اخبار لبنان
موقع كل يوم -جريدة اللواء
نشر بتاريخ: ٣١ أيار ٢٠٢٥
دشّنت أبرشية طرابلس المارونية و«مؤسسة شاعر الفيحاء سابا زريق الثقافية» «قاعة الدكتور سابا قيصر زريق» في «مدرسة المطران الخيرية» بطرابلس بحضور الشيخ محمود نعمان ممثلا مفتي طرابلس والشمال الشيخ محمد إمام، المفتي الشيخ مالك الشعار، المطران يوسف سويف رئيس أبرشية طرابلس المارونية، المطران إدوار ضاهر رئيس أساقفة طرابلس وسائر الشمال للروم الملكيين الكاثوليك، النائب طه ناجي، ممثل عن مجموعة إيهاب مطر للتنمية الأستاذ مراد كحيل والنائبين السابقين الدكتور رامي فنج والدكتور علي درويش، ممثلة عن رئيس الرابطة المارونية المهندسة جوهينة المنيّر هيكل، أعضاء في مجلسي بلديتي طرابلس والميناء، نقيبة المحامين السابقة في الشمال ماري تريز القوال، العميد نزيه بارودي، النقيب منذر كبارة، رئيسة كاريتاس طرابلس ارلين علم، نائب رئيس المجلس الوطني للإعلام إبراهيم عوض، مدير جامعة بيروت العربية الدكتور هاني شعراني، رئيس جامعة المدينة الدكتور وليد داغر، مديرة حرم الجامعة اليسوعية - فرع الشمال فاديا علم جميّل، رئيس اللجنة الوطنية اللبنانية اليونيسكو الدكتور شوقي ساسين، رئيس تجمع رجال الأعمال اللبنانيين الفرنسيين أنطوان منسى، كما حضر المحتفى به الدكتور سابا قيصر زريق وعقيلته السيدة أمية وأفراد عائلتهم، وحشد من الهيئات الثقافية والتعليمية.
وعلى وقع النشيدين الوطني اللبناني ونشيد الفيحاء لشاعر الفيحاء سابا زريق تم إفتتاح القاعة.
نضيرة
وألقت جوزات نضيرة كلمة قالت فيها: حين تُبنى مكتبة يُزرع عقل، وحين تُفتح قاعة حوار يولد فكر، وحين نؤمن بالعلم ننتصر على الجهل ونصنع غدا يشبه أحلامنا.
وقالت: بكل محبة وإعتزاز نستقبلكم اليوم في رحاب مدرسة المطران الخيرية، من قلب طرابلس النابض بالعطاء، هذا الصرح التربوي الذي لا يكلّ ولا يملّ في رسالته والذي ينسج بخيوط المحبة والتفاني مستقبلا مشرقا لأبنائه.
أضافت: نلتقي اليوم في لحظة إستثنائية نضيف فيها خطوة جديدة إلى صرح العلم والمعرفة إذ نفتتح معا مساحة ليست مجرد قاعة بل هي فسحة للفكر ومنبر للحوار ومكتبة غنية تشرق بنورها على كل من يشتهي المعرفة.
وتابعت: نوجّه أسمى آيات الشكر والتقدير إلى صاحب السيادة المطران يوسف سويف راعي هذه المؤسسة، الذي لا يألو جهدا في دعم مسيرتها التربوية والإنسانية. كما نتقدم بجزيل الشكر والعرفان إلى الدكتور سابا زريق الذي تبنّى تجهيز هذه القاعة بكل محبة وسخاء، مؤمنا برسالة المدرسة وبأهمية دعم المؤسسات التربوية التي تصنع الفرق الحقيقي في حياة الأجيال. ولا ننسى أن نثمّن عاليا الجهود الكبيرة التي يبذلها مدير مدرستنا الأب خالد فخر الذي يواكب هذه المسيرة التربوية بكل حكمة وإيمان، حريصا على أن تبقى المدرسة عنوانا للتفوّق والتميّز.
الخوري خالد فخر
وألقى الخوري خالد فخر كلمة قال فيها: لقد شرّفتمونا اليوم بحضوركم لإفتتاح هذه القاعة التي تحمل إسم الدكتور سابا قيصر زريق والتي جهّزت من قِبل مؤسسته الثقافية، فشكرا لكم وبارك الله في جهودكم وتضحياتكم في سبيل تعزيز الثقافة في هذه المدينة العزيزة طرابلس.
وقال: هذه القاعة ستكون أكثر من مكتبة بمعناها الوظيفي التقليدي وستتخطاها لتصبح مساحة للقاء والتفاعل والبناء العلمي والثقافي ليس فقط بين القائمين على الشأن التربوي بل بين كل المعنيين بالشأن الثقافي في مدينتنا طرابلس.
وتابع: ان العلم اليوم لم يعد مقتصرا على تحصيل المعلومات، لقد أصبحت في متناول الجميع بفضل التطبيقات الذكية بل أصبح يُعنى بالبناء المعرفي عند الإنسان والذي ينمو ويتطور من خلال التفاعل مع الأنماط والنماذج الذهنية المختلفة.
وختم: نجدّد شكرنا لكم يا صاحب السيادة على رعايتكم الأبوية ومواكبتكم الدائمة لمؤسساتنا التربوية، كما نجدّد شكرنا لمؤسسة شاعر الفيحاء سابا زريق الثقافية بشخص رئيس هيئتها الإدارية الدكتور سابا قيصر زريق المحترم على مساهمته الكريمة لإعلاء الشأن الثقافي والتربوي خصوصا في مدينة طرابلس.
د. سابا
ثم تحدث المحتفى به الدكتور سابا زريق فإستهل كلمته قائلا:
لم يكُنْ شَمْلُنا ليلتئِمَ اليومَ لولا دَعَواتِ سيِّدِنا سويف للتّلاقي والحِوار، وهما الفضيلتانِ اللَّتانِ تسكُنانِه، لا يكِلُّ من الإصرارِ عليهِما بعِنادٍ وثَبات. أردْتُ تجسيدَ أمنيتِهِ باستحداثِ حِضنٍ للتلاقي المنشود: تلاقي الناسِ وعُقولِهِم؛ فكانَتْ هذه القاعةُ. أردْناها مساحةً ثقافيةً بامتياز، رفوفُها تأوي عناوينَ ومراجِعَ ومؤلَّفاتٍ في شتَّى الميادينِ المعرِفيةِ؛ وهي توّاقةٌ لاستقبال العديدِ من تلامذةٍ وطلابٍ وأساتذة والغيرِ من الباحثينَ ومُحبّي القراءةِ ولاستضافةِ النَّدوات والمحاضرات. فالمأمولُ أن تضجَّ هذه القاعةُ بحيويةِ التبادُلِ الثقافي والحِواري.
تابع: أوليسَ الكتابُ أمضى سلاحٍ بوجهِ الجَهلِ والتَّهورِ والإنحِراف؟ يَمُدُّكَ بإكسيرٍ لحياةٍ أفضل؛ سلاحٌ فِكريٌّ يُنيرُ العقول، لا بل يُصَحِّحُ مَسارَها إن هي شَرَدَتْ. وعلى حدِّ قَوْلِ الفيلسوفِ والمُفكِّرِ والعالِمِ العظيم إبن رُشد في القراءةِ أنَّها «لا تُثمِرُ إلّا بالعقل».
أعزائي، أراني الآن أميلُ بصِدقٍ ووفاءٍ إلى تحويلِ هذه المناسبة إلى أخرى، تُكرِّمُ مؤسستي فيها الراعي الحَريص، ليس فقط على قُطعانِهِ فحسب، بل على قُطعانٍ أخرى. قائدٌ روحيٌ، يعي شؤونَ وشُجونَ رعيَّتِهِ ومُحيطِها وبيئَتِها المُباشَرة وغيرِ المُباشَرة. خَبِرْتُ سيادتَهُ في أكثرِ من مُناسبةٍ، وبخاصة خلالَ حِواراتِنا ومُداخلاتِهِ في «اللقاء للحوار الديني والاجتماعي»، وهو اللقاءُ الذي أطلَقَهُ معالي الأستاذ محمد الصفدي، بالإشتراكِ مع سماحةِ المُفتي مالك الشعار وسيادةِ المطران سويف؛ وكذلك في رِعايةِ سيِّدنا، مع سماحة المفتي العزيز محمد إمام، لبرنامَجِ «فُرصة»، المُنْبثِقِ عن تعاونٍ بين تجمُّعِ «أم النور» و«جمعيةِ المنهَج الخيرية»، لمكافحةِ المخدِّراتِ وإعادةِ تأهيلِ المُدمِنينَ عليها.
أضاف: لذلك، يُصدِقني ضميري إنْ صَرَّحْتُ، ويُوَبِّخُني إنْ لم أفعلْ، أنَّ سيادتَهُ إنسانٌ مميَّزٌ على غيرِ صعيد. فاتِّكاؤهُ على التَّعاليمِ المسيحيةِ حافزٌ مُستَدامٌ لانفتاحٍ نحنُ بأمَسِّ الحاجةِ إليه. عكَسَ صورةَ السيِّدِ المسيحِ المُتسامِحِ والمُهادِن، بمَدِّهِ اليَد إلى كلِّ النّاس على اختلافِ مَشارِبِهِم وتَبايُنِ أهوائِهِم. وهذا أكثرُ ما يحتاجُ إليه اليوم لبنانُنا المظلوم.
وقال: أختُمُ كلمتي بالتَّقدُّمِ من سيادتِهِ بجزيلِ امتناني لإتاحتِهِ لنا جميعاً الفُرصةَ لنلتقي في هذا الفضاءِ الجديد، متضرعاً إلى االلهِ عزَّ وجلّ أن يُبارِكَ هذه القاعة ويبارِكَ مُرتاديها ويبارِكَ تعاونَ مؤسسة شاعر الفيحاء سابا زريق الثقافية مع المطرانيةِ الحبيبة، لِما فيهِ من خيرٍ لمدينتِنا ولشَمالِنا الحبيب.
المطران سويف
ثم تحدث المطران يوسف سويف فقال: يوم حلو وفرح، نهار مبارك أولا أنا وأخي صاحب السيادة وصاحب الفضيلة ممثل سماحة المفتي العزيز الشيخ محمد إمام، وأخي رفيق الدرب في الفيحاء، صاحب السماحة الشيخ مالك الشعار، وأصحاب المعالي وكل الفعاليات التربوية والإجتماعية والخيرية والأهل، تحية لطلابنا نحن موجودين أولا لنرفع أيادي الشكر لرب العالمين الحاضر معنا ولسنا نحن الذين نأخذ المبادرات، هو الذي يدفعنا لنأخذ المبادرة التي هو يريدها، وما يريد ليس إلّا الحب والفرح، ولقاء هذه العائلة الحلوة يفرح لها الله عندما يرانا مجتمعين لأجل الخير والحب، أيها الصديق كأني أعرفك من عشرات السنين، دكتور سابا زريق ألف شكر مع عائلتك، أشكرك من صميم القلب ولا بد من القول اني وقت إستلمت الخدمة بطرابلس كنت أجول على مدارسنا وعددها 15 مدرسة بالأبرشية ومعظمها في طرابلس ويبلغ عدد طلابها حوالي 6000 تلميذ بين حضانة وإبتدائي وتكميلي وثانوي حديثا في حلبا، رأيت بعض القاعات فارغة هزيلة، وقلت ربنا أرسلني لأقوم باللازم تجاه مدرستنا التي تقع بجوار المطرانية وشعرت كأني أعرف الدكتور سابا منذ زمن حين إلتقيت به فكريا لتتعمّق معرفتنا كلما تحدثنا معا، وحين تحدثت مع المدير خالد وطرحت عليه إمكانية تحويل هذه المساحة التي نجتمع فيها اليوم إلى قاعة سرعان ما تحوّلت الفكرة إلى واقع وها هي هذه القاعة قد أصبحت واحة من واحات طرابلس الحلوة وهي اليوم بتصرف أبناء المدينة والناس، فمبروك لمدينة طرابلس بهذا المشروع الذي أصبح حقيقة ويحمل إسم قاعة الدكتور سابا وستكون بتصرف أي نشاط جامعي وفي خدمة كل الناس ومعدّة أيضا للمحاضرات ولورش العمل وبالإمكان إستخدام كامل مساحتها.
وتابع المطران سويف: ان الحداثة هي التي أدخلتنا إلى العالم الرقمي وأنا لست ضده لكي أطرح تساؤلات، فاليوم أنا أريد تسهيل أي أمر يتطلب الدخول إلى «غوغل» وإجراء البحث الذي نريد لنصل إلى حقيقة الأمور وهذه هي العولمة وأنا قد أخشى ذلك لا سيما حيال خطر الذوبان وفقدان التعددية الخاصة وما أفكر فيه اليوم تجاه قضايا طلابنا والأجيال الجديدة هو شيء من الموضوعية والفعالية والجمع بين التقليد والحداثة هو خلق توازن وتكامل بينهما والإنطلاق إلى الموضوعية ولا سيما مع الأجيال الجديدة وأتمنى أن يكون لدى أجيالنا حسن التقدير بالنسبة للجماعة وللمجتمع وللبنان ففي ذلك قيامة حقيقية للبنان الذي نريد.
وختم: هذه الواحة تهدف إلى تعزيز ثقافة اللقاء بين الناس وأبناء المدينة وحقيقة أقول لكم كمطران أنا أحمل إسم طرابلس ولديّ أيضا هدف ورغبة وتوق للنقاش الدائم مع الدكتور سابا، فالمسيحيون كانوا يعيشون بطرابلس والظروف دفعتهم للعيش إما بالجوار أو بأماكن أخرى وأنا أدعوهم اليوم من خلال هذه القاعة أن يرجعوا إلى المدينة، وأنا أحب كأب ومرشد وأخ وأنا وأصحاب السماحة والسيادة عندنا رغبة أن نرى الناس مع بعضها في واحات مشتركة ولذلك هذه الدار الحاملة إسم سابا هي لتعزيز ثقافة الإنفتاح وتنوّعه وقبول الآخر على تنوّعه، فالآخر المختلف ليس خطرا ولا تحدّي، هو غنى من الرب للمجتمع الإنساني ولبنان هو أيضا فعل إرادة من الجميع لشفاء الذاكرة والحفاظ على الصورة الجميلة للبنان ولطرابلس ولكل بيت من لبنان وكل عائلة، لذلك يا أحبائي هذا اللقاء الذي يحمل إسم سابا ومن خلال التعاون الحلو سنكمل مع المطرانية.
وإختتم الإحتفال بدرع تقديري قدمته مؤسسة شاعر الفيحاء سابا زريق الثقافية الى «راعي التلاقي والحوار» سيادة المطران سويف. وأقيم حفل كوكتيل بالمناسبة.