا استحقاق الامتحانات الرسمية رأفةً بالطلاب والأهل، لكن على الدولة أن ترى هذا الأمر وتُبادر إلى الحلّ بحسن نية يطال أولًا الأجر اليومي للامتحانات، سواء المتعلّق بالمراقبة أو الأعمال اللوجستية، وقريبًا جدًا مسألة الرواتب العادلة'.

أمّا في حال الاستهتار بهذا المطلب فإنّ 'الخطوات التصعيدية حاضرة، وفي مقدّمتها عدم التجاوب مع إطلاق العام الدراسي'.