اخبار لبنان
موقع كل يوم -جريدة اللواء
نشر بتاريخ: ١٧ أيلول ٢٠٢٥
النبطية - سامر وهبي
استفاق سكان حي كسار زعتر في مدينة النبطية على حجم الكارثة التي اصابت منطقتهم جراء العدوان الاسرائيلي الذي استهدف بناية دغمان المأهولة بغارة جوية نفذتها المقاتلات المعادية الليلة الماضية وادت الى وقوع 14اصابة بين المدنيين بينهم اطفال ، واضرار فادحة بالممتلكات .
وعملت منذ الصباح ورش الأشغال على رفع الانقاض والردميات من محيط المبنى المستهدف، والمؤلف من 5 طوابق، واستهدفته الطائرات المعادية بصواريخ اصابت السقف الخامس للمبنى واخترقت بقية الاسقف لتستقر في الطابق الاولى وتلحق به اضراراً كبيرة .
واضطر سكان المبنى المستهدف الى اخلائه صباح أمس بطوابقه الخمسة، بسبب التصدعات التي اصابت اساساته،، ولخطورة ذلك على السكن فيه، وعمل السكان على نقل حاجياتهم الضرورية وبعض الادوات من شققهم.
كما تسببت الغارة المعادية بأضرار كبيرة في المباني والمحال التجارية المجاورة، وبالعديد من السيارات المركونة في الشوارع المحيطة بالمبنى المستهدف، اضافة الى اضرار بشبكتي الكهرباء والهاتف .
وقامت لجان الكشف في مجلس الجنوب ومؤسسة جهاد البناء بإجراء كشف على المبنى المستهدف والاماكن المتضررة المجاورة، وسجلت حجم الاضرار ليتم لاحقا العمل على اعادة اعمارها وتأهيلها.
الى ذلك ادى العدوان الجوي الى وقوع 14 اصابة مدنية ، وتوزعوا كالاتي:
في مستشفى نبيه بري الحكومي نقلت 6 اصابات هم : م. س. نورالدين، م. ن. حيدر، ص.م.الظريف، م. ص. كمال، ر. ل. صباغ، وم. ح. سليمان، وجميعهم حالاتهم مستقرة.
وفي مستشفى الشيخ راغب حرب نقلت ايضا 6 اصابات وهم : ا.س.نورالدين ( عامان) ، ا. ا. كمال ( 33عاما)، ف. ياسين (26 عاما) ، ا.ع.ناصر الدين ( 32عاما) ، ع. ا. ناصر الدين ( 6 سنوات) ، ز. ز.الحاج ( 27 عاما) وجميعهم حالاتهم مستقرة .
وفي مستشفى النجدة الشعبية نقلت اصابتان وغادرتا صباح أمس بعد اجراء العلاجات اللازمة لهما .
وفي السياق، ألقت محلقة إسرائيلية معادية قنبلة صوتية على بلدة عيتا الشعب.
جشي
أكد عضو كتلة الوفاء للمقاومة النائب حسين جشي خلال جولة تفقدية على مكان الاعتداء الاسرائيلي في حي كسار زعتر في مدينة النبطية أن ما حصل ليس جديداً على العدو الذي اعتاد استهداف الأهالي والنساء والأطفال.
وأضاف:بحسب تقرير وزارة الصحة فإن حصيلة الاعتداء يوم أمس بلغت 12 جريحاً بينهم 4 أطفال و7 نساء ما يثبت بوضوح أن المبنى المستهدف هو مبنى سكني وأن العدو يتعمّد استهداف المدنيين في سياق تاريخه الحافل بالمجازر منذ تأسيس كيانه عام 1948 وارتكابه مجزرة حولا وغيرها.
وقال جشي: ما جرى نضعه برسم الدولتين الراعيتين الولايات المتحدة الاميركية وفرنسا اللتين أشرفتا على اتفاق وقف إطلاق النار ولم تحرّكا ساكناً كما نضعه أيضاً برسم الحكومة اللبنانية التي رفعت شعار احتكار قرار الحرب والسلم وتعهّدت بحماية اللبنانيين وتحرير الأرض فلتتحمّل مسؤولياتها تجاه حماية المواطنين بدل الاستعجال في اتخاذ قرارات تصب في مصلحة العدو وتشجّعه على المزيد من العدوان.
وتابع: بالأمس قال الرئيس إننا جاهزون للسلام على أساس المبادرة العربية فجاء الرد الإسرائيلي بهذا الاعتداء ، على اللبنانيين جميعاً أن يدركوا أن هذا العدو لا يريد سلاماً ولا وساطة بل لا يعرف إلا لغة القتل والإجرام وهو ماضٍ في مشروعه لإقامة ما يسمّى إسرائيل الكبرى.
واختتم النائب جشي جولته بزيارة تفقدية على الجرحى في مستشفيات المنطقة مؤكداً الوقوف إلى جانبهم وإلى جانب أهل النبطية في مواجهة الاعتداءات المتكررة.
في سياق آخر، نشر وزير الصحة السابق الدكتور فراس الابيض على منصة «X «،في ذكرى اعتداء البيجر العام الماضي، مؤكدا «أن ذاك اليوم يبقى مشرفا للقطاع الصحي الذي استوعب الصدمة وسجل في تاريخ الوطن محطة من البذل والتضحية والوطنية».
وقال الابيض:«يبقى يوم السابع عشر من أيلول العام الماضي يوم مشرّف للقطاع الصحي في لبنان بكل أطبائه وممرّضيه وعامليه ومسعفيه ومتطوّعيه ومستشفياته: فهم بخلاف كل التوقّعات بالفشل والانهيار تحت حجم الأعداد الكبيرة من الجرحى والمصابين، استطاعوا بحسن استعدادهم وتدريبهم على خطة الوزارة، ومهنيتهم وجهوزيتهم وعطائهم وتضحيتهم، أن يسجّلوا في تاريخ وطننا أيّاماً متعددة من البذل والتضحية والوطنية الجامعة.
إن الصدمة التي حدثت في هذا اليوم من حيث ضخامة أعداد المرضى والمصابين في فترة زمنية لا تتجاوز دقائق، كان يمكن أن تتسبب بانهيار أي نظام صحي في العالم. فكيف بنظام كان يعاني أصلا من أزمات متعددة، مثل نقص الأدوية والمستلزمات وهجرة الكوادر الطبية والتمريضية.
لكن التدريبات التي كانت وزارة الصحة العامة قد أجرتها مع مختلف مكونات القطاع من ضمن خطة غرفة الطوارئ تحسبًا من الحرب أعطت ثمارها في الوقت الصعب: وفّرت جهوزية مكّنت من استيعاب الصدمة الأولى، تم توزيع المصابين على أكثر من 90 مستشفى، في عملية تنسيقية شارك فيها ما يزيد على 1100 سيارة إسعاف، في وقت احتاج أكثر من 80% من المصابين لعمليات جراحية في نسبة كبيرة جدا في هكذا حالات. أسهم ذلك في إنقاذ العديد من الأرواح التي كان يمكن أن نفقدها لولا هذا الإستعداد المسبق.