اخبار لبنان
موقع كل يوم -ام تي في
نشر بتاريخ: ٢٨ أيار ٢٠٢٥
بكل محبة وتقدير، أحيّي الأردن العزيز بمناسبة عيد الاستقلال التاسع والسبعين، وأتوقف بإجلال أمام اللفتة الملكية السامية التي قام بها جلالة الملك عبدالله الثاني، بمنح أوسمة ملكية لمؤسسات وشخصيات وطنية بارزة، تقديرًا لعطائها المميّز وجهودها الصادقة في خدمة الوطن، ومن بينهم قدس الأب القمص أنطونيوس عماد صبحي حنا عبدالملك. إنها بادرة تعبّر عن قيادة تُكرم أبناءها، وتعرف كيف تُقدّر العطاء، قيادة يحبها شعبها ويبادلها الولاء الصادق والانتماء العميق.
من خلال قراءتي المتواضعة للواقع الأردني، وعبر أصدقاء نورسات – الأردن، ألمس بوضوح الاحترام الكبير الذي يكنّه الشعب لملكه، والتقدير لما يبذله جلالة الملك من أجل التقدّم والاستقرار والوحدة. إنّه يستحق كل وسام عن جدارة، لما يتحلّى به من حكمة وبعد نظر وحضور إنساني ووطني يرفع الرأس.
للأردن مكانة خاصة في قلب كل مؤمن، فله جذور روحية ضاربة في عمق التاريخ الإيماني. نهر الأردن، الذي يرد ذكره في العهد القديم حوالي 175 مرة، وفي العهد الجديد نحو 15 مرة، هو شاهد حيّ على أحداث عظيمة في التاريخ الخلاصي. فيه اعتمد الرب يسوع على يد يوحنا المعمدان... لهذا، يحتلّ الأردن مكانًا مميّزًا في وجدان المؤمنين من مختلف الطوائف، ويُعدّ أرضًا مقدسة للديانات الإبراهيمية.
ويُحسب لجلالة الملك عبدالله الثاني حرصه على الحفاظ على هذا التاريخ العريق، وتجذيره عبر الانفتاح والتنوّع، من خلال دعم كل أطياف المجتمع، لا سيّما الوجود المسيحي، الذي يشهد له الجميع بفعاليته وحضوره، ليس فقط في الأردن، بل في المشرق كلّه. هذا الدعم الملكي يعزّز دور المسيحيين كشهودٍ للرجاء، وكـملح الأرض كما دعاهم الرب.
أذكر زيارتي للأردن قبل أكثر من عشر سنوات، وقد تركت في قلبي أثرًا طيبًا لا يُمحى. جلت في ربوعه، وتعرفت إلى أهله الكرام، ولمست عن قرب طيبتهم، ونبلهم، وكرمهم، ومحبتهم الصادقة لجلالة الملك. لا عجب أن يكون هذا البلد مميزًا بأهله، وبتلك الروح الوطنية الجامعة التي تسكن فيه.
أتمنى أن تتاح لي فرصة زيارة الأردن من جديد، هذا البلد الشقيق بكل ما تحمله الكلمة من معنى. ونصلّي من القلب كي يبقى في منأى عن الصراعات والاضطرابات التي تعصف بالمنطقة. نحن واثقون بحكمة وإرادة وصلابة وتبصّر جلالة الملك عبدالله الثاني، في صون وطنه، وحماية شعبه، وخاصة الوجود المسيحي فيه.
ألف تحية إلى المملكة الأردنية الهاشمية، ملكًا، وحكومةً، وجيشًا، وشعبًا. تحية إلى شعبٍ يعرف معنى الاستقلال، ويعي أن الاستقلال ليس مجرد مناسبة تُحتفل، بل روح تسري في النفوس، ووفاءٌ متجددٌ للعهد، لا مساومة فيه، ولا تبديل، ولا تراجع.
كل الأمنيات بالازدهار والرفعة لهذا الوطن الحبيب، ليبقى منارةً في المشرق، ونموذجًا في التآلف، وواحة أمان للجميع.